الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما معنى اعقلها وتوكل

اعتقل عقلك واعتمد على الله في جميع أمور حياتك. الاعتماد على الله هو أساس قوة الإيمان والتوحيد بالله. هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على التوكل على الله في حياتهم. قال الله تعالى “ومن يتوكل على الله فهو حسبه ونعم الوكيل”. وأخبرنا الرسول الكريم عن جماعة من أمته سيدخلون الجنة بدون عذاب لأنهم يتوكلون على الله. في هذا المقال، نتحدث عن التوكل على الله وترك الأمور له وأخذ الأسباب. اعتقل عقلك واعتمد .

جدول المحتويات

اعقلها وتوكل على الله

على كل مؤمن مسلم أن يعتمد على الله تعالى في جميع أموره في الحياة، وأن يقبل قضاء الله عز وجل بصدر رحب، وأن يرضى بكل ما قسمه الله تعالى له، ففعل مثل هذه الأمور هو دليل على قوة العقيدة وثباتها، ويدل أيضا على أن هذا الإنسان وصل إيمانه وثقته بالله إلى درجة كبيرة جدا.

هناك علاقة بين الاعتماد على الله تعالى وبين اتخاذ الأسباب، فالكثير من الأشخاص يرتبكون في فهم هذا الأمر، وتتعدد المفاهيم الخاطئة حول الاعتماد على الله تعالى واتباع الأسباب واستخدام العقل، ويفهم كل شخص تلك المعاني بناء على قوة إيمانه ووعيه الديني.

فالمؤمن الفطن صاحب العقل الرشيد هو من يقوم بالتفكير في أمره، وبعد الوصول إلى القرار الصحيح، يقرر تنفيذه ويترك النتيجة على الله رب العباد، دون خوف من التجربة واتخاذ القرار. بل يتخذ قراره ويترك الأمر لله مع الشعور والإيمان والثقة في تدبير الله عز وجل، فهذا هو المعنى الحقيقي للعقل والتوكل على الله. فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين” .

فالعزيمة في اتخاذ القرار بعد التفكير السليم واستخدام الأسباب الدنيوية والدينية، ثم التوكل على الله هو الطريق الصحيح الذي يجب على كل مسلم اتباعه في جميع أمور حياته.

قصة اعقلها وتوكل

فقد جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال:”قال رجل يا رسول الله: افهمها وثق بالله أو أطلقها وثق بالله قال: افهمها وتوكل”

في هذا الحديث، يخبرنا أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن أحد الأشخاص جاء ليستفسر من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن مشروعية ربط الناقة والاعتماد على الله، أي هل يجب علي أن أربط الناقة وأتخذ الوسائل اللازمة، أم أتركها بدون ربط وأعتمد على الله. والمقصود بـ “أعقلها” هنا ليس العقل، بل المقصود به هو ربط الناقة بعقلة صغيرة. فكان جواب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شاملا لكل المعاني، وموجزا يحمل العديد من البلاغات البيانية، حيث أجابه قائلا: “بل أعقلها وتوكل”، أي أحكم ربط ركاب الناقة بحبل قوي بحيث لا تنكسر عقالتها وتهوي الناقة أثناء سيرها، ثم سلم الأمر بعد ذلك لله. فهنا يكمن المعنى الحقيقي لاستخدام الوسائل والتعامل بالفطرة والمنطق والعقل، وفي الوقت نفسه الاعتماد على الله وتسليم الأمر له.

فكلاهما لا يتعارض مع الآخر ولا يتناقضان فيما بينهما، ولا يقللان من أهمية الإيمان بالله عز وجل، ولا يتناقضان مع الإيمان بنفاذ قضاء الله مهما كانت الأسباب.

مصدر: 1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى