التعليموظائف و تعليم

فوائد الاخلاق الحميدة للفرد والمجتمع

في هذا المقال سنتعرف على الفوائد الحميدة للأخلاق الفردية والاجتماعية، فإن تطوير الأخلاق الحسنة يعتبر أحد الأسس الأساسية التي يعتمد عليها الفرد والمجتمع في بناء علاقات صحية ومفيدة، وترتقي بهما وتعزز قيمة الأمة. وعلى الجانب المعاكس، إذا انتشرت الأخلاق السيئة في المجتمع، فإن هذا يؤدي إلى انهياره، ولذلك قال الشاعر أحمد شوقي: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”. في هذا المقال سنتحدث عن الأخلاق وأهميتها للفرد والمجتمع.

فوائد الاخلاق الحميدة للفرد والمجتمع

مقدمة عن الاخلاق

الأخلاق هي مجموعة من الصفات الأصيلة في الإنسان التي تدفعه إلى ارتكاب الأفعال بناء على تأثيرها فيه، ويمكن أن تكون هذه الأخلاق حسنة تدعوه لارتكاب الأفعال الجيدة والمفيدة، أو أنها قد تكون سيئة وتجعله يرتكب المنكرات والموبقات.

جاءت جميع الأديان لحث الإنسان على التحلي بالأخلاق الحميدة والابتعاد عن الأخلاق الرذيلة، إلى جانب الدعوة لتوحيد الإله. فكانت القواعد الأساسية والأركان التي تقوم عليها الأديان هي تنمية المجتمعات من خلال تنمية الأفراد وعبادة الله.

ثم جاء الدين الإسلامي بشعار نبيل، وهو ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. ويبدو أن الأخلاق الكريمة كانت أساسا بنيويا بنيه الأنبياء السابقين الذين أرسلهم الله عز وجل، ثم جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم هذا البناء ويضع قواعد لتنظيم الأخلاق، لتستقر علاقات الفرد مع نفسه ومع مجتمعه المحيط، وهذا يؤدي في النهاية إلى تعزيز علاقته بالله عز وجل.

تعريف مكارم الاخلاق

مكارم الأخلاق هي مجموعة التصرفات التي تنبع من وعي الإنسان وضميره، وتهدف إلى تحسين علاقات الأفراد ببعضهم البعض وتطوير المجتمع وتعمير الأرض كهدف أسمى لوجود الإنسان. وقد حث الإسلام على مكارم الأخلاق، وليس هناك دليل أكثر أهمية على ذلك من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال إنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق.

اهمية الاخلاق على الفرد

أهمية تجاهل الفرد للأخلاق السيئة تنتج أثرها أولا على الفرد نفسه، حيث تجعله يشعر بسعادة في الحياةيجعله محبوبا من الناس المحيطين به، لأن العطف والرحمة تولد الحب والاطمئنان للمحسن، فالنفس تحب من يتصرف بلطف تجاهها. على العكس من ذلك، إذا كان الفرد يتصف بالأخلاق السيئة، والقسوة والعدوانية، فإنه سيبعد الأشخاص عنه، وأفضل دليل على ذلك هو تحذير الله لرسوله الكريم من القسوة بقوله: “لو كنت قاسي القلب لانفضوا من حولك”

إن الله تعالى يخبر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه برحمته وبرحمة أتباعه والذين اعتنقوا الإسلام، جعله لطيفا معهم، ويخبره أنه لو كان قاسيا لم يستمعه أحد ولم يؤمن به أحد.

كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم المتصفين بالأخلاق الحميدة بأنهم سيفوزون في الدار الآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من الحرام على النار كل هوان لين سهل قريب من الناس”. فالفرقة في الطبع والتواضع والتغافل تعتبر من الصفات الحميدة التي يرغب فيها الإسلام. وكما قال صلى الله عليه وسلم: “أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”. فإن حسن الخلق يؤدي إلى مجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، وهذا يدل على أهمية الأخلاق. فلم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن أقرب الناس إليه في الجنة هم العابدون، بل المتصفين بالأخلاق. لأن حسن الخلق يدفع الشخص إلى عبادة الله بطريقة أفضل والتقرب إليه بالطاعات. وكما قال النبي: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة”. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وهو أمر عظيم جدا للقرب من الرسول في الجنة. فالتكافل الإنساني والرحمة باليتيم هما من أهم ركائز بناء الشخصية السوية في الدنيا والفوز بالسعادة الأبدية في الآخرة.

اهميه الاخلاق في حياتنا الشخصية

كما تؤثر الأخلاق على حياة الشخص ومصيره في الدنيا والآخرة، فإنها تؤثر أيضا على المجتمع وتؤثر على استقراره وحمايته من الانهيار. فالأخلاق الحسنة تنظم العلاقات بين الأفراد وتعزز التوحد بينهم، وتعزز العلاقة بين الفرد وقادته ومجتمعه، مما يجعلهم جميعا يعملون معا لبناء وطنهم وحضارتهم والارتقاء ببلادهم.

على الجانب الآخر، الفساد الأخلاقي يجعل ذلك أمرا مستحيلا. الأخلاق السيئة تؤدي إلى انهيار المجتمعات بشكل حتمي، ويظهر ذلك في قول الله تعالى: “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا”. انهيار الأخلاق وضياعها يدمر القيم الأساسية والاستقرار في المجتمعات، بما في ذلك الأمن والاستقرار بين الأفراد. إذا لم يشعروا الأفراد بالأمان والحماية لأنفسهم وممتلكاتهم ودياناتهم داخل مجتمعهم، فإن الانفصال والتباعد سيزدادان والمجتمع سيصبح فارغا من قيمه، وقد ينهار في أي لحظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى