تعد هذه الكتابة شرحا وافيا لكتاب بلاغة النص القرآني لمؤلفه محمد إقبال عروي، فالقرآن الكريم هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فالقرآن الكريم نزل بهذا المستوى من البلاغة والفصاحة والدقة على النبي الأمي ليذهل به جميع المشركين والطغاة في هذا العصر الجاهلي، فالنص القرآني يجذب أي باحث في علوم اللغة العربية لدراسته بتفصيل، وقام المفكر المغربي الدكتور محمد إقبال عروي بتخصيص أحد فروع علم البلاغة في دراسة بلاغة النص القرآني، وهو “علم البديع”، وقد ألف كتابا رائعا في النقد الأدبي لهذا الموضوع، وسنقوم اليوم بتقديمه في موسوعة من خلال هذا المقال.
كتاب “بديع القرآن” دراسة تاريخية نقدية للدكتور محمد إقبال عروي
الجزء الأول من الكتاب
في هذا الجزء النظري من الكتاب، تم تحديد مكونات العنوان وتم التركيز على فهم بديع القرآن الكريم ودراسة تاريخية ونقدية. ثم في الفصل الثاني من الكتاب تم عرض أعمال الدارسين المعاصرين في بديع القرآن الكريم في مبحثين، حيث تم تخصيص المبحث الأول لدراسة عامة للبديع في القرآن الكريم وتم تخصيص المبحث الثاني للدراسة الخاصة.
الجزء الثاني من الكتاب
يتناول الجزء الثاني من الكتاب دراسة البديع في القرآن الكريم بشكل تاريخي ونقدي، من خلال استعراض بضعة كتب في التفسير والبلاغة والإعجاز، حيث يتم التطرق إلى نشأتها وأصلها ومستويات تطورها ومنهجيات كل كتاب بشكل خاص.
تتلخص أهداف الفصل الأول والفصل الثاني في إلقاء الضوء على أهم فنون البديع الموجودة في النص القرآني، والتي يتفق عليها جميع البلاغيين، وأهم الألقاب والمفاهيم والخصائص المنهجية التي يتفقون عليها أيضا في تحليل هذه الظواهر البلاغية والفنون في بديع القرآن الكريم.
يسلط الضوء على بداية عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كونه كان مبتدعا للظواهر البديعة، وهو أمر لا يوليه اهتماما كثيرون في نشأة علم البديع.
وتطرق الدكتور محمد إقبال عروي في الفصل الثاني بعنوان “الاتجاه الإدماجي الوظيفي”، وجمع آراء العديد من المفسرين مثل الزمخشري وابن قتيبة وأبي عبيدة، لأنهم يعتبرون روادا في تفسير أساليب القرآن المدمجة بالبلاغة.
يجب أن نشير أيضا إلى إسهامات “الزمخشري” في مجال البديع في نص القرآن الكريم، من خلال ذكر بعض فنون البديع في القرآن الكريم، مثل الاعتراض والفواصل والمناسبة وما إلى ذلك.
في القسم الثاني من هذا الجزء من الكتاب، يتم عرض الإعجاز البلاغي في دراسة النص القرآني، ويتم ذكر أهم الشخصيات في مجال الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم والتي لها أكبر تأثير، مثل: البقلاني، الخطابي، الجرجاني، والرماني.
قدم القسم الأخير من هذا الجزء في الكتاب حول “صناعة القواعد البديعية”، وركز هذا القسم على ذكر التصنيف الإحصائي لعلم البديع في القرآن الكريم، وذكر أهم أعلام هذا الاتجاه، مثل: ابن النقيب وابن أبي الإصبع اللذين أثرت بيئتهما كثيرا في هذا الاتجاه.
وتضمن هذا الاتجاه مستويين، هما: المستوى الوصفي في دراسة الاتجاه التصنيفي الإحصائي، والمستوى النقدي في دراسة الاتجاه التصنيفي الإحصائي.
يهدف هذا القسم إلى إلقاء الضوء على المستوى، والمنهج، والمصطلح، وطريقة التحليل، والرؤية، مع التركيز على نقاط الضعف والقوة في جميع الجوانب للتوجه الوظيفي المتكامل.
الجزء الثالث من الكتاب
يهتم هذا الجزء بتصنيف أزمات الدراسة النقدية لعلم البديع في القرآن الكريم إلى أزمات المنهج، وأزمات الفروع والقضايا، وأزمات الحقول المعرفية.
في الجزء الأول من هذا القسم، يتم التركيز على أزمة الفروع والقضايا المتعلقة بها، والتي تشمل مفاهيم ومصطلحات ضعيفة التصوير والتركيب، مثل الاطراد والعنوان واستخدام الحجة لإقناع الخصم والمزلزل والتمسك بما لا يلزم والمذهب الكلامي والغزل والتمزيج والاقتدار.
في الجزء الثاني من هذا القسم، تطرق إلى أزمة المنهج، وألقى الضوء على اضطراب العلاقة بين المصطلح والمفهوم في علم البديع في القرآن الكريم، وذكر مجموعة من المصطلحات التي أصبح لها أكثر من تعريف، مثل “الطباق” و”تأكيد ما يشبه الذم” و”تجاهل العارف” و”الجناس.
كما قام بذكر المصطلحات التي تُفيد أكثر من مفهوم واحد، مثل: “الاستطراد”، و”جمع المؤتلفة، والمختلفة”، و”المطابق”.
وكما ذكر اللبس الذي يتميز به البلاغيون في فن البديع في النص القرآني، فإن هناك اختلافا فيما بينهم في تسميته وفقا لأهدافهم أو وظائفهم.
في الجزء الثالث من هذا القسم، تم ذكر أزمة المعرفة في ثلاثة مواضيع، وهي: الجدل وعلم الكلام والمنطق، والموضوع الثاني هو المباحث غير البلاغية التي تم تضمينها في القرآن الكريم من علم التفسير، والموضوع الثالث هو المباحث غير البلاغية التي تم تضمينها في القرآن الكريم من علم الشعر، وسنقوم بالنقد.
في الجزء الأخير من الكتاب، قدم منهجا لمعالجة أزمات علم البديع في القرآن الكريم، باستناد إلى خصائص محددة في تحديد مبادئ المفاهيم والمصطلحات.
