الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن علم التفسير ونشأته

بحث عن علم التفسير وتاريخه؛ فإن علم التفسير من أهم العلوم وأشرفها وأفضلها، وذلك لأنه يتعلق بكلام رب العالمين، وهل هناك شرف وفضل أعظم من فهم المقصود من كلام الله عز وجل، إذا كنت ترغب في معرفة الله عز وجل، فاحرص على فهم كلامه؛ فإذا فهمت كلامه، فقد تعرفت على الله من خلال كلامه، ويعمل في مجال تأليف الكتب الكثير من محبي العلوم الشرعية وغيرها، وذلك بسبب دوره الفعال في تثبيت عقيدة المسلم وإظهار أن ما يتبعه هو الحق الوحيد، فالفهم الخاطئ لمعاني القرآن الكريم قد يؤدي صاحبه إلى النار؛ لأن فهمه الخاطئ لكلام الله سيؤدي أيضا إلى تطبيق خاطئ لمقاصده، وسيقع في المحرم بالتأكيد.

جدول المحتويات

بحث عن علم التفسير ونشأته

نشأته وتطوره

علم التفسير ظهر مع ظهور القرآن الكريم، ففي اللحظة التي ينزل فيها الله تعالى آية على النبي -صلى الله عليه وسلم-، يأمره النبي أصحابه بكتابتها أولا، ثم بعدها يشرح هذه الآية للصحابة.

في الواقع، عندما ينزل جبريل -عليه السلام- بآية من القرآن للنبي المصطفى، يكررها النبي خلفه خوفا من أن ينسى شيئا من هذه الآية، أو الآيات الأخرى التي نزلت عليه. ويسأل النبي جبريل -عليه السلام- عن تفسير تلك الآيات التي أنزلها رب العزة سبحانه. وعندما حدث هذا، أنزل الله -تعالى- في سورة القيامة مخاطبا نبيه (ثم إن علينا بيانه) .

فقد تكفل الله تعالى بحفظ وضمان وبيان القرآن الكريم لنبيه المصطفى، فبدأ تفسير القرآن في حقيقته من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل، ثم من بيان النبي المختار لأصحابه.

بعد انتشار الإسلام في جميع أنحاء الأرض بفضل الله وظهور الفتوحات الإسلامية الواسعة، اعتنق كثير من غير العرب الإسلام. ونظرا لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فإن الكثير من معاني القرآن الكريم أصبحت غامضة بالنسبة لهؤلاء المسلمين الجدد. ولذلك، احتاجت هذه المعاني إلى توضيح بسيط لتصل مفاهيمها إلى هؤلاء المسلمين الجدد.

بعد رسول الله وسلم، تكفل الصحابة بهذه المهمة – تفسير القرآن لأولئك الذين انضموا حديثا إلى الإسلام -، لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا بدوا أصليين؛ يجيدون اللغة بشكل أفضل، والقرآن نزل بتحدي للعرب، فلن يفهم القرآن الكريم بشكل صحيح إلا إذا تعلموا لغة العرب بشكل صحيح.

أشهر المفسرين

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أول من قام بتفسير القرآن الكريم لأصحابه، ولكن تفسيره لم يكن شاملا، بل كان يركز على المعاني الخفية التي كانت صعبة على الآخرين فهمها. وكان تفسير الصحابة أوسع من تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب أن الوافدين الجدد للإسلام لم يكونوا يجيدون العربية.

وكان عبد الله بن عباس-رضي الله عنه- أشهر مفسري الصحابة وأكثرهم ذيوعا وعلما. النبي – صلى الله عليه وسلم- دعا له قائلا: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فقد كان أكثر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فقها في دين الله عز وجل، وعلمهم التأويل: أي تفسير المشكل أو الغامض، رزقهم الله عز وجل الفقه والتأويل ببركة دعاء النبي المختار.

فكان عبد الله بن عباس على رأس المفسرين في عصره، من خفي عليه شيء من كلام الله تبارك وتعالى؛ يذهب إلى عبد الله بن عباس، ويكتب التفاسير بالقصة الشهيرة التي تظهر براعة عبد الله بن عباس – رضي الله عنه- في هذا المجال، وهي قصته المشهورة بسؤالات نافع بن الأزرق له.

حيث جاء نافع بن الأزرق يقول له: أنت أكثر الناس علما بتفسير كلام الله، قال: نعم، قال نافع: أنا أسألك أسئلة وأرغب في الحصول على إجابات لها، فقال ابن عباس: أعطني ما لديك، فقال نافع بن الأزرق يسأل عبد الله بن عباس السؤال؛ فيجيب ابن عباس عن تفسير الكلمة الغامضة، ويوضحها له، ثم بعد التوضيح، يقول له: هل فهمت ذلك الآن، فيجيب عبد الله بن عباس: نعم، ثم يأتي بالدليل على هذا التفسير من كلام العرب، وهذا يدل على مدى معرفة عبد الله بن عباس بلغة العرب، ومدى دوره في تفسير ما أثار عليهم من القرآن.

وتوالت محاولات الصحابة بعد ذلك، وكان من بينهم من يجيد تأويل المشكل مثل عبد الله بن مسعود وغيرهم، ونقل ذلك أيضا إلى التابعين، وكان على رأسهم الحسن البصري وعبد الله بن جبير. حتى ظهرت التفاسير المتخصصة، تفاسير خاصة بالبلاغة مثل تفسير “الكشاف” للزمخشري وغيرها من التفاسير مثل تفسيرالطبري وأبس السعود. وختمت تلك المحاولات بتفسير عالم الأمة الرباني، فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي. ولا زالت تلك المحاولات ستظهر أفذاذا يدافعون عن الدين وعن الفهم الصحيح لكلام رب العالمين سبحانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى