التعليموظائف و تعليم

أسطورة طائر العنقاء في الثقافات الصينية والمصرية واليونانية

في المقال التالي سنستعرض لكم أسطورة طائر العنقاء أو ما يعرف أيضا بطائر القفنس. العنقاء هي إحدى الطيور المذكورة في الروايات والقصص والأساطير القديمة، مثل قصة السندباد البحري وحكايات ألف ليلة وليلة. ويتم تسميتها بهذا اللقب بسبب امتلاكها عنقا طويلا، وهي من الطيور القوية التي تسحر البشر بثروتها. ويذكر في القصص أنها تحترق بالكامل عند موتها بشكل تلقائي حتى تتحول إلى رماد، ومن ثم يتجدد هذا الرماد في شكل طائر عنقاء جديد. وقد ذكر هذا الطائر في العديد من قصائد العرب، وله أساطير تروى في الثقافة الصينية واليونانية والمصرية أيضا. وسنعرض لكم في الفقرات التالية تفصيلا عن أسطورة هذا الطائر من خلال موسوعتنا.

طائر العنقاء في الثقافة الصينية

يعتبر طائر العنقاء من الكائنات الروحانية الأكثر أهمية في الثقافة الصينية، حيث يعبد الصينيون إياه مثلما يعبدون التنين. وعلى الرغم من عدم وجود هذه الطيور في الواقع، إلا أن الشعب الصيني يعتبرها رمزا لحماية البشر من الأشرار. يتم ذكر هذا الطائر في العديد من القصائد الصينية ويتم ذكره أيضا في الروايات والقصص. وفي كتاب يدعى “آر يا”، ذكر الكاتب الصيني “قه بو” أن طائر العنقاء يمتلك رأسا يشبه رأس الديك وعنقا طويلا يشبه عنق الأفعى، ولديه فم ومنقار يشبه منقار العصافير، وذيل يشبه ذيل السمكة، وظهر يشبه ظهر السلحفاة. كما يتميز بألوانه المتعددة التي تضيف جمالا وتميزا له، ويصل طوله إلى أكثر من مائتي سنتيمتر.

ذكر الكاتب شوي شن في كتاباته أن بداية هذا الطائر كانت في بلاد الشهر، ثم انتقل إلى جميع أنحاء العالم، ونظرا لكونه طائرا مقدسا في الصين، فقد تم تسميته على العديد من المأكولات والمدن والمباني والملابس.

طائر العنقاء في الثقافة المصرية

رسم المصريون القدماء صورا لطائر العنقاء بشكل حزين وبألوان مختلفة، حيث يظهر في الصور بريش ذهبي أو رمادي أو بنفسجي، وكان هذا الطائر مقدسا لدى القدماء المصريين ورمزا للشمس، وكانوا يطلقون عليه اسم “بنو”، وهو يعني المشرق، وذلك لأنه يتجدد دائما بعد موته.

فكرة طائر العنقاء للمصريين القدماء جاءت من طائر أفريقي يسمى البشاروش، ولقد تم ربطه بتقويم السنة الجديدة وشروق الشمس وفيضان نهر النيل، لأن هذه الأشياء تتجدد كل عام مثل حياة طائر العنقاء، ويقول الصينيون إنه إذا رآه أحد ستأتي الخير والبركة والرزق في بلاده.

كان المصريون يقدمون العنقاء كقربان لإله رع، الإله الشمس في الحضارة المصرية القديمة، واستدلوا بها المصريون على فكرة البعث والخلود بعد الموت، حيث تحرق العنقاء عشها حتى تموت وتصبح رمادا، ثم تخرج طائرا جديدا من هذا الرماد.

العنقاء في الثقافة اليونانية

طائر العنقاء ذكر كثيرا في كتابات الثقافة اليونانية القديمة، ولقد كتب العديد من الشعراء الإغريق عن أسطورة هذا الطائر. وذكر الشاعر هيرودوتس أن طائر العنقاء يضع بيضة واحدة جديدة كل خمسة قرون، ثم يطير بها إلى معبد الشمس في مصر.

في أشعاره، ذكر الشاعر كلاوديانوس في القرن الرابع الميلادي أن هناك طائرا مخلدا يمكنه العودة إلى الحياة بعد الموت، وهذا الطائر هو طائر العنقاء. يعيش العنقاء في حديقة خضراء مليئة بالأشجار والزهور، ولا يموت ولا يكبر ولا يشيخ أبدا. يمتلك العنقاء صوتا جميلا يستطيع الغناء به وترديد الألحان والأنغام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى