تقرير قصير عن الزراعة في دولة الامارات
تقرير قصير عن الزراعة في دولة الإمارات، تعد الزراعة من أولى المقومات الضرورية لنشوء واستمرار أي حضارة على وجه الأرض، وذلك لأنها المصدر الرئيسي لتوفير المواد الغذائية للمواطنين وهي أيضا الوسيلة الأهم لتوفير المواد الأولية اللازمة للعديد من الصناعات الغذائية والتجارية، ونجد أن معظم الحضارات القديمة حققت النمو والازدهار فقط من خلال الاعتماد على الزراعة والاهتمام بتطويرها وزيادة إنتاجها، وتأتي الحضارة الفرعونية القديمة في مصر وحضارة بلاد الرافدين في العراق كأمثلة على ذلك.
تصدر دولة الإمارات قائمة الدول العربية التي عملت على تعزيز وتطوير القطاع الزراعي بشكل فعال، ورغم موقعها القاحل، حققت الإمارات نجاحا كبيرا في مجال الزراعة، مما جعلها واحدة من أفضل الدول الزراعية في المنطقة.
الزراعة في دولة الإمارات
- يقع دولة الإمارات جغرافيا في جنوب شرق الجزيرة العربية، وتوجد بين خطي عرض 22 و 26.5 شمالا وخطي طول 51 و 56.5 شرقا، مما يجعلها تنتمي إلى مناخ المنطقة المدارية الحارة والتي تشهد درجات حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية صيفا، وتتميز بأجواء معتدلة ولطيفة شتاء بفعل تأثيرات المحيط الهندي على سواحلها.
- وبسبب مناخ دولة الإمارات الحار وندرة الأمطار وفقر المصادر المائية العذبة، تسود الطبيعة الصحراوية القاسية المساحات الأرضية فيها.
- وعلى الرغم من جميع العوامل الطبيعية المذكورة، استطاعت دولة الإمارات أن تحول أراضيها الصحراوية القاحلة بنجاح إلى حدائق زراعية مزدهرة، تنتج كميات وفيرة من الفواكه والخضروات لجميع أنحاء الإمارات، بالإضافة إلى إنتاجها وتصديرها إلى الدول الأخرى.
مظاهر تطور الزراعة في دولة الإمارات
لم تقف الإمارات العربية المتحدة مكتوفة الأيدي أمام جميع العوامل الطبيعية التي تعوق الزراعة مثل ندرة المياه، مناخ صحراوي حار، وتربة جافة، فقد قامت بالتفكير بشكل غير تقليدي في السنوات الأخيرة، حيث وجهت الدولة جميع جهودها الفكرية والمادية لتطبيق مبدأ الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، مما جعل من مبدأ التنمية الزراعية والاستدامة هدفا واضحا يعمل على تحقيقه كل الجهات المسؤولة عن تنمية وتطوير الإنتاج الزراعي.
تم ذلك بهدف تحقيق مبدأ الأمن الغذائي وسد الفجوة الغذائية، والعمل على استخدام المساحات الأرضية الصالحة للزراعة والاستصلاح الزراعي بشكل مثلى، وتحقيق أقصى استفادة من مياه المطر ومياه الأنهار كمصدر أساسي للإنتاج الزراعي في الإمارات.
السياسات التنموية لتطوير الزراعة في الإمارات
وتم تنفيذ هذه السياسة التنموية من خلال العمل على تحقيق النقاط التالية فعليا
- البدء بإنشاء قاعدة أساسية وقوية للزراعة من خلال تجهيز الأراضي الزراعية ومنحها مجانا للمواطنين.
- العمل على تسهيل الإجراءات المتعلقة بالقروض المالية للإنتاج والمعدات الزراعية، مما ساهم في استقرار المزارعين ومنع هجرتهم من المناطق الزراعية.
- التركيز على التجارب والاختبارات الزراعية في مراكز البحث الزراعي الوطنية وخاصة في إمارة العين.
- العمل على بناء المساكن وتوفير جميع الخدمات الأساسية للمزارعين بالقرب من أراضيهم الزراعية، مما يساهم في زيادة النشاط وبالتالي زيادة معدلات الإنتاج الزراعي.
- بناء العديد من المزارع الحديثة في المناطق الصحراوية أدى إلى تحويلها إلى جنان خضراء مليئة بالحياة.
- زيادة الاهتمام بزراعة أشجار النخيل حيث وصل عددها إلى أكثر من 30 ألف شجرة مثمرة.
- تم زراعة كميات كبيرة من الأشجار المثمرة، مثل الزيتون والفراولة والموالح والتفاح والكمثرى والأناناس، في العديد من الجزر الإماراتية وبشكل خاص في جزيرة بني الموالح، والتي تعتبر محمية طبيعية تحتوي على أراض خصبة تصلح للزراعة.
- يتم العمل على مكافحة ظاهرة التصحر من خلال زراعة المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى وقف الزحف الصحراوي وتقليل انتشار الكثبان الرملية، مما ساهم في توسيع الرقعة الزراعية الخضراء في جميع مناطق الإمارات العربية.
- اتبعت دولة الإمارات الأساليب العلمية الحديثة في تطوير الإنتاج الزراعي ويتم تمثيل ذلك بـ “الزراعة بدون تربة” أو “الزراعة المائية” وهي من التقنيات العلمية الحديثة التي اتبعتها وزارة البيئة والمياه الإماراتية. تتلخص في استبدال التربة الزراعية الطبيعية بوسائط نمو مائية أو صلبة مثل الرمل أو التف البركاني مع توفير جميع العناصر الغذائية كطريقة زراعية جديدة تهدف إلى مواجهة قيود الزراعة الطبيعية وزيادة معدلات الإنتاج الزراعي.
أهم المحاصيل الزراعية في الإمارات
تشمل المحاصيل الصيفية التي يتم زراعتها من نهاية شهر فبراير حتى نهاية شهر مايو محاصيل مثل الفلفل والكوسا والنعناع والخيار والملفوف والبامية والطماطم والباذنجان والفاصوليا الخضراء.
المحاصيل الشتوية التي تزرع من أكتوبر إلى ديسمبر مثل البصل، السبانخ، الفراولة، الثوم، الفجل، الخس، الكرنب.