التعليموظائف و تعليم

تعريف العنصرية لغة واصطلاحا

تعريف العنصرية، سواء لغة أو اصطلاحا، يقوم على اتحاد مجموعة من الأفراد ذوي الأفكار والمعتقدات والآراء المختلفة في المجتمعات. يهدف ذلك إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة من خلال إكمال نواقص بعضهم البعض. لا يمكن للمجتمعات أن تنتشر إلا بانتشار العادات الإيجابية بين الأفراد مثل القواعد الأخلاقية الحميدة، والاحترام المتبادل والمودة. يجب قبول الآخر مهما اختلف دينه، عرقه، أو جنسه.

ومع ذلك، هناك ظواهر سلبية تنشأ من خلال استبعاد فئة معينة من المجتمع عن المشاركة، وعدم قبول وجودهم على حساب الفئات الأخرى، وذلك بسبب اختلافهم في صفة ما مثل اللون أو الدين، وهذا ما يعرف بالعنصرية.

في المقال التالي سنتعرف على تعريف العنصرية وأسبابها ونتائجها من خلال موقع الموسوعة.

جدول المحتويات

تعريف العنصرية لغة واصطلاحا

  • لغوياً : تنشأ كلمة “العنصرية” كمشتقة اصطناعية من الفعل “عنصر”، وتعني في المصطلح أنها الاعتقاد الذي يميز بين الناس استنادا إلى أصولهم أو ألوانهم، ويترتب على هذا الاعتقاد التحكم في منح ومنع المزايا عن فئة معينة.
  • يتم تعريف العنصرية على أنها مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تميز فئة معينة على حساب الفئات الأخرى، وذلك بناء على الاعتقاد الموروث بأن هناك اختلافات اجتماعية مرتبطة بعادات الناس أو طبائعهم أو قدراتهم، وأحيانا تصل إلى التمييز بناء على لون البشرة أو الثقافة واللغة أو انتماء الفئة التي يتعرضون للعنصرية لها لجنس أو عرق معين.
  • هذا يمنح الفئة الأعلى الحق في التحكم في مصير وهوية الفئة الأدنى، ويجعلها تفقد إرادتها وحقوقها بلا سبب مبرر، وبالتالي يبرر معاملة هذه الفئة بشكل مختلف قانونيا واجتماعيا.
  • العنصرية ليست أمرا جديدا، بل تعود إلى ظهور الإنسان وتعتبر واحدة من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تسببت في معاناة الشعوب وتدمير المجتمعات من خلال إثارة الحروب والفرقة بين الشعوب المختلفة.
  • ومن أمثلة العنصرية في العصور القديمة، تجد تجارة الرقيق التي تمارس ضد أصحاب البشرة السمراء، حيث أصبحوا عبيدا دون سبب واضح سوى لون بشرتهم السمراء.

أسباب العنصرية

يجب أن يكون هناك عدد من الأسباب وراء ظهور أي ظاهرة اجتماعية في المجتمع، لذلك هناك العديد من الأسباب التي تدعم ظهور العنصرية أو “محفزات النفس العنصرية” كما يسميها البعض، وهذه العوامل هي تلك التي تثير الرغبة في ممارسة العنصرية في داخل الإنسان، ومن بين هذه الأسباب:

  • انتشار الجهل وعدم الوعي الفكري بخطورة العنصرية.
  • الرغبة في الفخر بالنسب والأصول القبلية.
  • الفروق المادية الشاسعة بين الفئات المجتمعية.
  • مشاكل النفس البشرية الداخلية مثل التكبر، حب النفس، الغرور.
  • اختلاف الدين أو اللون أو الجنس أو اللغة.
  • هناك بعض العادات المجتمعية الموروثة تقول إن هناك فئة أفضل من الأخرى، وهناك فئة أدنى.
  • معتقدات وثقافات سلبية تقلل من شأن فئة وتعزلها عن المجتمع بلا سبب.

العنصرية في الإسلام

  • انتشرت ظاهرة العنصرية كواحدة من أخطر آفات المجتمع التي ظهرت في العصور الجاهلية من خلال تجارة الرقيق، حيث كان يسمح لبعض زعماء القبائل ببيع وشراء الأشخاص لاستخدامهم كعبيد واستغلال النساء كجواري، دون أي مبرر.
  • جاء الإسلام ليعلن أن جميع البشر متساوون عند الله في الحقوق والواجبات، وأنه لا يوجد فضل لشخص مقارنة بآخر إلا بمعرفته وتقواه. وأن الله خلق العالم بشعوب مختلفة في الأعراق والأنساب والأشكال، لكي يتعاونوا في بناء الكون وإصلاحه.
  • وقد ذكر الله في حكمته عن تنوع ألوان وأعراق البشر وأهمية عدم التمييز بينهم: “يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، “ومن يأته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين”
  •  وقد ذكر في السنة النبوية الشريفة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبذ العنصرية ونشر التفرقة بين الناس في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها:

” عن أَبِي نَضرَة : حدثني شخص سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، فقال: “يا أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، فلا فضل للعربي على الأعجمي ولا للأعجمي على العربي، ولا للأحمر على الأسود ولا الأسود على الأحمر إلا بالتقوى. هل فهمتم؟” فقالوا: “بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

 وعن طريق جبير بن مطعم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينتمي إلينا من يدعو إلى الانقسامات، ولا ينتمي إلينا من يقاتل بسبب الانقسامات، ولا ينتمي إلينا من يموت بسبب الانقسامات).

أضرار العنصرية

بسبب انتشار قيم العنصرية، تتأثر الأفراد والمجتمعات بتأثيرات سلبية عديدة، مما يؤدي إلى تفكك أسس المجتمعات القوية ووقوعها في هاوية الفتنة والنزاعات العنصرية. ومن أبرز أضرار العنصرية:

  • نشر الكراهية والتمييز العنصري يؤدي إلى عداوة وبغضاء بين الأفراد.
  • يجب رفض وعزل الشخص المتعرض للتمييز بسبب جنسه أو لونه في جميع الاجتماعات والتجمعات.
  • انتشار قيم الأنانية وحب الذات والغرور، وعدم الاهتمام بحقوق الآخرين والواجبات الملزمة علينا.
  • توجد في المجتمع جو عام من الحقد والكراهية، مما يسبب حالة من الخوف والتوتر بين الأقليات المتعرضة للتمييز، ويجعلهم غير آمنين في حياتهم خوفا على سلامتهم.
  • العنصرية قد تؤدي إلى تدمير المجتمعات بالكامل عن طريق اندلاع الحروب الأهلية في المجتمع، بسبب عنصرية بعض الفئات تجاه الفئات الأخرى.

حلول العنصرية

يمكن دثر جذور العنصرية وحماية المجتمعات منها عبر:

  • احترم القواعد الأخلاقية والمعتقدات الدينية التي تدعو جميعها إلى المساواة بين البشر وتدين العنصرية والتمييز بين الناس.
  • تقوم الدول بسن التشريعات والقوانين الدستورية التي تضمن تطبيق العدل والمساواة بين جميع فئات المجتمع.
  • يجب عدم التمييز بين شرائح المجتمع، ويجب أن يكون الالتزام الأخلاقي والقانوني والمواطنة هي الحدود التي تفصل بين جميع المواطنين.
  • توجد قوانين وتشريعات عقابية تعاقب أي شخص يمارس العنصرية أو يقلل من شأن الآخرين بسبب اختلافهم.
  • توجيه وسائل الإعلام لحملات توعية توصي بأهمية نبذ الخلاف والقضاء على العنصرية والتمييز الديني أو الشكلي أو العرقي وجميع أنماط ممارسة العنصرية.
  • يضمن الدولة حرية مواطنيها في ممارسة وإقامة الشعائر الدينية المختلفة بأمان وبدون رهبة أو خوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى