الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن المهر

المهر هو واحد من أهم حقوق المرأة؛ لحماية حقوقها؛ لذلك توفر الموسوعة دراسة حول المهر؛ حيث يعد المهر هو ما يقدمه الزوج لزوجته؛ لحفظ حقوقها الزوجية، ويمكن أن يكون المهر عاجلا أو آجلا، حيث يكون العاجل هو المبلغ المدفوع فورا لإتمام عقد الزواج، والآجل هو المبلغ المكتوب في قائمة حقوقها؛ لحماية حقوقها بعد عقد الزواج، ويمكن تقديم جزء من المهر مبكرا وتأجيل الباقي، وجميع هذه المسائل المتعلقة بالقيمة والوقت تتم وفقا لاتفاق الطرفين ووكلاء الزوج وأولياء الزوجة وفقا للمعايير المتفق عليها من قبل أفراد البلد أو العرف السائد في العائلة أو الأسرة.

جدول المحتويات

بحث عن المهر

آفة الغلاء في المهر

تنتشر في زماننا هذا ظاهرة غلو بعض أولياء الزوجة فيما يتعلق بالمهر، وكم من عقد زواج تم تخريبه بسبب هذا التعنت الذي يواجهه الزوج من أهل الزوجة. وهذا أمر مشين جدا، لأنه إذا كان همك الوحيد هو المال، فإنك تعامل هذه الزوجة – سواء كانت ابنتك أو قريبتك – كسلعة تباع لأعلى سعر، وهذا أمر مذموم للغاية. لا نقول أن لا تحفظ حقوقها بعدم طلب المهر، ولكن يجب أن تكون مطالبك معقولة، تلائم حالة هذا الشاب الذي يرغب في العفاف كما أمر الله عز وجل، ويكون وفقا لإمكانياته واحتياجاته.

بم يتحقق سمو الزواج؟

إن سمو الزواج لم يكن أبدا بسبب المهر الباهظ، أو العقارات والسيارات الفاخرة، بل إنه يكمن في العلاقة الراقية بين الزوج والزوجة، وخاصة في الجوانب الدينية والعقلية. فالدين هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه كل شيء، فإذا تم اختيار الزوجين بناء على الدين، فلا يوجد خطر يمكن أن يهدد هذه العلاقة، مهما كانت التحديات أو المشاكل التي تواجهها.

لأن هذه العلاقة قد تأسست على أساس قوي لا يمكن أن يفسده أي شيء، وهي رابطة بين الإنسان والله لا يمكن قطعها، إذا انقطعت أواصر الناس جميعا، فحبل الله هو الذي يبقى مربوطا لا يمكن قطعه، أما إذا اعتمدت العلاقة على عدد الممتلكات ومقدار النفوذ والسلطة، فإن هذه العلاقة ستفشل بالتأكيد؛ لأنها مرتبطة بأشياء زائلة، فمجرد انتهاء تلك الأشياء ستنتهي هذه العلاقة، لذا اجعل قواعد اختيارك ما يستقر في قلبك من الدين، واجعل الدين هو رب أسرتك وشريك حياتك.

على أي شيء يكون الاختيار؟

أظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- لأولياء الزوجة وللزوجة معايير يمكن من خلالها اختيار الرجل المناسب للزواج. دعونا نتعرف على تلك المعايير. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا جاءكم شخص ترضون دينه وخلقه، فزوجوه. إلا أنه إذا لم تفعلوا ذلك، فسيكون هناك فتنة وفساد كبير في الأرض.” فالمعنى من هذا الحديث هو أنه يجب على أولياء الزوجة أن يتأكدوا من توفر هاتين الصفتين في الشخص المتقدم للزواج. فما هما هذين الصفتين؟

هل قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: إذا جاءكم أكثر الناس مالا، أو أكثرهم جمالا، أو أكثرهم سلطة! لا يقصد بهذا القول النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل يقصد إذا جاءكم من يتمتع بدين يرضيكم، أي إذا أتى إليكم من ترضى دينه وقربه من ربه، فاقبلوه، وبالتالي يجب أن يتمتع بأخلاق عالية، فالمهم ليس المال أو السلطة، بل المهم هو من سيتعامل معكم وفقا لما قال الله عز وجل وقاله نبيه الكريم، وهذا ينطبق عندما تختار المرأة زوجها.

فيما يتعلق باختيار الزوج لزوجته، وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- معايير لها. هذه المعايير هي: “تنكح المرأة لأربعة: لمالها، ودينها، وجمالها، وحسبها ونسبها”. فعندما تتوفر هذه الصفات الأربعة في المرأة، يسعى الرجل للزواج بها. وقد يتساءل البعض ويقول: “هل النبي -صلى الله عليه- قدم نكاح المرأة من أجل المال وليس من أجل الدين؟”

وأقول لك أيها المُتسائل الكريم: إن النبي كان يعلم سؤالك، وكان يجيبه إلى آخر الحديث، فقد قال النبي المصطفى في آخر الحديث: “فاظفر بذات الدين تربيت يداك”، ومعنى تربت يداك هو أن تلتصق بالتراب، وهذا يعني الفقر، وفي هذا الحديث إشارة رائعة وهي أن النبي يدعونا للتمسك بصاحبة الدين ويحذرنا من الاستغناء عنها، ويقول: إن من لم يتمسك بصاحبة الدين سيتعرض للفقر بلا شك، فإذا كنت ترغب في الهروب من الفقر، تزوج صاحبة دين صحيحة.

كان ذلك في التوافق الديني، أما التوافق العقلي فيجب أن يكون متوفرا في الزوج والزوجة على حد سواء، حتى يتمكنوا من تحكم العلاقة بالنجاح والاستمرارية لأطول فترة ممكنة، لأن عدم الكفاءة في الأفكار والرؤى بين الزوجين يؤدي إلى تدهور العلاقة بسرعة. لذلك، يجب عليك أنت كمقبل على الزواج وكذلك أنت كمقبلة على الزواج أن تتبعوا الدين ثم العقل إذا كنتما ترغبان في حياة سعيدة دائمة خالية من النقص والتراخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى