موضوع تعبير عن التعاون بالاستشهاد
سنسلط اليوم الضوء على موضوع التعاون وأهميته، فالتعاون هو سمة إنسانية محببة تربط الناس وتقوي العلاقات وتبني جسور الود بين الجميع. من خلال التعاون تتحقق الإنجازات وتخفف الأعباء، وتتم تعمير الأرض وصيانتها واستدامتها.
من خلال التعاون، يصبح التغلب على الصعاب أسهل، ويتقلص الوقت والتعب، وتنتشر المحبة بين الأفراد. إن الله تعالى خلق الإنسان اجتماعيا بطبيعته، مما يساعد في تعزيز روح تقديم المساعدة وعدم البخل. فاليوم أنا أساعد الآخرين، وغدا سيساعد غيري. هذه هي الحياة وهذا هو ديننا الحنيف.
فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض، وضياع لبنه واحدة من جدار يؤثر في قوته ويقلل من متانته ، ولذلك كان حرص تعاليم الدين الإسلامي الحث على التعاون والمناداة به من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية والعقل، فالعقل يدرك تماما أن الفرد لا يستطيع العيش وحيدا حتى لو توفرت له كل سبل الراحة، فالحياة تحتاج الطبيب والمعلم والمهندس والصانع والفلاح والتاجر وعامل النظافة وغير ذلك من المهن العملية واليدوية، ولذلك لا يمكن الاستغناء عن أي وحدة في تلك المنظومة وعن اختفاء أي منها تحدث الفجوة ويبرز الخلل، ولأهمية التعاون في حياتنا كان هو موضوعنا اليوم في موسوعة.
موضوع تعبير عن التعاون بالاستشهاد
تعريف التعاون
هو تشكيل مجموعة من الأفراد الذين يتعاونون مع بعضهم البعض لتنفيذ مهمة واحدة تكون لها فائدة على الجميع. وله أيضا تعريف في اللغة والاصطلاح
ذكر التعاون في القرآن الكريم والحديث
تم ذكر التعاون في القرآن الكريم في أكثر من آية وفي عدة مواضع، ولم يكن ذلك إلا لتعزيز أهمية التعاون في حياتنا وتأثيره الإيجابي في تقدم الأمة وتحقيق التماسك الاجتماعي.
في القرآن الكريم
- وقال سبحانه: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب [المائدة: 2].
- وقوله عزَّ وجلَّ: اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم عندما كنتم أعداءا، فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوة. وكنتم على شفا حفرة من النار، فأنقذكم منها. كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون.
- وقوله: واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ليكون معي شريكا في أمري ومعينا لي في أموري [طه: 29-32].
في الآيات السابقة، يتم دعوة وتشجيع على التعاون والترابط حتى للرسل الذين منحهم الله ميزات خاصة وقدرات فائقة عن غيرهم من البشر. فسيدنا موسى عليه السلام، وهو من الرسل، كان يدعوه ليعزز تعاونه مع أخيه هارون، ولم يكن من الضروري على الله أن يجعل سيدنا موسى غنيا ذاتيا بحيث لا يحتاج إلى أخيه، وكان الهدف من ذلك هو غرس حب التعاون والاعتياد عليه في أنفسنا.
في الحديث
- قال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في محبتهم ورحمتهم وتعاونهم، هم مثل الجسد عندما يعاني عضو من ألم، يتأثر بالحمى والسهر بقية الجسد
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يخفف عن مؤمن في محنة من محن الدنيا، يخفف الله عنه في يوم القيامة. ومن يسهل على معسر يسهل الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن يستر مسلما يستره الله في الدنيا والآخرة. والله يكون في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.” (رواه مسلم).
فوائد التعاون
يوجد فوائد كثيرة للتعاون سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو لكسب رضا الله سبحانه أو للحصول على حسن العاقبة في الآخرة، ومنها:
- تحقيق المهام بدقة أكبر وفي وقت أقل يوفر الوقت والجهد عند تنظيم المهام وتحديد الاختصاصات
- تدعيم أواصر الحب بين الأفراد
- عند الامتثال لأوامره يظل رضا الله عز وجل وثوابه ناظرا.
- النجاح ببركة الله تعالى لأن الله وضع يده مع الجماعة في ممارسة العمل الصالح.
- يكتسب القوة والصلابة في مواجهة الأزمات، فإنه من الصعب هزيمتهم.
- بث روح الألفة والمودة بين الجميع.
- تلاشي إحساس الوحدة والقضاء على الأنالانفصالية وزوال الوحدة من داخل القلوب.
- اكتساب الخبرات عن طريق المعايشة والاحتكاك
- بفضل تنوع الفئات والخبرات تحت قيادة واحدة، يمكن الوصول لأفضل النتائج.
- تجنب الأخطاء للحصول على أقصى قدر من الدعم والتعزيز والمشورة.
ومن خلال موضوعنا يجب أن نشير إلى أن التعاون يتم بين فئتين، التعاون المباشر الذي يظهر في اتفاق مجموعة من الأفراد لإكمال مهمة ما بسرعة ودقة، والتعاون غير المباشر الذي يحدث في حياتنا اليومية عن طريق تكافل الأفراد مع بعضهم البعض، حيث يقوم كل فرد بعمله في وقت محدد لمساعدة الآخرين، ويستفيد من خدماتهم وأعمالهم.