الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

مات وعليه قضاء رمضان

توفي وعليه قضاء رمضان، يا الله اجعلنا نصل إلى رمضان هذا الدعاء الذي يتداوله المسلمون جميعا في أيامهم بشكل عام، وفي الأيام التي تسبق رمضان بشكل خاص، منذ بداية شهر رجب حتى نصل إلى رمضان، ولتتحقق استجابة الله لدعانا بأن نبلغ شهر رمضان المبارك؛ بسبب الفوائد الكثيرة والعظيمة التي يحملها صيام شهر رمضان، والتي يأمل فيها كل مسلم، سواء أكانت تلك الفوائد تؤثر على صحته أم طاعاته وروحانياته، والصيام فرض واجب يجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على صيامه، فماذا إذا جاء رمضان والمسلم مريض بشكل شديد ولم يستطع صيامه بسبب مرضه، وأفطر رمضان كله، ثم استمر مرضه بعد رمضان بحيث لم يستطع قضاء الأيام التي عليه أن يصومها، ثم توفي الله إياه، هل يكون عليه ذنب، ومن سيقوم بقضاء تلك الأيام عنه، سنعرض إجابة لهذا السؤال المهم الذي يشغل الكثيرين من خلال مقال اليوم من موسوعة.

جدول المحتويات

مات وعليه قضاء رمضان

شهر رمضان الكريم هو الشهر الذي يتضاعف فيه أجر العبادات، وتتضاعف الحسنات، وتزداد القربة من الله فيه، وتتم فيه تطهير الأرواح، وتغذية الأعمال الصالحة، بالإضافة إلى الأجر الذي خصه الله لعباده الصائمين ولم يصرح عنه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، أو في السنة النبوية الشريفة؛ وذلك استنادا لما ورد في الحديث القدسي لله سبحانه وتعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يتجاوز فيه الحدود ، ولا يتجاوز فيه الكلام الفاحش ، فإن سبه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لرائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك ، وللصائم فرحتان يفرح بهما: إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه.

قد يكون أجر الصائمين الصابرين الذي نتمناه من الله هو الجنة. فالصيام هو نوع من أنواع الصبر. وقال الله في كتابه العزيز في الآية العاشرة من سورة الزمر: “قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم، للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة، وأرض الله واسعة، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”. فأكتب لنا الجنة بغير حساب، ولا سابقة عذاب يا الله.

كثير من المسلمين القريبين منا ليس بإمكانهم صوم شهر رمضان المبارك بسبب وجود مرض يجب الشفاء منه أو وجود مرض مزمن، وهذا يشغل تفكير أقربائهم بعد وفاتهم، فما الذي يمكنهم فعله وهم يعلمون جيدا أجر الصيام وفضله ورحمة الله وأجره الخفي الذي لا يعلمه أحد سواه، هل يصومون بدلا منهم أم يقومون بدفع كفارة بدلا منهم، أم لا يكون عليهم أي التزام بالصيام.

حكم من مات وعليه قضاء أيام من رمضان

إذا قام المسلم بالإفطار في شهر رمضان بسبب وجود عذر شرعي يمنعه من الصوم، واستمر هذا العذر حتى الموت، فإنه لا يصام عنه ولا يتحمل فدية، ولا يوجد إثم على المتوفى، وهذا هو اجماع الفقهاء. أما إذا انتهى العذر وكان للشخص أيام صيام لم يقضها، فإنه يجب عليه قضاء تلك الأيام بعد وفاته.

عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: يا رسول الله، أمي توفيت وعليها صيام شهر، هل أصوم عنها؟ فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان على أمك دين، هل كنت ستقضيه عنها؟” فأجاب الرجل: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “فدين الله أحق أن يقضى عنه

يمكن للأشخاص الصائمين أن يصوموا عن الميت أو يدفعوا كفارة عنه، ومن الأفضل أن يستشير أحد العلماء المشهود لهم بالعلم والتقوى في هذه الأمور المعقدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى