الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن سورة الحجرات ومضمونها

ابحث عن سورة الحجرات وما تحمله؛ القرآن الكريم هو طريق النجاة لمن يريد النجاة، وطريق الأمان لمن يريد الأمان، وطريق كل خير لمن يريد الخير؛ أنزله الله على نبيه – صلى الله عليه وسلم- ليهدي العباد من ظلمات الكفر التي كانوا يعيشون فيها إلى نور الإسلام، وكل كلمة وحرف في القرآن الكريم معجز بلفظه ومعناه؛ فالقرآن أنزله الله ليتحدى به العرب جميعا، وكان العرب أهل فصاحة وبيان، فلما كان القرآن الكريم معجزا؛ فشلت العرب وليس فقط العرب، وإنما الإنس والجن أيضا، فكل آية وحرف في القرآن له مكانه الخاص؛ فإذا تبدل حرف مكان حرف؛ فإن المعنى يتلف، وسورة الحجرات من السور التي لها فضائلها وشمائلها الكثيرة.

جدول المحتويات

بحث عن سورة الحجرات

التعريف بالسورة

سورة الحجرات من السور المدنية ، والسورة المدنية هي التي نزلت بعد الهجرة ، وعدد آياتها ثمانية عشر آية ، وتقع في الجزء الـ 26 من القرآن ، وأنزلت في العام التاسع من الهجرة ، وبعدها نزلت سورة التحريم ، وقبلها نزلت سورة المجادلة ، وتحمل قيما عالية يجب أن نتبعها.

سبب التسمية

هناك أقوال كثيرة حول سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم، ومن بينها:

تكرار كلمة “الحجرات” في أكثر من موضع في السورة، وتعني “الحجرات” هنا المنازل التي كانت تسكن فيها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وسميت الحجرة بهذا الاسم لأنها مغلقة بحائط أو سور، وبما أن الحجرة تمنع الرؤية لمن ليس فيها، فقد سميت بهذا الاسم.

لكل زوجة للنبي -صلى الله عليه وسلم- حجرة، وعدد زوجات النبي تسع زوجات؛ إذا عدد حجرات زوجات النبي المصطفى تسع حجرات.

مضمون سورة الحجرات

علماء التفسير قد أعطوا لكل من السور المدنية والمكية طابعا خاصا بها، فالمكية تتعامل مع الأمور المتعلقة بالقتال وغيرها مما كان ينطبق على المكة في ذلك الوقت، أما السور المدنية فتتناول الجانب التربوي والتشريعي وغيره من الجوانب، وذلك لأن الأحوال قد هدأت واستقرت في المدينة، ونزل القرآن توافقا مع تلك المرحلة المدنية.

وبما أن سورة الحجرات من السور المدنية، فإنها تحمل العديد من المعاني التربوية التي أراد الله -تعالى- أن يربي الأمم عليها، وتحمل أيضا العديد من الأخلاق التي يجب على الإنسان أن يتبعها، وتحمل أيضا العديد من الآداب التي يجب أن يتأدب عليها كل مسلم، ومن أهم تلك الأخلاق:-

يجب على الإنسان استخدام الأدب الرفيع في التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم، سواء في حضوره أو غيابه؛ ويجب استخدام أساليب الذوق الرفيع عند نطق لسانك بلفظ الرسول صلى الله عليه وسلم أو ذكر حديث أو مقولة أو حكمة عنه، فهذا واجب تجاه رسول الله.

عندما يأتيك شخص ما بخبر عن إنسان آخر، يجب عليك أن تتحقق من صحة هذا الخبر قبل أن تحكم على هذا الإنسان. وهذا السلوك من أعظم التعاليم الإسلامية، حيث لا يمكن الحكم على الشخص بناء على شهادة شخص آخر، ولكن يجب أن تبحث عن الحقيقة بنفسك.

الأخلاق تمثل معادن الرجال، وهي أيضا تعكس البيئة التي نشأ وترعرع فيها الإنسان؛ فإذا كانت أخلاقه حسنة، فهذا يدل على سمو بيئته التي نشأ فيها، وإذا لم تكن كذلك، فهذا يدل على انحطاط بيئته التي تربى فيها، ومن المفترض أن يكون المسلمون أكثر الناس حرصا على الأخلاق؛ لأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أرسل ليتمم مكارم الأخلاق، وإذا كنا نحن أتباعه حقا، فمن الضروري أن نكون قدوة للآخرين في جميع معاملاتنا وسلوكياتنا وكل شؤوننا الدينية والاجتماعية، حتى نعطي صورة حقيقية عن المسلمين الحقيقيين.

أكثر ما يفسد عمل الإنسان، مهما كثر، هي بعض العادات الذميمة التي يمارسها معظم الناس، ومنها الغيبة وذكر الشخص بسوء في غيابه. عندما يحضر، ينهال عليه بعبارات الثناء والمدح. وكذلك تصف الشخص بما ليس فيه، بسبب أسباب شخصية مثل كرهك له أو غيره. إذا كنت تبادر إلى التخلص من تلك السلوكيات الذميمة، فهذا يعكس حسن أخلاقك.

يجب عليك تحديد موقفك تجاه الأشخاص بدقة؛ حيث يمكنك من خلال هذا التحديد تحديد من يستحق معاملتك واهتمامك، ومن لا يستحقه.

فهذه سورة الحجرات تحتوي على آداب عالية وأخلاق فاضلة لا توجد في غيرها؛ لذلك فهي سورة متميزة وتحتوي على كل ذلك، فماذا عن مائة وأربع عشرة سورة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى