الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي اركان الصلاة وواجباتها والفرق بينهما

نوفر لكم شرحا مفصلا لأركان الصلاة وواجباتها. إن الصلاة هي العماد الذي يقوم عليه الدين الإسلامي، وهي دليل قوة تأثيرها في نفوس البشر. إنها الرابطة القوية التي تربط بين العبد وربه وترفع روحه إلى أعلى مراتب الإيمان والخشوع. فالصلاة هي الركن الثاني في الإسلام ولا يمكن أن يكون شخص مسلما بدون أداء الصلاة. إنها أول شيء سيسأل عنه العبد يوم القيامة، فقد قال النبي “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من أعماله صلاته، فإن كانت صلاته صحيحة فقد نجح وتفوق، وإن كانت فاسدة فقد خسر وفشل

لذلك يجب على كل مسلم أن يعرف كيفية أداء الصلوات الإسلامية الخمس بشكل صحيح وما تتضمنه من أركان وواجبات، واليوم سنتعرف على ما هي أركان وواجبات الصلوات الخمس وسننها في الإسلام، وما هو الفرق بينهم، من خلال موقع موسوعة

ما هي اركان الصلاة وواجباتها

أركان الصلاة في الإسلام مع الدليل القرآني

يتم تعريف الركن لغويا بأنه ما يمكن الاعتماد عليه والاستناد إليه خشية الوقوع. وقد ورد نفس المعنى اللغوي في القرآن الكريم في الآية “قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد”. وشرعا في الإسلام، يتم تعريف الركن بأنه جزء أساسي من حقيقة الشيء، ولا يكتمل أو يتحقق هذا الشيء إلا بوجود أركانه. بمعنى آخر، الركن هو جزء من جوهر وتكوين الشيء، ولا يكتمل الشيء تماما إلا بتكامل أركانه.

تتألف الصلاة في الإسلام من أربعة عشر ركنا رئيسيا ، ولا يمكن أن تكتمل الصلاة أو تكون صحيحة بدون إكمال جميعها ، وترتيب أركان الصلاة في الإسلام هو كالتالي:

1ـ القيام للصلاة المفروضة

أداء الصلاة هو الركن الأساسي الأول للمسلم، ويجب على الشخص القادر تأديتها، ولكنها غير ملزمة للشخص الذي لا يستطيع صحيا، وبالتالي فإن صلاة المريض الذي لا يستطيع الوقوف أو يصلي وهو جالس أو نائم تعتبر صحيحة.

والدليل الواجب على أداء الصلاة المفروضة هو قوله تعالى “وقوموا لله قانتين”، كما قال النبي الأمين في سنته النبوية “صل قائما، فإن لم تستطع فصلا، فإن لم تستطع فعلى جنب”.

2 ـ تكبيرة الإحرام

تكبيرة الإحرام هي الركن الثاني من أركان الصلاة، وفيها يقوم المسلم برفع يديه للأعلى ويكبر قائلا “الله أكبر” لبدء الدخول في الصلاة، وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم “إذا قمت إلى الصلاة فكبر.

3 ـ قراءة سورة الفاتحة

يجب على المسلم قراءة سورة الفاتحة من القرآن الكريم بشكل صحيح ومتأن في بداية صلاته، لأنها الركن الثالث من أركان الصلاة، وقد قال النبي أنها واجبة لإتمام صلاة صحيحة: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”.

4 ـ الركوع

الركوع هو الركن الرابع من أركان الصلاة في الإسلام. ينحني المسلم أثناء صلاته ويضع يديه على ركبتيه، مع الاهتمام بأن يكون ظهره مستويا. وتأتي الإشارة إلى الركوع في القرآن الكريم في قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون”. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أثناء تعليمه أركان الصلاة “ثم اركع حتى تطمئن راكعا.

5 ـ الرفع من الركوع

الركن الخامس من الصلاة هو رفع الجسم من الركوع، وهذا يعني العودة إلى وضعية الظهر المستقيم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “ثم ارفع حتى تكون قائما”.

6 ـ الاعتدال قائماً

الاعتدال بقوام الظهر هو سادس ركن في الصلاة، فلا ينبغي أن يكون الظهر منحنيا، وذلك بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم في تعاليمه للصلاة: “ثم ارفع حتى تعتدل قائما”.

7 ـ السجود

يعد السجود لله تعالى الركن السابع للصلاة، ويتم السجود على سبعة أجزاء من الجسم وهي الجبين واليدين والركبتين والأنف وأطراف القدمين.

ويسقط وجوب هذا الركن عن غير القادرين صحيا، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم “يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون”، كما قال النبي محمد “ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا”.

8 ـ الرفع من السجود

الرفع من السجود هو الركن الثامن في الصلاة، ويكون برفع الإنسان رأسه ويديه عن الأرض، وذلك بناء على قوله -صلى الله عليه وسلم- “ثم ارفع ساجدا حتى تطمئن، ثم ارفع”.

9 ـ الجلوس بين السجدتين

الركن التاسع من الصلاة هو الجلوس بين السجدتين، وذلك وفقا لقول النبي: “ثم ارفع حتى تطمئن جالسا.

10 ـ السكون والطمأنينة

أحد أركان الصلاة هو هدوء القلب وسكون الروح والأعضاء أثناء أداء الصلاة، ويشمل أيضا أداء الصلاة بتأن ودون عجلة حتى تكون الأعضاء في مواضعها المناسبة بين السجود والركوع والقيام.

الدليل على أهمية الطمأنينة في الصلاة موجود في قول النبي السابق “مطمئنا” في جميع الأركان السابقة: “ثم ارفع حتى تطمئن جالسا”، “ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا”، وهذا يجعل الطمأنينة ركنا مهما في الصلاة ولا تصح بدونه.

11 ـ التشهد

التشهد هو الركن الحادي عشر في الصلاة، وينقسم إلى التشهد الأول ما بين الركعتين الثانية والثالثة الذي لا يتضمن الصلاة الإبراهيمية، والتشهد الأخير الذي يقال بصيغ الإبراهيمية، وقد ذكر التشهد في السنة النبوية على لسان ابن مسعود رضي الله عنه قال: “كنا نقول قبل أن يفرض التشهد: السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقولوا هكذا، فإن الله عز وجل هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله.

12 ـ الجلوس للتشهد والتسليم

الجلوس للتشهد الأخير والتسليم هو الركن الثاني عشر من أركان الصلاة، وقد أداه النبي صلى الله عليه وسلم وأوصانا بأهميته قائلا: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.

13 ـ التسليم

وهو الركن السابق للأخير في أركان الصلاة، ويتم ذلك من خلال قول صيغة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن اليمين واليسار. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله”.

14 ـ ترتيب أركان الصلاة

الركن الرابع عشر لصحة الصلاة هو ترتيب جميع الأركان السابقة كما هي، فإذا سجد المسلم عمدا قبل الركوع فإن صلاته باطلة، أما إذا سجد سهوا قبل الركوع فيجب عليه العودة للركوع ثم يسجد مرة أخرى، ويجب الالتزام بهذا بناء على قول النبي “صلوا كما رأيتموني أصلي

واجبات الصلاة

لأداء الصلاة في الإسلام، هناك ثمانية واجبات لا يمكن أداء الصلاة بدونها، ومن يترك أحد هذه الواجبات عمدا فإن صلاته باطلة ويجب عليه إعادتها، ومن ترك واجبا واحدا سهوا دون عمد فيمكن تعويضه من خلال سجود السهو. ويتألفون واجبات الصلاة من:

  •  تكبير الصلاة يختلف عن تكبير الإحرام لأنه جزء من أركان الصلاة.
  • يقول سمع الله لمن حمد بعد الارتفاع من الركوع في الصلاة الفردية، ويقولها الإمام دون المأموم في صلاة الجماعة.
  • قول ربنا ولك الحمد، يقال في الصلاة الفردية وأيضا من قبل الإمام والمأموم في صلاة الجماعة.
  • يجب أن يتسبح الشخص أثناء الركوع بقول سبحان ربي العظيم مرة واحدة، وأيضا أثناء السجود بقول سبحان ربي العظيم مرة واحدة.
  • قول المصلي “رب اغفر لي” بين السجدتين وفقا لما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم.
  • يقال التشهد الأول في الصلاة التي تتجاوز ركعتين، مثل صلاة المغرب التي تتألف من ثلاث ركعات، وصلاة العصر والمغرب والعشاء التي تتألف من أربع ركعات. ويقال التشهد الأول في نهاية الركعة الثانية من الصلاة، وفيه يقول المصلي التحيات لله، ولكنه لا يصلي على النبي ولا يكرر الصلاة الإبراهيمية.
  • الجلوس أثناء التشهد الأول.
  • الصلاة على النبي في التشهد الأخير وترديد الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية.

الفرق بين أركان الصلاة وواجباتها

يكمن الفرق ما بين أركان الصلاة وواجباتها في أن:

لا يمكن أن تسقط أبدا أركان الصلاة سواء بالعمد أو السهو أو الجهل، فإذا سقطت ركن من أركان الصلاة، تبطل صلاة المسلم ويجب إعادتها كاملة من البداية.

في حالة عدم العمد، إذا نسي المسلم واجبا من واجبات الصلاة بسبب الجهل أو السهو، فإنه يمكنه تصحيح هذا الواجب عن طريق سجود سجدتي السهو، ويطلب من الله أن يغفر له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى