الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصه ابراهيم عليه السلام كامله ومكتوبة

نقدم لكم قصة إبراهيم عليه السلام الكاملة والمكتوبة كما وردت في كتب السير. كان من أهل بابل الذين يعيشون حياة مرفهة ولكنهم يعانون في ظلمات الجهل والظلال، وعندما رأى نمرود بن كنعان ما لديهم من القوة والسلطة وما لديهم من الجهل والضلال، ادعى نفسه إلها. وفي هذا البيئة الفاسدة ولد إبراهيم عليه السلام، لمزيد من التفاصيل عن قصة إبراهيم عليه السلام تابعونا على موسوعة

قصه ابراهيم عليه السلام كامله ومكتوبة

مولد إبراهيم عليه السلام

بعض المؤرخين يرون أن إبراهيم عليه السلام ولد في قرية برزة في جبل قاسيون بغوطة دمشق، والحقيقة أنه ولد في بابل، وهناك اختلاف في تسمية والده إذا كان اسمه آزر أم تارح، والصواب أنه آزر كما ذكر في القرآن الكريم: “وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر

دعوة إبراهيم لأبيه

كان آزر يعبد الأصنام، وكانت هي مصدر رزقه، فكان ينحتها ويبيعها، وكان لابراهيم الحق في دعوته لأنه كان أقرب الناس إليه

وقد بدأ إبراهيم الدعوة مع أبيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأفضل ما يكون: “وقال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين”

فاستهل حواره مع أبيه بقوله : يا أبت” هي عبارة تعبيرية تحمل اللطف والاحترام والرحمة في نفس الوقت. وكان يرددها في كل حديثه قائلا: “يا أبت، لماذا تعبد ما لا يسمع أو يرى أو ينفعك بشيء؟ يا أبت، قد أتيت بمعرفة لم تصلها، فاتبعني وأهديك إلى طريق سواء. يا أبت، لا تعبد الشيطان، فإنه كان عاصيا للرحمن. يا أبت، إنني أخشى أن يمسك بك عذاب من الرحمن فيصبح الشيطان وليا لك

حتى عندما زجره أبوه ونهاه ، رد عليه برد قوي قائلا له: “سلام عليك ، سأستغفر لك ربي إنه كان بجانبي” ، فلا جدال ولا أذى

دعوة إبراهيم لقومه من عباد الأصنام

إبراهيم عليه السلام لم يقم بدعوته بشكل محدد، بل استخدم أساليب مختلفة في الدعوة حسب الحالة والظروف للمدعوين. أحيانا يدعو فردا فردا وأحيانا جماعيا. يستخدم أحيانا اللطف وأحيانا يقدم الحجج القوية لهم. سألهم إذا كانوا يستمعون له وينفعونه أم لا، فقالوا إن آباءهم كانوا يفعلون ذلك. ثم بين لهم لماذا يجب أن يعبدوا الله بدون شركاء في العبادة. قال إن الله هو الذي خلقه ويهديه ويطعمه ويسقيه ويشفيه ويميته ثم يحييه، ويأمل أن يغفر له خطاياه يوم الدين

فكان النتيجة أن الله استجاب لجميع دعواته ما عدا طلب الغفران لأبيه. قال: “يا رب امنحني الحكمة واجعلني من الصالحين واجعل لي لسانا صادقا مع الآخرين واجعلني وريثا لجنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون في يوم لا ينفع فيه المال ولا الأبناء، إلا من أتى الله بقلب سليم”

تحطيم الأصنام

على الرغم مما فعله إبراهيم عليه السلام مع قومه من دعوة لو دعا بها جبلا لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، ولكن ماذا يفعل وهو أمام قلوب كالحجارة بل أشد قسوة، فقال لهم: “وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين”، ونادرا ما خرج القوم إلى عيدهم السنوي حتى أعطوه هدايا ومكافآت حتى كسرها جميعا وترك الواحدة منها معلقة على أكبر تلك الأصنام ليثبت الحجة الواضحة عليهم

صدمة كبيرة

عندما عاد الناس من مكان الاحتفال بالعيد، صدموا عندما رأوا آلهتهم قد تم تدميرها، فتذكروا إبراهيم وتحذروا من تهديده، فعندما سألوه من قام بهذا، قال: “بل فعله أكبرهم، فاسألوهم إن كانوا يتكلمون”. فصدموا مرة أخرى عندما أدركوا أن قدرة أصنامهم لا فائدة منها، فكيف بالآخرين؟

طغيان وتجبر

حينما لم ينجح حجتهم، لجأوا إلى القوة والسلطة، وكبرت سلطانهم على الاعتراف بأنهم مخطئون. قالوا: “حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين”. فبنوا مكانا لحرقه، جمعوا حطبا من كل مكان يصل إليهم بأيديهم ليحرقوه

التوكل على الله

عندما وضع النبي إبراهيم في النار مكتوف الأيدي، قال “حسبي الله ونعم الوكيل”. ومن يتوكل على الله فهو حسبه، فأنقذه الله من النار في معجزة إلهية. وقال الله في هذه المعجزة: “يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم”

مناظرة مع النمرود

كان النمرود من الكفار الذين ملكوا الدنيا، دعاه إبراهيم عليه السلام لعبادة الله الواحد، لكن جهله غلب عليه، فعندما قال الخليل: “ربي الذي يحيي ويميت”، قال النمرود: “أنا أيضا أحيي وأميت”، فقال إبراهيم عليه السلام: “فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب”، فبهت النمرود الذي كفر، فأهلكه الله تعالى ببعوضة دخلت رأسه وعذبته بها، فلم يهدأ باله حتى ضربوه على رأسه حتى مات. والصحيح أن هذا الحادث وقع بعد خروج إبراهيم عليه السلام من النار

هجرة إبراهيم عليه السلام إلى الشام

هاجر إبراهيم عليه السلام إلى الشام بعد أن قدم الحجة الكبرى على قومه، ومع ذلك لم يستجبوا له، واستوطنها معه ابن أخيه لوط عليه السلام: “فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم”، وتخلى عن وطنه وعن أقرب الناس إليه من أجل دعوة الله

مناظرة إبراهيم عليه السلام لعباد الكواكب 

اعتزل إبراهيم عليه السلام أباه وقومه وترك ما كانوا يعبدونه من دون الله. ثم عندما أراد أن يناظر قومه ويجادلهم في عبادتهم، بدأ بإثارة عيوب آلهتهم. عندما غابت الشمس، رأى كوكبا واعتبره ربه، ولكن عند غروبه قال إنه لا يحب الآفلين. ثم رأى القمر يشرق واعتبره ربه، ولكن عند غروبه قال لو لم يهديني ربي لكنت من الضالين. ثم رأى الشمس تشرق واعتبرها ربه، ولكن عندما غربت قال يا قوم إني بريء مما تشركون. أنا موجه وجهي لله الذي خلق السماوات والأرض، مخلصا له ولست من المشركين. هكذا يجب أن يكون الداعي، مثل ذكاء إبراهيم عليه السلام ولطفه في دعوته. فقد لم يسخر من أحلامهم وعقولهم، بل أوضح لهم في لطف كيف لا تكون هذه الآلهة صالحة للعبادة بدون الله

والصحيح أن هذه الحادثة حدثت مع أهل حران أثناء سفرهم للهجرة

هجرة إبراهيم عليه السلام إلى مصر

وقد حاول ملك غاشم الاعتداء على سارة زوجة إبراهيم عليه السلام، ولكن الله تعالى استجاب لدعاءها فلم يتمكن من الاقتراب منها، بل أكرمها ووهبها هاجر أم إسماعيل عليهما السلام فيما بعد

العودة إلى فلسطين

عاد إبراهيم عليه السلام إلى أرض فلسطين برفقة زوجته سارة، ومعهما كانت هاجر، واستقروا فيها، وانضم إليهم ابن عمه لوط عليه السلام، حيث أمره بالذهاب إلى قرى سدوم ودعوتهم لله تعالى

زواج إبراهيم عليه السلام من هاجر

شعرت سارة برغبة إبراهيم عليه السلام في أن يكون لديهما طفل، وبالرغم من أنها عاقر ولا تستطيع الإنجاب، عندما رأت أن هاجر قد آمنت بدعوة إبراهيم عليه السلام وأنها امرأة صالحة، قالت لإبراهيم عليه السلام: يا صديق الرحمن، هذه هاجر اتخذها لك عسى أن يرزقنا الله منها بعض الذرية

ولادة إسماعيل الهجرة إلى مكة

ولدت هاجر لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. بعد ذلك، أصيبت سارة بالغيرة من هاجر، فأمرهما الله تعالى بالهجرة إلى مكة. كانت هذه تجربة جديدة، فكيف يمكن للأب أن يترك ابنه في مكان موحش مثل هذا، لا زرع فيه ولا ماء؟ وخاصة أن هاجر كان ابنه البكر، الذي أتاه بعد فترة طويلة من الزمن ولم يكن لديه سواه. ولكن إبراهيم عليه السلام وثق تماما بالله تعالى، فدعا إلى الله تعالى لتوفير المساعدة لهما بدعاء مبارك يمتد أثره حتى الآن: “ربنا إني أسكونت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة، فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات، لعلهم يشكرون

خروج زمزم

عندما بحثت هاجر بين الصفا والمروة عن ماء لإطعام رضيعها إسماعيل عليه السلام، جاء الملك وضرب الأرض بقدمه، فانبعثت زمزم. ولذلك يقوم الناس بالطواف بين الصفا والمروة حتى يومنا هذا. ومن المعتقد أن الملك الذي ضرب الأرض هو جبريل عليه السلام. ثم مروا بها رفقة فاستقروا معها، وكان ذلك نتيجة دعوة إبراهيم عليه السلام

الذبيح

ظهر إسماعيل عليه السلام وبدأ يساعد والده إبراهيم عليه السلام في شؤونه، وفي ليلة من الليالي، رأى إبراهيم عليه السلام في حلمه أنه يذبح ابنه الوحيد. فهم إبراهيم عليه السلام من ذلك أنها إشارة من ربه للتضحية، فلم يتردد وعرض على ابنه أمر الله. فسلم إسماعيل وأطاع أمر الله قائلا: “يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين”. وعندما كانوا على وشك تنفيذ أمر الله، أوحى الله إلى إبراهيم برضاه عنهما وطاعتهما، وفدا الله تعالى إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم

البشرى بإسحاق

عندما جاءت الملائكة في صورة ضيوف عند إبراهيم عليه السلام وأراد أن يستضيفهم، كشفوا له هويتهم وأنهم مرسلون إلى قوم لوط عليه السلام وأخبروه ببشرى قدوم إسحاق عليه السلام من زوجته سارة، ومن بعده إسحاق يأتي يعقوب، وكانت هذه معجزة من الله تعالى أن تلد وهي عقيمة وكبيرة في السن

بناء البيت

أعطى الله تعالى إبراهيم عليه السلام إشارة برفع أسس البيت الحرام مع ابنه إسماعيل، ثم رفع إبراهيم الأسس من البيت وقال إسماعيل “ربنا قبل منا، إنك أنت السميع العليم”، ثم أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بإذن الناس بأداء الحج حيث يأتون إليه رجالا من كل مكان، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. وقبل الله بناء البيت من قبل إبراهيم وإسماعيل، فأصبح قبلة للناس حتى يرث الله الأرض ومن عليها. الآن نحن في العشر من ذي الحجة، نتذكر كل ما مر على إبراهيم عليه السلام من بناء البيت ودعوته المباركة

محبة الخليل عليه السلام لأمة الحبيب صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في ليلة الإسراء، قابلت إبراهيم عليه السلام، وقال لي: “يا محمد، قل لأمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة وعذبة الماء، وأنها منخفضة، وأن غراسها تسبح بحمد الله وتعظمه”. هذه وصية غالية من أبينا إبراهيم عليه السلام

وقت الرحيل

بعد حياة طويلة وأعمال عظيمة، يفارق إبراهيم عليه السلام الحياة، وتوفت سارة قبله، وعند وفاته تولى إسماعيل وإسحاق دفنه بجوار سارة. صلوات الله وسلامه عليهم جميعا. وقبره وقبور إسحاق ويعقوب في بلد حبرون، الذي بناه سليمان عليه السلام، وهو المعروف اليوم ببلد الخليل 

من فوائد قصة إبراهيم عليه السلام

  • التأمل في الكون يزيد إيمان وثقة المؤمن
  • يجب أن تكون الدعوة إلى الله متنوعة بين الرفق وتقديم الحجج
  • الجزاء من جنس العمل.
  • المسلمون يشبهون جسدا واحدا، فنحن نقتل الوزغ بسبب ادعاءات بأنه كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام
  • يتم فداء الدين بالنفس والمال والحياة وما فيها
  • الهجرة طريق المؤمن إذا ضُيّق عليه.
  • ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
  • الدعاء مفتاح القدر.
  • توكل وخذ بالأسباب.
  • الصبر مفتاح الفرج.
  • بشروا ولا تنفروا.
  • الخيرة فيما اختار الله.

هذه كانت قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بشكل كامل. تابعونا على موقعنا لتصلكم كل جديد، ودمتم في حفظ الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى