الصحة النفسيةصحة

اضطراب ما بعد الصدمة الاعراض والاسباب والعلاج

عزيزي القارئ، نقدم لك في مقالنا اليوم من موسوعتنا معلومات حول اضطراب ما بعد الصدمة، فإذا تعرضت لموقف فجائي غير متوقع، وخاصة إذا كان هذا الموقف سلبيا، قد يسبب لك اضطرابا في سلوكياتك وحياتك، فيجعلك تشعر بالضياع والارتباك، وقد يكون الشخص المتأثر أحد أفراد عائلتك أو أحبائك، وقد تجد صعوبة في التعامل معه ومساعدته على تجاوز تلك الصدمة التي تعرض لها في حياته، لذا سنشرح لك بشكل مفصل هذا المرض وكيفية علاجه والتحكم فيه.

في حياتنا اليومية، يمكن أن يتعرض كل منا لصدمة أو تجربة قاسية لا يمكن السيطرة عليها، فقد يحدث أمامنا حادث صعب، وقد نشاهد انفجارا يؤدي إلى موت عدد من البشر، فالجنود في بعض الأحيان يشاهدون زملاءهم وهم يموتون أمامهم مما يسبب لهم صدمة، وقد تكون النتيجة للتعرض لموقف ما أو ربما يموت أحد أقاربنا أو أصدقائنا فندخل في حالة من الاضطراب والصدمة، ومن الممكن أن يتجاوز بعض الأشخاص هذا الموقف، ولكن هناك آخرين لا يتأقلمون بسرعة ويبقون في حالة الصدمة لعدة أشهر وسنوات.

اضطراب ما بعد الصدمة PTSD

يعرف بأنه حالة نفسية خطيرة يصاب بها الشخص وتحتاج إلى علاج، حيث تؤثر سلبا على حياته، ويطلق عليه اضطراب الكرب التالي للرضح، وهو حالة قلق مرهقة تنشأ بعد مشاهدة حادث مروع أو تعرض لصدمة شخصية مثل وفاة أحد الأقارب أو الإصابة بتهديد جسدي أو غيره.

إن الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب بعد الصدمة يشعرون بالخطر من حولهم، مما يزيد من حدة الخوف والتوتر لديهم، حتى إذا كانوا في حالة أمان. يظهر هذا المرض عندما يتعرضون لصدمة، حيث يحدث رد فعل معين على التغيرات الكيميائية في الدماغ، وليس هذا المرض موجودا مسبقا، أي لا يمكن تشخيصه كخلل أو عدم توازن في شخصية الإنسان، ويحدث في أي سن.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

عندما تتعرض لاضطراب ما بعد الصدمة، قد تتوقف عن أنشطتك وتجد صعوبة في العمل، ومن الممكن أن تستجيب لأصوات أو مواقف أو كلمات تذكرك بالصدمة التي تعرضت لها.

وتقسم الأعراض إلى أربعة أقسام مختلفة وهي:-

الشعور بالتجنب

تزداد الشعور بعدم الاكتراث بما لديك خلال اليوم، ولا تستطيع التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تملكها، بل تشعر باللامبالاة العاطفية، وقد تفقد الذاكرة للأحداث التي مرت بها، وتتبعد عن الأشخاص والعائلة أو المواقف التي تذكرك بتلك الأحداث، وتتعرض لاضطراب في الشهية.

التغير في الإدراك والمزاج

تبدأ في تشكيل أفكار سلبية عن نفسك، وتواجه مشكلة في تذكر الموقف، وتشعر بأحاسيس ومشاعر مشوهة مثل الشعور بالذنب أو اللوم أو القلق أو العار، وتجد نفسك غير مهتم بالأنشطة الممتعة المحيطة بك.

حدوث إعادة للتجربة

تتذكر ذكريات الماضي بشكل متزايد، حيث تشعر بتكرار الأحداث. تتعرض أيضا لكوابيس مزعجة بشكل متكرر تتعلق بالموقف الذي تعرضت له. تتذكر تلك الذكريات الحية للحدث وتشعر بعدم الراحة الجسدية والنفسية أثناء تذكر تلك الموقف.

الشعور بالانفعال والإثارة

ستجد نفسك تعاني من نوبات غضب واضطراب، وتشعر بالحذر من كل شيء من حولك، وتواجه صعوبة في التركيز على أمور مختلفة، وتزداد استجابتك للأحداث الصعبة والمرعبة، وتقل قدرتك على النوم أو البقاء نائما.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من نوبات الهلع والاكتئاب، مما يسبب لهم الإثارة والهيجان والإغماء والدوار وضربات القلب السريعة والدوخة والصداع.

يراودك أفكار انتحارية

في هذه الحالة، عليك أن تتصل بصديق مقرب لك وتطلب مساعدته، ثم تذهب إلى طبيب نفسي مختص لتتعافى وتحصل على العلاج في أقرب وقت ممكن.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

عندما يتم تصنيف مرضك يمكنك أن تتابع  الخطوات العلاجية الأتية:-

العلاج السلوكي المعرفي

ويساهم ذلك في تذكر الموقف الصادم الذي تعرضت له، وبالتالي تستطيع التعبير عن مشاعرك وأحاسيسك، وهذا يساهم في التخلص من الحساسية الناجمة عن الصدمة وتقليل أعراض الاضطراب.

مجموعات الدعم

حاول أن تعبر عن مشاعرك وتناقشها مع أشخاص آخرين يعانون من نفس الأعراض التي حدثت لك.

الأدوية

يمكنك تناول أدوية مضادة للاكتئاب والقلق التي تساهم في حل مشكلة النوم، لتقليل الأفكار المرعبة التي تتكرر في عقلك، وتحقيق قدر من الراحة الجسدية والنفسية.

جلسات مع طبيب

من المهم أن تقوم بزيارة طبيب متخصص بشكل أسبوعي وأن تستمر على هذا النحو لمدة تتراوح بين ثمانية إلى اثنتي عشرة أسبوعا، ولا تقل مدة الجلسة عن 60 دقيقة، ويمكن أن تصل إلى ساعة ونصف.

سوف تساعدك كل هذه العلاجات على تخطي هذه المرحلة، بالإضافة إلى دعم أهلك وأصدقائك. ولكن تذكر أن جميع هذه العلاجات يجب أن يتم إشرافها من قبل مختصين وأطباء معالجين لاضطرابات ما بعد الصدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى