الصحة النفسيةصحة

سبب الفراغ العاطفي و كيف تتغلب عليه

يواجه الأطفال والبنات في الوقت الحالي مشكلة كبيرة تتمثل في الفراغ العاطفي، والذي يعني نقص الحب والمشاعر والأحاسيس لدى شخص معين، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى سوء التربية والحرمان العاطفي من الآباء والأمهات، وعدم اهتمامهم الكافي بأبنائهم وعدم تقديم الحب والرعاية والأمان اللازم لهم. نتيجة لذلك، ينمو الأطفال في جو من الوحدة ونقص مشاعر الحب لديهم. لذلك، يجب أن يكون المنزل هو المكان الأساسي لتجنب هذه المشكلة من خلال الاهتمام الجيد بالأطفال والجلوس معهم لفترات طويلة والاستماع لهم وتبادل المشاعر والأحاسيس بينهم. في هذا المقال، سنعرض لك بعض النقاط الهامة التي يجب أن تعرفها حول هذه المشكلة، وتتمثل فيما يلي

  • ما هي الأسباب التي تؤدي إلى وجود الفراغ العاطفي لدى الأبناء؟
  • كيف يمكن علاج تلك المشكلة.

أسباب الفراغ العاطفي لدى الأبناء

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى شعور الأبناء بالفراغ العاطفي وحرمانهم من مشاعر الحب والحنان، ومن أبرز تلك الأسباب:

  1. تجاهل الآباء والأمهات للأبناء

أهم أسباب الفراغ العاطفي هي أن الأبناء ينشؤون في جو أسري مفكك خال من العاطفة والحب، بمعنى أن الآباء والأمهات لا يهتمون بأبنائهم وينشغلون عنهم طوال الوقت ولا يجلسون معهم ولا يستمعون لمشاكلهم ولا يحاولون حلها ولا يشاركونهم اهتماماتهم، ولا يمنحونهم الحنان والحب والاهتمام الكافي الذي يجب أن يحصلوا عليه، وخاصة في مرحلة الطفولة وفترة المراهقة، ويحدث الفراغ العاطفي للأبناء أيضا نتيجة كثرة المشاكل والصراعات بين الآباء والأمهات.

  1. التربية القاسية للأبناء

في بعض الأحيان، تؤدي التربية القاسية إلى شعور الأبناء بالفراغ العاطفي، حيث لا تزال بعض العادات القديمة موجودة في بعض الأسر، وخاصة بالنسبة للبنات. على سبيل المثال، عدم منح البنت حقها في ممارسة حياتها بشكل طبيعي، حيث يتم حبسها في المنزل بسبب اعتقاد الأهل بأن ذلك يحميها، ويسمحون لها بالخروج فقط للدراسة، ويعتبرون ذلك عيبا. كل ذلك يؤدي إلى ثغرات في النفوس لدى الأبناء، مما يؤدي إلى الفراغ العاطفي والخوف، ويجعل الأبناء يلجؤون إلى الكذب.

3.عدم معرفة الآباء والأمهات ما يفعلونه أولادهم

يمكن أن يؤدي انشغال الآباء والأمهات بأعمالهم إلى انشغال الأطفال بأساليب أخرى، مثل الخروج في أي وقت، إجراء المكالمات الهاتفية بدون حساب، الجلوس لفترات طويلة على الإنترنت، وغيرها. يستخدم الأطفال هذه الوسائل لملء الفراغ الذي يشعرون به، وقد تتسبب هذه الوسائل في وقوع مشاكل كبيرة لهم بسبب عدم وجود من يراقب تصرفاتهم ويقدم لهم النصيحة.

  1. إهدار حق الفتاة بين أخواتها الأولاد

لا يزال هناك مشكلة في العديد من المنازل بشأن ضياع حقوق الفتاة وعدم احترام قيمتها في المنزل، وأن الأولاد هم كل شيء. وهذا يؤدي إلى تربية الفتاة في ظلم وفراغ عاطفي، مما قد يجعلها تبحث عن تعويض عاطفي خارج المنزل وتواجه العديد من المشاكل.

  1. غياب الوالدين في مرحلة المراهقة

تعتبر هذه المرحلة من أخطر مراحل حياة الأطفال، حيث يتحولون من مرحلة إلى أخرى، وعقولهم تصبح مشتتة وغير ناضجة، ويرغبون في معرفة الكثير عن الحياة، وتكون تصرفاتهم غير صحيحة، لذلك يتسبب ابتعاد الآباء عن الأطفال في هذه المرحلة في وقوع مشاكل كبيرة قد تؤدي إلى ضياعهم.

كيف تتغلب على الفراغ العاطفي

نقدم لكم مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها بعناية، لحماية أبنائنا، والحفاظ عليهم، وتجنب جميع المشاكل التي يمكن أن يتعرضوا لها، وخاصة مشكلة الفراغ العاطفي، ونذكر أهمها فيما يلي:

  1. منح الآباء والأمهات الحب والحنان والاهتمام للأبناء

من بين أهم وسائل علاج مشكلة الفراغ العاطفي، يأتي احتضان الأبناء ومعرفة أسرارهم، والحديث معهم لفترات طويلة، وعدم الانشغال عنهم، وتقديم النصيحة لهم، وحل مشاكلهم، والاقتراب منهم، حتى لا يبحثوا عن كل هذه الأمور من خارج المنزل، مما يعرضهم لمشاكل كبيرة.

  1. الحرص على تنمية اهتماماتهم وأنشطتهم المفضلة

يعني أنه يجب على كل أب وأم أن يعرفوا ما يحدث داخل أبنائهم، وأن يشاركوهم في أفكارهم، وأن يحاولوا ملء أوقات فراغهم وخاصة في فترة العطلة بأمور هامة ومفيدة، مثل ممارسة الرياضة، القراءة، القيام بأنشطة مفيدة ومفضلة لهم، … إلخ.

  1. زرع حب الله والأصول الدينية في قلوبهم

بمعنى تعليم الأطفال كل ما قاله الله عز وجل، وتعليمهم الصلاة منذ الصغر، وصيام شهر رمضان، وزرع الخوف من الله، والابتعاد عن كل ما يثير غضبه، وكل ما حرمه الله عز وجل، فإن الاقتراب من الله يحميهم، ويبعد عنهم كل ضرر.

  1. متابعة مواعيد دخول وخروج الأبناء من البيت، ومعرفة أصدقائهم

واحدة من الأمور الهامة التي يجب ألا يتم إهمالها هي تحديد مواعيد محددة للخروج من المنزل، وفي الوقت نفسه عدم تسبب الضيق والإزعاج، يجب أن نراقبهم بشكل جيد ونعرف أصدقاءهم.

  1. غرس الثقة بهم، وتحملهم المسؤولية

ينبغي أن يتم زرع الثقة والأمان والصدق في قلوب الأبناء، وإعطاءهم فرصة لتحمل المسؤولية منذ الصغر.

  1. النقاش مع الأبناء، وتقديم النصيحة لهم

يجب معرفة ما يفكرون به، بمعنى يجب الاستماع إليهم، ومعرفة ما في دواخلهم، وتصحيح معلوماتهم بأسلوب هادئ، ومحاولة تقديم النصيحة بشكل بسيط، ويحذر من أن يصل الأبناء إلى مرحلة الخوف من الآباء والأمهات، أو الكذب، لأن كل هذه الأمور قد تؤدي إلى وجود فجوة بين الأبناء والآباء والأمهات.

المراجع :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى