أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

من هو فريدريك هيجل

من هو فريدريك هيجل؟ يتميز التراث الفكري والفلسفي بوجود العديد من العلماء، ومن بينهم الفيلسوف الألماني البارز جورج فدريش هيجل. يعتبر هذا الرجل مؤسس الفلسفة المثالية في ألمانيا في نهاية القرن الثامن عشر. كما يعد أحد أبرز الفلاسفة الذين سعوا لتطوير مشروع فلسفي معاصر والذي عرف باسم المادية الجدلية. فلسفته هذه كانت تعتبر مصدرا جديدا للتفكير السياسي، والذي انطلق منه الفيلسوف كارل ماركس المعروف الذي قام بنقد فلسفة هيجل في كتابه “رأس المال” وقدم رؤية جديدة للمادية الجدلية أو التاريخية. سنتناول هنا هذه الفلسفة الهيجلية بهدف التعرف على تكوينها والعوامل التي أثرت في فكره، بما في ذلك رؤيته لفكرة الحق الطبيعي والعقد الاجتماعي وفلسفة التاريخ وفيمنولوجيا الروح ونقده للأيديولوجية الليبرالية. وسنقوم بذلك على موسوعة.

جدول المحتويات

من هو فريدريك هيجل

ولد في نهاية أغسطس عام 1770 في جنوب غرب ألمانيا، تحديدا في مدينة شتوتغارت، التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية للبلاد، كان ينتمي للطبقة البرجوازية الغنية. تعددت مصادر معرفته وأثرت في تشكيل فكره، حيث درس التاريخ واللاهوت في الثانوية، بالإضافة إلى فقه اللغة الألمانية والرياضيات، ومن خلالها أسس وطور علم المنطق الهيجلي، وترك وراءه إرثا علميا ضخما يتألف من حوالي 20 مجلدا.

العوامل التي أثرت في فكر هيجل

  • تأثر هيغل بفلسفة إيمانويل كانت وإسبينوزا .
  • اندلعت الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر وتسببت في اضطرابات وتغيرات كبيرة جدا التي أثرت في أوروبا بشكل كبير، وبعد ذلك نقدت هذه الثورة من قبل العالم الأوروبي لأنها استندت إلى فكرة أساسية تقول إن الإرادة العامة تأتي من خلال الحكومة التي تعمل من أجل إرضاء المواطنين، وبالتالي إذا انحرف النظام السياسي عن هذه المبادئ فإنه يجب الإطاحة به وهذه الأفكار انتشرت وأدت إلى حالة من الفوضى والعنف.
  • تأثر هيجل بشدة بفلاسفة الثورة الفرنسية مثل فولتير وجون لوك وجان جاك روسو ومونتيسكيو، وبالتالي قدم نقدا لأفكارهم حول الحياة السياسية كتجازيات تشكل النظام السياسي، وعارض مفاهيم الليبرالية بما في ذلك النزعة الفردية.

الأفكار الأساسية لهيجل

  • كانت أعمال هيجل تمثل نقدا لنظريات العقد الاجتماعي والحق الطبيعي، وأبرزها كتابه عن فيمنولوجيا الروح حيث عرض فيه أفكاره حول وعي الإنسان، والتي اعتبرها نتيجة لتجاربه وخبراته الحياتية والبيئة التي نشأ فيها. ولذلك، رأى أن وجود الفرد يسبق عملية وعيه ووصفها بأنها عملية اجتماعية وتاريخية.
  • اقترح هيجل بديلا نظريا لفكرة العقد الاجتماعي والحق الطبيعي من خلال تقسيم مراحل الوعي الإنساني إلى عدة مراحل، بدءا من الوعي التدريجي أو البدائي ومرورا بالخبرات التاريخية والاجتماعية حتى الوصول إلى مرحلة الوعي الذاتي.
  • توجهت فكرة الحق الطبيعي عند هيجل نتيجة للصراعات التي يمر بها الإنسان ولا تعتبر حقوقا أبدية ومستمرة لمعظم الشعوب.
  • اختلف هيغل عن الفيلسوف جون لوك في قضية حق الإنسان، الذي أرجعه لوك إلى التأثيرات البيولوجية، وهذا ما انتقده هيغل ليوضح أن الإنسان ليس حيوانا وإنما هو صاحب وعي وإرادة.
  • فيما يتعلق بعلاقة الذات بالعالم الخارجي، فهي علاقة الجزء بالكل. ذات الإنسان تتعلق بالعالم الخارجي الذي يشكل حركة جدلية لتصبح العالم الطبيعي جزءا من العالم الخاص بالذات. في الوقت نفسه، يساعد العالم الطبيعي الفرد على التعبير عن ذاته وإرادته.
  • قدم هيجل نقدا واضحا للأيديولوجية الليبرالية، التي تركزت في فكرها على فكرة الحرية المطلقة كأساس لبناء النظام السياسي. وجد أنها مجرد أيديولوجية وفكرة تم تصديرها بعيدا عن الواقع والصراعات الموجودة داخل المجتمع. ولذلك، لتشكيل نظام سياسي آمن، يجب أن يتنازل كل فرد عن جزء من حريته لتحقيق عملية الاتفاق العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى