قصة سورة البقرة
تقدم موسوعة إليك عزيزي القارئ قصة سورة البقرة وهي ثاني سورة في المصحف الشريف بعد سورة الفاتحة، قيل عنها أنها فسطاط القرآن بسبب عظمتها وكثرة فضلها ومواعظها، وهي أطول سورة في القرآن الكريم حيث تتكون من جزأين ونصف تقريبا، كما أنها تحتوي على ألف أمر وألف نهي، ألف حكم وألف خبر.
تم تسميتها بالبقرة بسبب قصة بقرة بني إسرائيل المذكورة في الآيات من 67 إلى 73، وسنعرضها في السطور التالية ونذكر فضل قراءة سورة البقرة على المسلم وأسرته.
قصة سورة البقرة
هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إليها، وكان في بني إسرائيل رجل صالح يمتلك بقرة وكان يرعاها ويربيها، يتركها تأكل من المروج الخضراء، ويحافظ عليها ليتركها ميراثا لابنه بعد وفاته وكان دائما يستودعها الله ويدعوه لحمايتها وبعد وفاته تبقت تلك البقرة لابنه.
تبدأ أحداث القصة عندما يقتل شاب فاسد عمه الغني العقيم ليرثه، ثم يقوم بإلقاء جثته أمام بيت واحد من بني إسرائيل ويتهم صاحب البيت بقتل الرجل.
بدأ الرجل بالدفاع عن نفسه وعائلته ونفى ارتكابه للجريمة، فأقترح أحدهم عليهم أن يذهبوا لنبي الله موسى ويطلبوا منه المساعدة في العثور على القاتل. فوحى الله لموسى أن يذبح بقرة ويضرب بها القتيل حتى يستفيق ويشهد على القاتل الحقيقي، وقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 67 (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، قالوا أتتخذنا هزوا، قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين).
قصة ذبح البقرة
ظن بعض أصحاب موسى أنه يستهزئ بهم فاستعاذ بالله من ذلك، فبدأوا يسألونه عن صفات البقرة وكلما أجابهم زادوا في السؤال وقد قال المفسرون إن الله زاد على موسى الصفات لتشديدهم عليه في السؤال.
قال لهم موسى إنها بقرة متوسطة العمر ولم تلد الكثير، فسألوه عن لونها ليجيب قائلا أنها صفراء تسر من ينظر إليها بسبب نقاء لونها، ليعودوا له قائلين إن البقرة تشبههم، وطلبوا منه أن يدعو الله أن يبينها لهم فأوحى الله له أنها بقرة لا تحرث الأرض ولا تسقي الحرث وهي جميلة لا يعيبها شيء.
ولم يتمكنوا من العثور على بقرة تتوافق مع تلك المواصفات سوى بقرة اليتيم، لذا قاموا بشرائها بمبلغ كبير من المال وذبحوها، وعندما ضربوا الجثة بلحمها، عادت إلى الحياة لتنطق باسم القاتل الحقيقي، ثم أماتها الله مرة أخرى. يقول تعالى في سورة البقرة الآية 73 (فقلنا اضربوه ببعضها ۚ كذٰلك يحيي الله الموتىٰ ويريكم آياته).
معلومات عن سورة البقرة
نقدم لكم بعض المعلومات عن سورة البقرة فيما يلي
- هي أول سورة نزلت بالمدينة بعد الهجرة.
- عدد آياتها 286 آية.
- تحتوي على آية الكرسي قلب القرآن.
- تحتوي على أربع آيات تصف المؤمنين واثنتان تصف الكافرين وثلاثة عشرة تصف المنافقين.
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان لا يدخل البيت الذي تقرأ فيه البقرة.
- قيل عن سورة آل عمران وما تحويه من سورتي الزهراوين واللتين تأتيان لقارئهما كالغمامتين في يوم القيامة.
- لهم فضل كبير في حفظ المرء ونفسه وأهله وتخفيف الكرب عنهم.
القصص الواردة في سورة البقرة
سورة البقرة لم تقتصر فقط على ذكر قصة بقرة بني إسرائيل، بل تحتوي على العديد من القصص مثل:
- سجود الملائكة لآدم ورفض إبليس ذلك وبداية لعنة الله عليه.
- قصة آدم وحواء تناولت خروجهما من الجنة بعد أكلهما من الشجرة، وهبوطهما على الأرض.
- إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بنوا الكعبة الشريفة.
- قصة إبراهيم و النمرود.
- تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة.
- طالوت وجالوت.
- قصة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه عندما مر على قرية خالية.
- أصحاب السبت.
الأحكام الواردة بسورة البقرة
تحتوي سورة البقرة على العديد من الأحكام التي يجب أن يتبعها العبد، وسنذكرها فيما يلي:
- توضح مدة الرضاعة والفطام وحقوق المرضع والطفل.
- أحكام الطلاق وآياته.
- عِدة الأرملة وحكم خطبتها.
- كفارة اليمين.
- فضل الصدقة.
- فريضة الجهاد في سبيل الله.
- تحريم الربا.
- الشرح الوافي لأركان الحج وأحكامه.
- فضل الصيام وكفارة المسافر والمريض.
- يجب كتابة الدين وإحضار الشهود وتحديدهم.
من يقرأ سورة البقرة ويستمر في تلاوتها، فسوف يكون الله كافيا له في همه وسيغفر له ذنبه وسيبعده عن الشيطان كما بين المشرق والمغرب، ومن يقرأ آية الكرسي الموجودة في سورة البقرة بعد كل صلاة، فلن يبقى سوى الموت بينه وبين الجنة.