الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

سبب معركة نهاوند واحداثها

في مقال اليوم في الموسوعة سنقدم لكم لمحة عن معركة نهاوند التي وقعت في إيران، حيث كانت هذه المعركة حاسمة في فتوحات الإسلام. فقد كانت آخر معركة في فتوحات الإسلام في بلاد فارس، وحدثت في بلدة تسمى نهاوند، وكان ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. يقال إن المعركة وقعت في السنة الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة هجريا. وكانت المعركة ضد الساسانيين الفرس الذين حكموا إيران لمدة 416 سنة. ورغم أن عدد جيوش الفرس كان أكبر بكثير من عدد المسلمين، إلا أن النصر كان لصالح المسلمين. وأطلق على هذه المعركة اسم “فتح الفتوح” لأنها كانت آخر معركة فتح إسلامية في بلاد فارس.

جدول المحتويات

سبب معركة نهاوند

سبب قيام معركة نهاوند كان يزدجرد الذي أشعل شرارة المعركة بعد انتصارات المسلمين في المدائن والقادسية. كتب إلى أهل الباب والسند وحلوان لتوجيه ضربة للمسلمين وحشد الجيوش في نهاوند، ورأى أن هذه المعركة ستحدد مصير المسلمين.

فعندما وصل الأمر إلى سعد بن أبي وقاص، قام بإرسال رسالة إلى عمر بن الخطاب ليبلغه بالخطة ويوجهه بأنه من الأفضل أن نبادر نحن في المعركة، لأن ذلك أفضل لجيوش المسلمين. ثم بعث سيدنا عمر سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة ليخبروا الناس بالاستعداد لمحاربة الفرس.

بعد ذلك، غادر سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليوضح لسيدنا عمر خطورة المعركة وحجم تجهيزات الفرس لهزيمة المسلمين. فخطب سيدنا عمر في المسلمين وبدأت الاستعدادات لمواجهة الفرس. فأشار المسلمون إلى أن سيدنا عمر لا يجب أن يذهب معهم إلى المعركة وأن يبقى مع المسلمين الذين لن يشاركوا، بالإضافة إلى طلبهم منه اختيار قائد مؤهل ليقودهم خلال المعركة.

ثم اختار سيدنا عمر بن الخطاب نعمان بن مقرن كقائد لجيش المسلمين في معركة نهاود، وبدأت الجيوش المسلمة بالتوجه إلى موقع المعركة في نهاوند بشجاعة وثقة.

أحداث معركة نهاوند

قد أعد جيش الفرس نفسه للمعركة ووضعوا حسكا من الحديد حول الحصن الذي يختبئون وراءه، فأرسل قائد جيش المسلمين بعض الجنود للمراقبة والاستعداد للهجوم على حصن الفرس دون معرفة الجنود بوجود الحسك المحيط بالحصن، وتعرض الفرس للإصابة بالحسك في قدمه مما كشف عن خطة جيش الفرس، وذهب الجنود لإبلاغ قائدهم بالأمر، وبعدما علم النعمان بذلك، استشار الجيش وقرروا حصار جيش الفرس لمدة شهر تقريبا، واقترحوا أن يقترب فريق صغير من الجنود من حصن الفرس ويرموا السهام نحوهم، واختير بن عمرو ليكون قائدا لهذا الفريق الصغير.

وفعلا بدأوا تنفيذ الخطة عن طريق إرسال الجيش الصغير كوسيلة لخداعهم وإغضابهم من خلال رميهم بالسهام كتحدي منهم، ولكي يصدق جيوش الفرس أن العدد قليل ويرغبون في التعامل معهم ومواجهتهم، وفي هذه الأثناء يختبئ الجيش الباقي وهم مستعدون تماما لتنفيذ الخطة، وقام الجيش الصغير برمي السهام عليهم وقام جيش الفرس بإزالة الحصن وخرج جميع جيوش الفرس من الحصن حتى لم يتبق إلا حراس الأبواب، وظلوا في هذه الحالة حتى تدخل جيش المسلمين وخرجت جيوش الفرس من الأحصنة، وعندئذ هبت الرياح وبدأت جيوش المسلمين بمفاجأة جيوش الفرس بالهجوم، وتمكنت جيوش المسلمين من هزيمة جيوش الفرس بصبرهم وقوتهم في هذه المعركة الشديدة، وكانت هذه المعركة من أعنف المعارك التي شارك فيها المسلمون، ولكن الله كتب لهم النصر، وهربت جيوش الفرس المتبقية، وقد قتل المسلمون في هذه المعركة الآلاف من جيوش الفرس، وبعدها قام المسلمون بفتح نهاوند في السنة 21 هـ.

المصدر:1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى