التعليموظائف و تعليم

بحث عن المفاعيل

تقدم الموسوعة بحثا في علم المفاعيل، وهو أحد أعظم فروع النحو وأفضلها على الإطلاق. فباستطاعتك أن تقرب من الله -تعالى- عندما تتعلم علم المفاعيل، حيث يتيح لك فهم مقصود الله -تعالى- من كلامه. سنتناول موضوعا مهما جدا في علم المفاعيل، الذي أثار العديد من الرؤى والأفكار، وتباينت فيه آراء النحويين والبلاغيين في كيفية تحديده وتنظيمه والتمييز بين طبيعته وفلسفته. المفاعيل هي واحدة من أهم القضايا النحوية التي اهتم بها الباحثون وكتبوا العديد من الدراسات حولها نظرا لأهميتها في بناء الجملة ودورها في التعبير عن المعنى المطلوب من الجملة. يعتبر المفاعيل الركن الثالث في الجملة الفعلية، على اختلاف آراء النحويين والبلاغيين.

  بحث عن المفاعيل

أصل مفاعيل

مفاعيل هو الجمع السماعي لكلمة مفعول، والخطأ الشائع الذي يقع فيه العديد من الباحثين هو جعل مفاعيل جمعا مطردا لكلمة مفعول، والصحيح هو أن جمع كلمة مفعول هو مفعولات، وهذا يشبه جمع كلمة مشروع بمشروعات، وقد حدث نقاش واسع بين النحويين والبلاغيين حول ما إذا كانت تلك المفعولات هي فضلة أم هي عنصر رئيسي في الجملة؛ فالنحويون يرون أن تلك المفعولات هي فضلة في الجملة، بينما يرون البلاغيون أنها عنصر أساسي في الجملة، لأن كل كلمة تحمل معنى في الجملة، وبما أنها تحمل معنى، فإنها ليست فضلة، بل يجب أن تكون عنصرا رئيسيا في الجملة، ورأي البلاغيين هو الأقرب للصواب من رأي النحويين.

المفعولات، ومواقعها

وتقع المفعولات ركنا ثالثا من أركان الجملة الفعلية،بعد الفعل والفاعل،فالفعل: المؤشر هو ما يشير إلى وقوع حدث في وقت محدد، والفاعل هو الشخص الذي قام بالفعل، أما المفعول به فيعتمد ذلك على نوعه كما سنتعرف عليه لاحقا، وجميع المفعولات منصوبة.

أقسام المفعولات

للمفعولات أقسام خمسة هي : (مفعول به، مفعول معه، مفعول فيه، المفعول المطلق، المفعول لأجله).

1- المفعول به

وهو نوع من المفعول المطلق ويأتي بعد الفعل والفاعل. في بعض الأحيان، يكون هناك مفعول واحد فقط في الجملة، مثل (ذاكرت الدرس)، حيث يكون الدرس هو المفعول المطلق ويكون مصدره منصوبا ويتم تعريفه بالفتحة. ونقول إنه مفعول به، لأن الفعل وقع على الدرس. وفي بعض الأحيان، يكون هناك عدة مفعولات لفعل واحد، مثل (ظننت الجو باردا)، حيث يكون الفعل “ظن” مصدره يتم تنصيب مفعولين، الأول هو “الجو” والثاني هو “باردا

تعتمد تعددية المفعول على نوع الفعل الذي يسبقه في الجملة. إذا كان الفعل ينصب مفعولا واحدا، فلا يكون هناك تعدد للمفعول. وإذا كان ينصب مفعولين، فهناك تعدد في المفاعيل.

2-المفعول معه

وهو الاسم المنصوب الواقع بعد واو المعية،نحو(سرتُ والفجر) فالفجر:اسم منصوب بعد واو المعية، إذا يطلق عليه: مفعول معه، وقد تتساءل سؤالا استفساريا، وتقول: لم لا نقل على هذه الواو واو عطف، وقلنا: إنها واو المعية، وللإجابة على ذلك يجب أن تتدبر الجملة التي سبقت، وجملة (سافرت أنا وأخي)؛ فستلحظ أن هناك فرقا في الشكل بين الجملتين، فالجملة الأولى فصلت الواو فيها الضمير المتصل (تاء الفاعل) عن الاسم المنصوب، أما الجملة الثانية ففصلت فيها الواو بين ضمير منفصل، والاسم المنصوب، من خلال ذلك نستطيع التفرقة بين واو العطف، وواو المعية.

3-المفعول فيه

وهو الجار والمجرور،والظرف،والظرف: الاسم المنصوب ينقسم إلى ظرف زمان إذا كان دالا على الزمان، وظرف مكان إذا كان دالا على المكان. مثال على ذلك هو “سرت صباحا”، حيث إن صباحا هو ظرف زمان منصوب ويدل على الزمان. ومثال آخر هو “العصفور فوق الشجرة”، حيث فوق هو ظرف مكان منصوب ويدل على المكان .

أما الجار،والمجرور،فنحو (لعبت في الدار)،ف(في الدار) يُمكن إعرابها كالآتي : (في: حرف جر،والدار: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة،والجار والمجرور في محل نصب مفعول معه) إذا (في الدار) :مفعول معه (جار ومجرور)

4-المفعول المطلق

يعتبر مصدرا للفعل، ويجب أن يكون مشتقا من لفظ الفعل، وإلا فلن يكون له دور مفعول به، بل يقوم بثلاث مهام: إما تأكيد الفعل، أو تحديد نوعه، أو تحديد عدده .

تأكيد الفعل نحو: تعني ضربته بضربة قوية، وتكون الكلمة مفعول به معترف به ومنصوب علامة نصبه الفتحة، ويكون الفعل مؤكدا، لذا نقول “منصوبا” لأن جميع المفعولات منصوبة، ونقول “مطلقا” لأنه مأخوذ من لفظ الفعل.

بيان نوعه :ضربته كانت قوية جدا، وهذا بيان للنوع وهو منصوب أيضا.

بيان العدد:(ضربته ضربتين) ف(ضربتين): مفعول مطلق معناه محدد ويتم تمييزه بوجود الفتحة، وهي تعبر عن العدد، ف(ضربتين) تشير إلى عدد الضربات التي تمت.

5- المفعول لأجله

هو مصدر يُبين السبب الذي من أجله فُعِل الفعل،نحو:(ذاكرت رغبة في النجاح)، ف(رغبة): مفعول لأجله معترف به بالنصب، ونقول: مفعولا لأجله؛ لأنه يوضح السبب الذي يدفعه للتذكر، فالسبب وراء تذكره هو رغبته في النجاح؛ لذا فإنه مفعول لأجله.

كان هناك اختلاف بين النحويين في مسألة حصر المفعولات، وكان السبب الرئيسي لهذا الاختلاف هو عدم الرجوع إلى مصادر النحو الأصيلة، بل اعتمدوا على ما تناقلته الروايات. ونعلم أن هناك العديد من الروايات المزيفة التي ابتكرها أصحابها بدون تفكير، ومن هنا جاءت خطأ التناقل، وحدث الاختلاف بين النحويين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى