حكم قضاء يوم من رمضان

تعرف على حكم قضاء يوم من رمضان من خلال مقال اليوم على موسوعة. فالله تعالى فرض الصوم على المسلمين، وسهل الأمر عليهم بمجموعة من الاستثناءات التي أباح فيها الإفطار، سواء كان السبب المرض أو السفر. والدليل على ذلك قوله عز وجل في سورة البقرة “فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخرى”. ومن هذا القول نستدل على وجوب قضاء تلك الأيام بعد انتهاء شهر رمضان الكريم. وتختلف أحكامه وفقا للسبب والإفطار، سواء كان هناك عذر أم لا. أما بالنسبة للتأخير، فله شأن آخر. وحتى لا يحيركم الأمر، يمكنكم متابعة السطور التالية لمعرفة حكم كل حالة وفقا لما ذكره الفقهاء. تابعونا.

قضاء يوم من رمضان

يختلف حكم صيام يوم من أيام شهر رمضان المبارك حسب العذر الذي أفطر المسلم من أجله. وربما تكمن الرحمة الإلهية في أروع صورها في ذلك، فالله تعالى لم يفرض علينا أمرا يعسر علينا، وإنما جاء الصيام لتهذيب النفس وتنقيتها.

نظرا لأن الله تبارك وتعالى أباح للمريض والمسافر أن يفطر في أيام رمضان، فيجب عليهما قضاء هذا اليوم في وقت لاحق ليعوضا ما فاتهما من تلك الليالي المباركة.

واتفق الفقهاء على أن المرأة الحائض والنفساء، وكذلك الحامل والمرضعة، تعامل مثل المريض، وبالتالي يجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها في رمضان في وقت لاحق.

إذا كان أحد يفطر بدون عذر نتيجة للجوع أو العطش، فيجب عليه أن يستغفر الله وأن يعود إليه وأن يقضي الأيام التي أفطر فيها. ولكن إذا كان الإفطار نتيجة للجماع، فيجب عليه أن يقدم كفارة كبرى تشمل تحرير رقبة أو صيام شهرين متتابعين. وإذا لم يتمكن من ذلك، فيجب عليه أن يطعم 60 مسكينا عن كل يوم أفطر فيه بسبب الجماع. ويجب أيضا القضاء على الأيام التي أفطر فيها.

كفارة تأخير قضاء رمضان

من الشروط التي وضعتها الشريعة الإسلامية هو أنه يجب على المسلم ألا يؤخر القضاء، أي أنه يجب عليه أن يصوم شهر رمضان بالكامل قبل حلول رمضان التالي، ويستدل على ذلك من قول السيدة عائشة التي كانت تؤخر صيام القضاء إلى شهر شعبان، فقد قالت: “كان علي أن أصوم من رمضان، ولكنني لم أستطع أن أقضيه إلا في شعبان بسبب مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بالنسبة لمن يؤخر قضاء يوم من رمضان بعذر شرعي مثل المرض أو السفر وما شابه ذلك، فليس عليه إثم، على أن يقضي الصيام في وقت آخر. أما إذا لم يكن لديه عذر وتأخر في القضاء بسبب التكاسل أو التهاون، فإنه يأثم وعليه أن يستغفر الله عما فعل وأن يقضي ما عليه من أيام.

مقدار كفارة تأخير قضاء رمضان

هناك اختلاف بين الفقهاء فيما يتعلق بكفارة تأخير قضاء يوم من رمضان، فمنهم من يرى أنه ليس عليه كفارة من الأساس، ومنهم من يرى أنه يجب عليه الكفارة، وتتمثل الكفارة في إطعام مسكين عن كل يوم يتم تأخير قضائه.

أفاد ابن عثيمين بأن الله تعالى لم يشر في القرآن الكريم إلى وجوب الكفارة، وبناء على ذلك، فإن الفقهاء ليس عليهم أن يلزموا المسلمين بأمر لم يفرضه الله عليهم، ولكن في حال ثبوت أن الصحابة قاموا بأداء الكفارة، فإن قيام المسلم بها يكون مستحبا وليس واجبا.

حكم الإفطار في صيام القضاء

إذا كان المسلم أو المسلمة ينوي قضاء الأيام المفروضة عليهم في رمضان، فلا يجوز لهم الإفطار إلا إذا كان هناك عذر شرعي يستدعي الفطر. وذلك لأن هذه الأيام تعويض عن ما تم صيامه في شهر رمضان، وتخضع لنفس الأحكام.

رزقنا وإياكم بشهر رمضان المبارك، وساعدنا في الصيام والقيام بإذن الله.