فوائد الكتب الورقية
أفضل مدرس للإنسان على مر التاريخ هي الكتب؛ لذا تقدم الموسوعة مقالا عن فوائد الكتب الورقية؛ إذ يجب أن تكون الكتب رفيقا وفيا للإنسان في جميع الأوقات؛ لأن الكتب تمنح الإنسان العديد من المهارات التي لا يستطيع الحصول عليها من مصادر أخرى؛ فالكتب بأنواعها وتخصصاتها المختلفة توسع آفاق الإنسان وتوسع مداركه وتجعله يفكر بطريقة أكثر فعالية، ولقد فضل الله عز وجل الإنسان عن غيره من الحيوانات بنعمة العقل؛ لذا يجب استغلال هذه النعمة التي منحها الله بأفضل استغلال؛ لأن العقل هو أمانة من الله للإنسان، فهل ترغب في خيانة أمانة الله لك يا إنسان! فلنتعرف سويا على فوائد الكتب.
فوائد الكتب الورقية
الكُتب لها فوائد كثيرة، ولعل من أبرز تلك الفوائد:
1- الثروة اللغوية
الكتب تعتبر ثروة لغوية كبيرة للإنسان؛ إذ تحتوي على عدد كبير من الكلمات التي قد لا تعرفها إلا بعض الكلمات القليلة. لذا، لكي تتعرف على محتوى الكتب، يجب أن تبحث عن هذه الكلمات التي لا تعرفها، وبالتالي ستكون لديك ثروة لغوية لا تمتلكها الآخرون. ولهذا السبب، يقولون: كلما أفرغت إناء، ضاق المساحة فيه؛ إلا العقل، فكلما أفرغته اتسع أكثر. فالعقل لا يحده مساحة محددة؛ بل يتسع بمقدار المعلومات التي يضاف إليه، وكأنه يتمدد ليتسع لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها.
وبنفس الطريقة، عندما تعرض بعض الكتب الأدبية أو الفكرية المتناقضة، سيمكن الشخص من أن يصبح ذو صدر رحب، وأن يتعامل بشكل أفضل مع المواقف، وأيضا سيمكنه من أن يقبل الآراء المختلفة، حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية التي يؤمن بها، ورحم الله الشافعي عندما قال: رأيي صواب قد يكون خاطئا، ورأي غير صواب قد يكون صحيحا؛ فهذه كانت سمة العلماء في الأزمان الماضية، وبالتالي يجب أن نتحلى بتلك الصفات في زماننا الحالي.
عقل الإنسان لا يجب أن يكتفي بالتعلم فقط، ولا يجب أن يقرأ فقط للمتعة. يجب على الإنسان أن يستفيد من المعرفة التي اكتسبها وأن ينتج أفكارا جديدة استنادا إلى ما قرأه. يجب أن يكون العقل نشطا وليس مجرد جهاز استقبال، بل يجب أن يكتب ويفكر.
2- تشجع على الخيال
عندما يقرأ الإنسان قصة أو رواية أو حتى كتاب أدبي، يتخيل الصورة الخيالية لتلك القصة أو الكتاب في ذهنه، ثم تصبح هذه الصورة الخيالية حية ويعيشها. لذلك يقول البعض إن الرواية أفضل من الفيلم، لأنه عندما تقرأ الرواية، تكون أنت من يخلق الصورة الحية للقصة بعدما كانت مجرد خيال. أما في الفيلم، فأنت فقط مشاهد للصورة التي صنعها المخرج، ولا تشارك في إبداع تلك الصورة.
3- مكان لمقابلة الأموات
إذا كنت تحب كاتبا من الكتاب وترغب في لقاءه، ولكن هذا الكاتب قد توفي، لا تقلق، يمكنك لقاءه من خلال قراءة كتبه، فكل كتاب يحمل شخصية هذا الكاتب، ومن خلال الخيال يمكنك أن تتعرف على انطباعاته ومشاعره عندما كتب هذا الكتاب، ولهذا قيل: إذا أردت أن تعرف شخصا، اقرأ ما كتب.
4- اكتساب الخبرات
الكتب هي مجرد تلخيص لتجارب الكتاب، فكل كاتب يمر بمراحل في حياته يصفها في كتابه، ومن خلال الكتب يمكننا التعرف على تجارب مختلفة للكتاب، واكتساب الخبرات من تلك التجارب.
الكتب هي مصدر المعرفة، ولا يمكن لأي شخص فتح باب المعرفة إلا إذا فتح صدره للعلم بإرادة الله. ويعتبر العلم عبادة لله، لأنه من خلاله يتم معرفة الله حق المعرفة، ومعرفة رسوله، والتمييز بين ما أحله الله وما حرم. كما يدعو العلم إلى بناء الأرض وتحقيق السلام الدائم بين أفراد المجتمع، ويمكنك التمييز بين الخير والشر، واتباع الخير وتجنب الشر. بالإضافة إلى أنه يساهم في اكتساب الأخلاق الحميدة والصفات التي تجعل المجتمع يعيش حياة مليئة بالمحبة والتآلف والاحترام.