الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة النبي صالح وقوم ثمود

نقدم لك اليوم مقالنا من موسوعة حول قصة النبي صالح وقوم ثمود، وهو أحد الأنبياء الذي بعثه الله سبحانه وتعالى لدعوة قوم ثمود إلى الهداية وعبادة الله. كان لديهم عدة سمات بارزة مثل الجحود والقوة والشدة، واشتهروا بنحت البيوت العظيمة في الجبال.

سنتحدث عن المعجزة التي حدثت، وناقة سيدنا صالح، ونهاية قوم ثمود خلال السطور التالية، فتابعوا معنا

قصة النبي صالح وقوم ثمود

عندما دعا نبينا صالح القوم لعبادة الله، طلبوا منه إظهار معجزة من الله كدليل على صدق كلامه. فأنزل الله معجزته وظهرت ناقة تخرج من صخرة في الجبال وسميت بناقة صالح.

وجاء ذلك قول الله تعالى من سورة الأعراف:وإلى ثمود أخاهم صالحا ۗ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ۖ قد أتاكم بينة من ربكم ۖ هذه ناقة الله لكم آية ۖ فاتركوها تأكل في أرض الله ۖ ولا تمسوها بسوء فيصيبكم عذاب أليم (73) واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا ۖ فاذكروا آلاء الله ولا تفسدوا في الأرض.

تمتاز الناقة الواحدة بها ميزات فريدة فقط، حيث تشرب في يوم مخصص لها جميع المياه الموجودة في الآبار المختلفة، دون أن يقترب أي حيوان آخر من المياه في ذلك اليوم، وحليبها يكفي لجميع السكان عندما تشرب.

وقد وصفت هذه الناقة المعجزة بناقة الله، وذلك لأنها تختلف عن أي ناقة أخرى، وقد أصدر الله أمرا، وبلغه لسيدنا صالح لكي يبلغه إلى قوم ثمود، وجاء في هذا الأمر تحذير لهم من أي يمسها أحد، أو يقترب منها بسوء، أو يؤذيها، أو يقتلها، بل عليهم أن يتركوها تأكل من أراضي الله دون توجيه أي أذى لها، حتى لا ينالون عذابا كبيرا.

نهاية قوم ثمود

وبسبب ارتفاع أنفسهم وتكبرهم، رفضوا نداء الله، وتعارضوا معه، وتجمع عدد من الرجال، ويقال إن عددهم تسعة، وقاموا بقتل الناقة، متحدين سيدنا صالح، وقالوا بسخرية إنهم ينتظرون العذاب الذي وعده الله، وفعلا أمهلهم الله ثلاثة أيام؛ لكي يهتديوا ولكنهم أصروا على كفرهم، واستهزؤا بكلام نبينا صالح.

يزعم أن الله أرسل حجارة على الأشخاص الذين قتلوا الناقة وأهلكهم قبل الآخرين، وفي غضون ثلاثة أيام، يقال أن وجوه قوم ثمود كانت صفراء في اليوم الأول، ثم احمرت في اليوم الثاني، وأصبحت سوداء في اليوم الثالث، وبعد ذلك تم القضاء عليهم برجفة أرسلها الله عز وجل، وماتوا جميعا، ونجا سيدنا صالح فقط، وعدد قليل من الأفراد الذين آمنوا بالله عز وجل.

وجاء  ذلك قول الله تعالى في سورة الأعراف:قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم هل تعلمون أن صالحا مرسل من ربه؟” قالوا: “نعم، إنا مؤمنون بما أرسل به” قال الذين استكبروا: “إنا كافرون بما آمنتم به” فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا: “يا صالح، قدم لنا ما وعدتنا إن كنت من المرسلين” فأصابتهم الرجفة وأصبحوا جاثمين في دورهم. فتولىٰ صالح عنهم وقال: “يا قوم، قد بلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكنكم لا تحبون الناصحين.

نزل الله هذه القصة في آيات بينات لكي يعرفها الناس في كل زمان ومكان؛ لكي يتعرفوا على قدرة الله وأنه الواحد الأحد الذي ليس له شريك، وظهرت في عدة مواضع من القرآن، منها سورة الحجر، الأعراف، فصلت، الذاريات، الفرقان، غافر، الشعراء، الإسراء، التوبة، الحج، إبراهيم، عليه السلام، وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى