تعرف بالتفصيل على تأثير الحروب في تدمير البيئة. منذ بداية التاريخ الإنساني، كان التنافس والصراع بين البشر أمرا لا يتجزأ. وكان هذا الأمر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحروب والصراعات المدمرة. نتيجة هذه الصراعات، حدثت آثار سلبية على البيئة والإنسان على حد سواء. ومع ذلك، كانت هذه الآثار السلبية أكثر حدة على الإنسان والبيئة منذ بزوغ الثورة الصناعية وانتشارها في أوروبا.
مثلما لحظنا تأثير ظهور النفط والتكنولوجيا المتطورة بأثارها السلبية بسبب استخدامها السيئ في تطوير الأسلحة واستخدامها في الصناعات الحربية، تم ظهور الأسلحة الذرية والقنابل النيتروجينية والنووية واستخدامها من قبل البشر في حروبهم وصراعاتهم وتسببت في دمار العالم، مثلما حدث في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية حيث قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلة ذرية على نجازاكي وهيروشيما لحسم الصراع العسكري، وأدت إلى تدمير شديد في المدينتين ومقتل آلاف الأبرياء وإصابة وتشويه الملايين، فضلا عن الأضرار البيئية التي لا تزال تؤثر على التربة والمياه والجو في هاتين المدينتين حتى الآن.
أسباب وقوع الحروب
بعض الدول تخوض العديد من الحروب لأسباب متعددة، ومن أهمها:
- عدم توفر هذه الدول للوسائل المناسبة لحل النزاعات، وعدم قدرتها على مواجهة التهديدات المباشرة التي تواجهها من الدولة العدوة.
- رغبة بعض البلدان في استعادة ثرواتها أو الاستيلاء على بعض موارد وأراضي دولة أخرى.
- رغبة بعض الدول في السيطرة والتوسع في أراضيها.
- انتشار الحقد والكراهية بين الأمم، واستغلال بعض الدول للدين من أجل تحقيق أهداف سياسية لنفسها.
- بعض الأفراد والجماعات غير راضين عن الأنظمة والقوانين الصارمة التي يفرضها بعض الدول.
- بعض الناس يرغبون في التحرر ورفع الظلم من قبل الدول المعادية.
اثر الحروب في تدمير البيئة
تتجلى آثار الحروب في تدمير البيئة بجميع جوانبها، والتي تشمل النباتات والماء والهواء والغابات.
أثر الحروب وتدميرها للغابات
- تؤدي الحروب إلى تدمير مساحات ضخمة من الغابات، وهذا مثل ما حدث في الحرب العالمية الثانية في اليابان، ومثل ما حدث أيضا في العراق وأفغانستان وقصف غزة في فلسطين والحرب الأخيرة في سوريا.
- تلوث التربة بسبب المواد الكيميائية التي تستخدم في صناعة الصواريخ والقنابل والمخلفات الناتجة عنها، يؤدي إلى تفكك التربة وموت الكائنات الدقيقة الموجودة فيها.
- تتحول الأراضي الزراعية إلى أراض صحراوية قاحلة، ومن الصعب استصلاحها في المستقبل القريب.
- يتم تجريف التربة ثم فحص قدرتها على الإنتاج الزراعي.
الآثار السلبية للحروب على الغطاء النباتي
تسببت الحروب والصراعات المسلحة في العديد من الأضرار والمخاطر على النباتات والبيئة الحيوية، حيث تسببت في تدمير مساحات كبيرة من النباتات الخضراء، مما جعل الأراضي تتحول إلى صحراء وتتلوث التربة بسبب المواد الكيميائية المستخدمة في الحروب، وبالإضافة إلى ذلك، تعاني البيئة الحيوانية من قلة الغذاء بسبب نقص النباتات، مما يؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الحيوانات.
الآثار السلبية للحروب على الماء
- بعض الصناعات الحربية وخاصة المفاعلات النووية تعتمد بشكل مباشر على استخدام الماء وتغييره من وقت لآخر، والماء المستخدم يتم التخلص منه في مصادر الماء القريبة، مما يتسبب في تلوث هذه المياه بالمواد المشعة والمواد السامة، مما يؤدي إلى تدمير البيئة المائية.
- قد يتسبب بعض المواد السامة والكيميائية الناتجة عن الحروب في تلوث المياه الجوفية بسبب الأمطار، وعندما تستخدم هذه المياه مرة أخرى من قبل الإنسان، فإنها تكون قد تلوثت مسبقا، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالإنسان والكائنات الحية الأخرى.
- تلقي بعض السفن الحربية والغواصات نفاياتها في الماء، مما يتسبب في تلويث المياه وقتل الكثير من الكائنات البحرية.
الآثار السلبية للحروب على الهواء
الغازات السامة التي تنبعث من الأسلحة المختلفة تسبب ضررا مباشرا للهواء، وذلك عن طريق انتشارها في الهواء وتأثيرها على الكائنات الحية والبشر، وذلك لأنها تصل إليهم مع غاز الأكسجين.
الإشعاعات النووية التي تنبعث من المفاعلات النووية تؤثر بشكل مباشر على الكائنات الحية القريبة منها، وتترك آثارا سلبية وفي بعض الأحيان قد تسبب طفرات وراثية خطيرة.
الأثار السلبية للحروب على الإنسان
وكما نعلم، الإنسان والحيوان والحجر والنبات ليسوا في مأمن من الصراعات والحروب. فهي تؤذي جميع أشكال الحياة، وتسفر عن قتل العديد من المدنيين الذين يكونون في منازلهم. ومع مرور الوقت، تتحلل أجسادهم تحت أنقاض منازلهم المدمرة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة. ومن ينجو من هذه الحروب ويتمكن من الهروب، يلجأ إلى الملاجئ التي تكتظ بالأشخاص الهاربين من ويلات الحروب. وهذا يجعلهم يعانون من مشكلة عدم توفر سبل الحياة الطبيعية مثل الطعام والتهوية والشراب الجيد والبيئة الصحية. وبالتالي، تنتشر بينهم الكوليرا والسل وغيرها من الأمراض. وهناك بعض الناس الذين يتعرضون لتشوهات وإعاقات خطيرة. وعلاوة على ذلك، الأسلحة النووية تؤثر على جينات الإنسان وتنتج جيلا جديدا من البشر يكون مشوها وغير مكتمل النمو. وبالإضافة إلى ذلك، تسبب آثار نفسية سيئة على الجميع، سواء كانوا ضحايا أو قتلة.