قصة لقمان وحكمه كاملة مكتوبة
نحن سعداء لتقديم قصة لقمان لكم اليوم، وهو رجل صالح وحكيم، ولأنه يمتاز بحل المشكلات بحكمة وموعظة، فقد أطلق عليه لقب لقمان الحكيم، وكان يعيش في نفس الفترة التي عاش فيها داوود قبل أن يصبح نبيا ويونس – عليهما السلام -، وفي روايات أخرى يقال إنه له صلة قرابة بأيوب، إما كابن خال أو ابن أخت، ولكن لم يذكر في القرآن الكريم أنه كان نبيا أو رسولا، ولكنه ذكر أنه كان رجلا صالحا وحكيما، وهو من الأولياء الصالحين لله، ولذلك سنقدم لكم قصة لقمان من خلال الموسوعة.
قصة لقمان
لقمان بن ياعور ولد في منطقة في جنوب مصر، وكان من أصل سوداني. كان يعيش في قرية تدعى نوبة حبشي، وكانت سمات أهل هذه القرية، بشرتهم السمراء الداكنة وتشقق أقدامهم وشعورهم الخشن. كان يعتبر الرجل الوحيد في القرية القادر على حل جميع النزاعات وكان يحظى باستماع سكان القرية. كان هناك اختلاف في أعماله، فبعض الناس قالوا إنه كان يعمل كخياط وبعضهم قالوا إنه كان راعي غنم، وهناك من ذكره كنجار. وتم ذكره في القرآن الكريم بسورة تحمل اسمه بسبب حكمته وعلمه الذي أنعم الله عليه به. يقال أنه تعلم الحكمة على يد سيدنا داوود، وبعد أن بلغ سن الكبر، عمل كقاض لبني إسرائيل، وأصبح فيما بعد قاضيا للقضاة.
سيده والكبش
توضح أحداث هذه القصة حكمة لقمان وذكاءه في إيصال الحكمة بطريقة يستوعبها المستمع وتصل إلى روحه ليشعر بالعظة. في يوم من الأيام، جاء سيده إليه وكان برفقة كبش، وأمره بذبح الكبش وإعطائه أطيب مضغتين فيه، فأخذ لقمان الكبش وقطعه وذهب إليه بلسانه وقلبه. وفي اليوم التالي، جاء سيده إليه وكان برفقة شخص آخر، وطلب من لقمان أخبث مضغتين في الكبش، فأخذه وذبحه وذهب إليه بلسانه وقلبه.
حكمة لقمان
فتعجبت السيدة وقالت له إنك جئت لي باللسان والقلب مرة أخرى، فكيف يمكن أن يكون كلاهما الأفضل والأسوأ في نفس الوقت، فأجابها لقمان بحكمته: ليس هناك شيء أفضل منهما إذا كانا طيبين، ولا شيء أسوأ منهما إذا كانا سيئين.
تحرر لقمان
بعد ذلك، أصبح السيد مقتنعا بحكمة لقمان وموعظته، وقرر تحريره بسبب ذكائه. ثم قرر ترك مصر والذهاب إلى فلسطين، أثناء فترة حكم سيدنا داوود -عليه السلام-. وفي هذا الوقت، عمل معه أجيرا وتأكد من حكمة لقمان وذكائه. ثم عينه قاضيا لبني إسرائيل، وبعدها عينه قاضيا للقضاة.
وصايا لقمان لأبنه
كان لقمان معروفا بأنه حامل وصاية عظيمة، وتوفي وتركها لابنه، وأدرجت القرآن الكريم بعضا من هذه الوصايا في سورة تحمل اسمه، نظرا لأهميتها وحكمتها، ومن الوصايا التي تركها لابنه:
- التزم بالجهاد لأنه يعتبر ذروة سنام الإسلام.
- اعتبار تقوى الله سبحانه وتعالى تجارة؛ لكي يحقق الإنسان الربح بدون بضاعة.
- لا تؤجل التوبة لأن الموت يحين فجأة.
- الاجتماع مع الحكماء والعلماء والتنافس معهم؛ لأن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة، كما يحيي الأرض الميتة بأمطار السماء.
- يسيطر الشيطان على الإنسان بثقة خاصة عندما يأتي إليه من باب الشك والريبة، وكذلك يسيطر عليه في القبر ويوم القيامة، عندما يأتيه من باب الإغراء ويخبره أن الدنيا ستفارقه وتتركه عندما يأتيه من باب الرهبة والرغبة
- يا بني أكثر من قول: يا رب اغفر لي، فإن لله ساعة يجيب فيها السائل.
- يا بني، لا تشرك بالله، فإن الشركة ظلم عظيم.
وفاة لقمان
في الواقع ، لم يذكر القرآن الكريم تواريخ وفاته ، ولم تذكرها الكتب التاريخية ، ومع وجود العديد من الأقاويل حول مكان قبره ، هناك من يقول إنه في بيت لحم ، حيث ولد عيسى ، وهناك من يقول إنه دفن في اليمن ، وهناك من يقول إنه في منطقة بلجرشي ، ومع ذلك ، لا يزال مكان قبره غير معروف ولا نعرف مكانه الصحيح.