في المقال التالي، سنعرض لكم موضوعا عن الاحتفال بعيد الفطر ومظاهره. يحتفل المسلمون بعيد الفطر في اليوم الأول من شهر شوال، وقد سمي بهذا الاسم لأن الله أباح الإفطار فيه مكافأة للعبادة والصيام خلال شهر رمضان الفضيل. وكان أول احتفال للمسلمين بهذا العيد في السنة الثانية من هجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. من أهم المظاهر التي يحتفل بها المسلمون في هذا اليوم هو دفع زكاة الفطر للفقراء وزيارة الأقارب وصلة الرحم واستقبال الأصدقاء والجيران وتبادل الحلوى والهدايا والكعك. وفي هذا السياق، سنعرض لكم في الفقرات التالية من موسوعة موضوع تعبير عن عيد الفطر المبارك.
العيد هو هبة من الله العز والجل للعباد، فهو فرصة ليدخل الفرح والسرور والسعادة قلوب المسلمين، حيث يشعرون في هذا اليوم أنهم قد أدوا عبادة الله بشكل ممتاز طوال شهر رمضان، ويرغبون في الاحتفال والتعبير عن فرحتهم في هذا اليوم. فالفرح بالعيد هو سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجب على كل من يؤمن بالله ورسوله أن يتبعها. فعن أنس قال: (عندما وصل النبي إلى المدينة، كان لديهم يومان يلعبون فيهما، فقال: الله تعالى قد أعطاكم بديلا أفضل منهما: يوم الفطر والأضحى) رواه أبو داود .
واحد من أجمل الأشياء في هذا اليوم هو الاحتفالات الرائعة والطقوس الخاصة، شراء الملابس الجديدة وتجهيزها، وتجهيز الطعام والحلوى مثل الشوكولاتة والكعك والتمور. فقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يبدأ يوم العيد حتى يأكل تمرات، ويأكلها بعد ذلك”. بالإضافة إلى ذلك، يتم تجهيز الأموال والهدايا التي ستقدم للأطفال والأمهات. ثم يتوجه الناس إلى الساحات الواسعة والمساجد في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد وسماع الخطبة وتبادل التحية مع الناس. ثم يقومون بزيارة الأقارب والأصدقاء والجيران، ويمارسون صلة الرحم ويسألون عن أحوال الآخرين، ويقومون بتعزيز العلاقات العائلية من خلال الاجتماع مع أفراد العائلة في منزل واحد للضحك ومشاركة المحادثات المسلية وقضاء وقت ممتع وجميل.
تعبير عن مظاهر العيد
في يوم العيد تتجلى قيم الإنسانية والفرح والكرم، حيث يقوم الأغنياء بإعطاء المحتاجين لكي يشتروا احتياجاتهم في هذا اليوم، ويدخلون السرور إلى قلوبهم وقلوب أسرهم، ويقوم الكبار بمعاملة الأطفال بكلمات حلوة وهدايا ومبالغ مالية، لكي يتعلم الأطفال فرحة العيد وتطبيقها، ويتشبثون بها عندما يكبرون، فعيد الفطر لا ينحصر فقط في الجانب الديني ومكافأة المسلمين على العبادات التي قاموا بها في شهر رمضان الكريم، بل له جوانب اقتصادية واجتماعية ونفسية، حيث نجد الجانب الاقتصادي في تحقيق التكافل بين الناس وتقديم المساعدة لهم لكي يشعروا بسعادة في تلك الأيام، والجانب الاجتماعي في التعامل بالحب مع الآخرين ورعاية الأقارب وزيارة الأصدقاء والجيران، والاهتمام بالغائبين، فلا يشعر أي مسلم بالوحدة في هذا اليوم، وأما الجانب النفسي في إدخال السرور والفرحة إلى القلب، والاستمتاع بالبهجة في كل مكان.
خاتمة عن العيد
لكي يشعر المسلم بفرحة العيد وبهجته، يجب عليه أن يؤدي جميع العبادات بإحسان وإخلاص، فالفرحة الحقيقية هي التي تأتي بعد تعب وجهد كبير في العبادة، وهذا يعزز من صفاء النفس ونقاء الروح، ويساهم في نشر الحب والسلام بين الناس، وفقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الصائم له فرحتان: فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء ربه،
