قصة الاسراء والمعراج للاطفال
قصة الإسراء والمعراج للأطفال تعتبر رحلة الإسراء والمعراج تعويضا عن مرارة الأوقات التي مر بها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام خلال فترة دعوته ونشره للإسلام، عندما توفي عمه أبو طالب زادت أوجاعه وتعقيداته، حيث كان يكون معينا له وداعما. وعندما توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، التي كانت صديقة وداعمة له، اشتد الحزن في قلب رسول الله.
بعد ذلك، ذهب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لدعوة أهل الطائف، ولكنهم استقبلوه بطريقة سيئة واستهزئوا به وأذوه حتى جرحت قدماه، وفي ذلك الوقت، أرسل الله به في رحلة الإسراء والمعراج ليعوض عبده ونبيه، الذي اختاره من بين جميع الخلق، عن ما عانى. وفي هذا المقال، سنقدم لكم تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج عبر موسوعتنا.
قصة الاسراء والمعراج للاطفال
ليلة الإسراء والمعراج
تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من أهم المعتقدات الدينية التي يؤمن بها كل مسلم ومسلمة، والتي تعرضت للاستهزاء والسخرية من قبل الكثيرين، حيث شككوا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، وجاءت في منتصف الدعوة الإسلامية قبل هجرة النبي، أي بين السنة 11 والسنة 12، ورفضت قريش تصديقها ونفت حدوثها.
تعني الإسراء السفر ليلا، حيث سافر النبي من مكة إلى المسجد الأقصى في الليلة، وكان يركب البراق وهو دابة، أما المعراج فهو الصعود إلى السماء الدنيا برفقة جبريل عليه السلام، وقد ذكر الله في القرآن الكريم قوله: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير.
أول حدث في تلك الرحلة كان عندما كان النبي محمد نائما في بيته وجاء جبريل ليفتح صدره ويغسله بماء زمزم ليطهره من كل شر. ثم أخرج قلبه وملأه بالإيمان والحكمة. وبعد ذلك، جاءت دابة ضخمة تسمى البراق لتحملهما فوق ظهرها وانطلقت بهم من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس. وعندما دخل النبي المسجد، وجد جميع الأنبياء هناك. فصلى معهم ركعتين ثم خرج. ثم جبريل أتى بهما كأسين، إحداهما خمر والأخرى لبن. فاختار النبي اللبن، وحينها أخبره جبريل أنه اختار الفطرة.
أحداث المعراج
بعد ذلك، بدأت أحداث المعراج عندما صعدوا إلى الصخرة المشرفة. جبريل سار مع النبي حتى وصلا إليها، ثم حمله على جناحه ليصعد به إلى السماء. رأى الرسول جزءا من الأحداث السماوية الأولى، ثم صعدا إلى السماء الثانية ورأى فيها زكريا وعيسى بن مريم عليهما السلام، ثم صعدا للسماء الثالثة ووجد يوسف عليه السلام، ثم إلى السماء الرابعة ليرى فيها إدريس، ثم إلى السماء الخامسة ووجد بها هارون، ثم صعدا إلى السماء السادسة وكان فيها موسى، ثم ارتقى إلى السماء السابعة ليجد سيدنا إبراهيم عليه وعليهم جميعا السلام. وانتهى به جبريل حين وصلا إلى سدرة المنتهى.
تقدم جبريل عليه السلام بالنبي عليه الصلاة والسلام إلى الحجاب، وكان ملكا في أعلى المخلوقات، وأعطاه الله القدرة على النطق بالتحيات، فقال: التحيات المباركة والصلوات الطيبة لله، وفرض الله على النبي وأمته أداء 50 صلاة يوميا. ثم أخذه جبريل ليريه الجنة، وفيها رؤى لا عين رأت ولا أذن سمعت من النعيم والخير، وشاهد نهر الكوثر الذي خصصه الله عز وجل له.
فرض الصلاة على الرسول وأمته
بعد ذلك، قدم جبريل عليه السلام له النار ليشاهد عذابها، ثم خرج ليجد موسى عليه السلام. فأعاده إلى الله حتى يستفسر ويطلب تخفيف الصلاة على أمته. فقد قلص عدد صلواتهم عشر مرات، ثم عاد إليه مرة أخرى وقلصها عشر مرات أخرى، ولم يعود إلا حينما جعل الله الصلاة خمس مرات في اليوم. عندما طلب موسى منه أن يعود إلى الله ويسأله مرة أخرى عن التخفيف، امتنع عن ذلك خجلا من الله تعالى. في هذا الوقت، قال الله تعالى: “قد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، والخمس بخمسين، وأنا قد قضيت واجبي وخففت عن عبادي”. ثم أعاده جبريل عليه السلام إلى مضجعه مرة أخرى بعد أن حدث كل ذلك في ليلة واحدة فقط.
رحلة الإسراء والمعراج هي من المعجزات التي أتت بها الله للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. بدءا من لحظة شق جبريل عليه السلام صدر النبي واستخراج قلبه، وحتى سفره من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، وصعوده إلى السماء الدنيا بدرجاتها ولقائه بالأنبياء. هذه الأحداث تجعلنا نشعر بالدهشة أمام قدرة الله وعظمته فيما فعله مع عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.