الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة بقرة بني اسرائيل

قصة بقرة بني إسرائيل من القصص التي تحمل العبر الكثيرة للمسلمين، وسميت سورة البقرة بها، وهي أطول سور المصحف الشريف، وثاني السور من حيث الترتيب بعد فاتحة الكتاب. تحتوي على 280 آية، وتحمل العديد من المعاني والعبر، وتشمل قصص الأمم السابقة وبعض النصوص التشريعية. هي أول سورة نزلت على نبينا الكريم في المدينة المنورة، وتتضمن آية الكرسي التي تحمي الإنسان وتحصنه من الشرور. سنسرد لكم قصة تلك البقرة المذكورة في القرآن الكريم في هذه المقالة.

قصة بقرة بني اسرائيل

من المؤكد أنك قد قرأت تلك الآيات المذكورة في سورة البقرة، التي تحدث عن أوامر من الله عز وجل بذبح بقرة تحمل صفات محددة. ثم بدأت تساؤلاتك تدور في ذهنك، لماذا أمر الله تعالى القوم بذبحها، ولماذا تم اختيار تلك البقرة بالتحديد، وما السبب وراء ذلك؟، سنتعرف على جميع تلك الأسباب من خلال سرد أحداث القصة بالتفصيل.

وقفات مع قصة البقرة

وقعت هذه القصة في بني إسرائيل، ورغم اختلاف الروايات وتفاصيل الأحداث، فإن الاتفاق يقول بأنها ناتجة عن جريمة قتل نشبت بين الناس بسبب المال، حيث كان هناك رجل غني ليس لديه أولاد، وطمع ابن أخيه في ثروته وارتكب جريمة قتل عمه من أجل الحصول على التركة الكبيرة.

ورغم الصلة بينهما، إلا أن فكرته الأولى التي تبادرت إلى ذهنه هي قتل عمه للحصول على المال الذي يرغب فيه، وقد نجح في القتل وأظهر للجميع أنه حزين على وفاة عمه، وأنه لا يستطيع السيطرة على دموعه وحزنه، ولم يتمكن الناس من اكتشاف الجاني، وبدأت الصراعات تنشب بينهم. لكن هناك رجل حكيم طلب منهم العودة إلى موسى عليه السلام لمساعدتهم في هذا الأمر.

قصة ذبح البقرة

لجأ القوم إلى سيدنا موسى عليه السلام، والله عز وجل أوحى له بأن يأمرهم بذبح بقرة، ثم يلقوا الميت بلحمها ليعود إلى الحياة ويخبرهم بالمقتول. وعلى الرغم من أنهم واثقون أن هذه الطريقة هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة القاتل، إلا أنهم استهزؤوا بموسى وسخروا من قوله. وقال الله تعالى: “وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين”. فبدأوا يتساءلون عن مواصفات البقرة، وعندما أرادوا تعقيد الأمر على أنفسهم، صعب الله الأمر عليهم أكثر وأكثر.

وكانت من بين مواصفات البقرة أنها بقرة صفراء فاقعة اللون، وهذا ما قاله، وإنها ليست كبيرة في السن ولا صغيرة وبكر، بل لديها عدة أولاد، وهذا ما قاله، كما أنها لا تستخدم في الحراثة وسقاية الأرض، وهذا ما قاله، وظل قوم موسى يبحثون عن بقرة تتوافق مع تلك المواصفات التي أصروا عليها بتكرار سؤالهم. وبعد ذلك، عثروا عليها، وتنازع رفيقها فيها، ولكنهم دفعوا لها مقابل للوصول إلى القاتل.

ثم قتلها قوم موسى البقرة واستخدموا لحمها لضرب الميت بها، ثم عادت للحياة مرة أخرى لتشير إلى القاتل، وبعد ذلك ماتت. وكانت هذه هي المعجزة التي أظهرت قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى وفقا لمشيئته، وأن الفاسق سوف يعاقبه حتى لو بعد فترة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى