العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

كيفية حسن التعامل مع الآخرين

إن التعامل الحسن مع الآخرين ليس أمرا صعبا كما يعتقد البعض، بل هو سهل جدا لمن يرغب في أن يتحلى به ويحرص على علاقاته مع من حوله. فإن تعاملك مع الآخرين يكون له تأثير على كيفية تعاملهم معك أيضا. لذا، لا تعيش في دائرة مغلقة تحجبك عن التواصل مع الناس والتعامل معهم فقط لأنك لا تجيد التعامل معهم. بل تعلم ما هو التعامل الحسن مع الآخرين وقيمته في حياتك من خلال مقال اليوم على موسوعة المعرفة، والتزم به.

حسن التعامل مع الآخرين

قد يشعر الشخص في البداية بأن هذا الموضوع لا يضيف له شيئا جديدا، ولكن في عصرنا الحالي، أصبح الإنسان غير قادر على البقاء في عزلة عن جميع التغيرات المحيطة به. ينبغي على الشخص أن يتطور ويعمل بشكل جماعي، وأن يتعامل مع الأشخاص سواء في العمل أو في الزمالة والصداقة، وقد يكون ذلك أيضا في العلاقات الأسرية.

ونتيجة للضغوط التي يعاني منها الإنسان وسعيه المستمر لتأمين لقمة عيشه، فإنه لا يجيد التعامل مع الآخرين، على الرغم من أن التعاملات هي من أسهل الأمور التي يستطيع الإنسان القيام بها في الحياة.

التعامل مع الآخرين فن ليس الجميع يجيده، وهذا ناتج عن الاشغال الكثيرة والوقت المحدود والابتعاد عن العادات والتقاليد القديمة التي لا تتناسب مع العصر الحديث على الرغم من أنها تشكل أساس العلاقات الإنسانية.

وبسبب الابتعاد عن الدبلوماسية، فقد فقد الكثير من القدرة على إدارة الحوار، حيث انتشرت الهمجية والفوضى وأصبح كل شخص يعتبر الآخر عدوا له ويرغب في الانتصار عليه بأي ثمن من المشاحنات.

الدبلوماسية تُلين الأحجار

  • نعم، يا صديقي، تلك الدبلوماسية ستجعل الآخر في قبضتك، حيث يمكنك أن تشكله وتتحكم فيه بالطريقة التي تريدها.
  • ليس المقصود بالدبلوماسية الموافقة على كل ما يقوله الآخرون، ولكن أن يكون هناك لغة مشتركة في الحوار.
  • وعلينا أن لا نعتمد على الهجوم في حديثنا، بل نستمع إلى وجهة نظر الآخر ونحاول تعديلها كما نشاء.
  • تجنب المقاطعة واستمع إلى وجهة النظر حتى النهاية.
  • وبعد ذلك، قم بإدخال التعديلات التي ستساعدك في تحقيق ما تريده، دون أن تظهر رفضا أو هجوما على أفكار الآخرين.

الاحترام أساس العلاقات الإنسانية

  • لا تنسى أن احترامك للآخر، ينعكس في تعامله معك أيضا.
  • لذا يجب عليك أن تحترمي الرأي ووجهة النظر ولا ترفضيها أو تنفيها دون أن تنظري إليها.

ضع حارس على لسانك

  • نعم عليك أن تضع ميزانا أو حارسا على فمك، لتزن كلماتك قبل أن تنطق بها.
  • قد تخرجها من فمك ولا تعرف ماذا ستفعل في قلب الآخر.
  • كثيرا من الكلمات ساهمت في إنهاء العلاقة، واندلعت الخصومة والنزاع بين الأشخاص.

من لم يشكر الناس لا يشكر الله

  • هناك مجموعة من العادات التي كنا نمارسها في الماضي، ولكن مع سيطرة العولمة وسياسة الانفتاح على العالم الخارجي، اختفت بسرعة.
  • مثلما يتم قول “شكرا” لمن يقدم لك خدمة لطيفة، يجب أن تقول “من فضلك” عندما تحتاج إلى طلب شيء ما، وكذلك “بعد إذن حضرتك” وغيرها من الكلمات التي تظهر الاحترام والتقدير الذي يتمتع به الشخص.
  • وليس الأمر مقتصرا على الكلمات فقط، بل يجب أيضا أن تقترن بمجموعة من الأفعال.
  • كأنها لا تترك الطعام قبل أن يغادر الجميع، وكأنها لا تغلق الباب في وجه جارها، تلك العادات التي نسيناها بالتأكيد مع التطور.

أخلاقيات المسلم في التعامل مع الآخرين

وضع الإسلام مجموعة من القوانين التي تنظم التعامل مع الآخرين، وتجعل المسلم قدوة يحتذى بها في الالتزام بالأخلاق الحسنة، ومنها:

 إلقاء السلام على الآخر

  • من أهم الأشياء التي تساعد المسلم على أن يكون قدوة ومثالا يحتذى به في نفوس الآخرين هو نشر السلام بين الأشخاص.
  • وقد قال المولى عز وجل في هذا الأمر “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها، إن الله كان على كل شيء حسيبا”.

لا تتأخر عن حاجة الآخر

  • إذا كان شخص آخر يحتاج إلى مساعدة، فلا تتخلى عنه بل قدم له العون والمساعدة على الفور.
  • ولا تنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو تمشي مع أخيك في حاجته أحب إلي من أن تعتكف شهرا”.

تجنب إحراج الآخرين

  •  مشكلة من مشكلات العصر، وتنتشر كثيرا في التجمعات الشبابية حيث يرغب كل فرد في إظهار نفسه كالأفضل.
  • وهنا ينشأ التحدي والصراع، وكذلك المنافسة للتفوق وأن تكون مميزا بين أقرانك، وهذا يؤدي إلى حرج شديد للخصم.
  • ومن المؤكد ألا ينسى تلك الإساءة أو يغفرها أبدا.
  • لذا يجب أن تكون حذرا وتأخذ في الاعتبار قول الله تعالى “فبما رحمة من الله لنت لهم ۖ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ۖ فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ۖ”.

تجاوز عن الإساءة

  • على الرغم من أن الإسلام يسمح للإنسان بالرد على الإساءة بمثلها، إلا أن العفو عن الآخر هو الأفضل والأرفع.
  • ذلك بسبب قوله تعالى “وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم”.
  • ذلك لأن الدين الإسلامي هو دين التسامح، وبذلك تعلم غيرك أهمية التسامح وكيفية ممارسته مع الآخرين.

إياك والتكبر

  • يجب أن تتحلى بالتواضع، فإن الله لا يحب المتكبرين، والتواضع ليس من صفات المؤمنين الاستعلاء.

قيمة حسن التعامل

  • من المؤكد أن حسن تعاملك مع الآخرين، سيعود عليك بالنفع.
  • سرعان ما تتقوى العلاقات بينك وبين الآخرين، وتحظى بحبهم واحترامهم.
  • بفضل روح التعاون الإبداعية بينكم، ستتبنون روحا إيجابية تساعدكم وتساعد الآخرين على تحقيق النجاح.

في النهاية، لا تنتظر جزاء أو شكرا من الناس على تلك المعاملة، ولا تتوقع منهم أن يتعاملوا معك بنفس الطريقة.

بل يجب أن يكون هدفك في التعامل الحسن هو طلب رضا الله عز وجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى