شرح الصلاة واحكامها
تتناول هذه الآيات القرآنية أهمية الصلاة وأحكامها وفرائضها، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه عن سائر المخلوقات بأنه منحه العقل ليميز بين الحق والباطل وليميز بين الخير والشر. وأنزل الله القرآن الكريم على الإنسان وأرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليعبد الله سبحانه وتعالى ويتبع دينه ويقوم بالأعمال الصالحة التي تقربه من الجنة، فإن الهدف الأسمى من خلق الإنسان هو أن يعبد الله سبحانه وتعالى كما ورد في قوله العزيز في كتابه: “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
تعريف الصلاة
• فيما يتعلق بمفهوم الصلاة ، أمرنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بأداء الصلاة كوسيلة للعبادة لله وحده ، وقد حلل الفقهاء الصلاة كعبادة موجهة إلى الله تعالى ، وتبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم. تقام الصلاة أيضا للاستغفار من الذنوب والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ، والهدف من الصلاة هو طلب المغفرة والرحمة من الله تعالى. دعى الله المسلمين لأداء الصلاة في المساجد جماعة لأجل ثوابها الحسن وزيادة الأجر ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “ولولا أن دفع الله الناس بعضهم ببعض ، لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا.
فرض الصلاة على المسلم
قام الله تعالى بتكليف المسلمين ببعض الفروض، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج لمن يستطيع القيام بها. والصلاة هي الفرض الثاني الذي فرضه الله على المسلمين بعد الشهادة، حيث تكون الشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله محلها القلب دائما، ولكن الصلاة تعبير عن طاعة الله بالأفعال، حيث يقوم المسلم بأداء الصلاة خمس مرات في اليوم بخشوع تجاه الله سبحانه وتعالى. وقد وعد الله تعالى الذين يخشعون في صلواتهم بالنجاح، كما ورد في كتابه العزيز: “قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون”.
فوائد الصلاة – الصلاة واحكامها
- أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الصلاة هي أساس الدين، ومن أهم ركائزه، ومن يهملها أو يتركها فقد هدم الدين، والصلاة هي التي تميز المؤمن عن الكافر. وكذلك، تعد الصلاة أول ما يحاسب الإنسان عليه أمام الله تعالى، فهي العمل الذي يدل على الطاعة والانقطاع عن الدنيا والتفاني في عبادة الله وطلب الرحمة والمغفرة. وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية أداء الصلاة الصحيحة، فقد قال في حديثه الشريف: (صلوا كما رأيتموني أصلي).
- فيما يتعلق بأهمية الصلاة، أشار الفقهاء إلى أنها الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أيضا أول ما يحاسب الإنسان عليه يوم القيامة بحسب ما ذكر في الكتاب العزيز. تميز المؤمن عن الكافر بأداء الصلاة، حيث وصفهم الله بأنهم هم الذين يقيمون الصلاة ويحافظون عليها. أفاد علماء الفقه أن من ترك الصلاة فسد دينه، وأكدوا على أهمية أداء الصلاة في جميع الأوقات بغض النظر عن الظروف والحالات. وتعتبر الصلاة علاقة بين المسلم والله، ومن يقطعها فقد قطع علاقته بالله تعالى.
- وقد ظهرت العديد من آيات القرآن الكريم في الصلاة لتوضيح أهميتها ومرتبتها عند الله تعالى، وكذلك ذكر عقوبة من يتركها ويهملها، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}. وأيضا قال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير}. وقال تعالى: {احفظوا الصلوات وصلاة المستقيم وقوموا لله خاشعين}. وقد قال الله تعالى: {وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون}. وقال الله تعالى في كتابه العزيز: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. وقال تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}. وقال الله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}. وقال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون}. وقال تعالى: {انقلبوا إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين}. وقد قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}.
- وفي أحاديثه الشريفة، أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فوائد الصلاة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة). كما قال صلى الله عليه وسلم: (من ترك الصلاة فقد كفر) وقال أيضا: (ترك الصلاة هو الفاصل بيننا وبين الشرك والكفر). وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصلاة عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين).
المراجع: