الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة هاروت وماروت الملكين للأطفال

في المقال التالي عبر موسوعة، نقدم لك عزيزي القارئ قصة هاروت وماروت الملكين للأطفال المذكورين في القرآن الكريم في الآية المئة والثانية من سورة البقرة. تقول الآية (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان، ولم يكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، وهم يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر).

سبب نزول هذه الآية على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو سؤال اليهود له عن السحر عندما تمت الإشارة إلى نبي الله سليمان في القرآن. فقد كان الكفار يزعمون كذب نبوة سيدنا سليمان بن داوود وأنه كان مجرد ساحر يستطيع الاختباء واستدعاء الجن لخدمته بنفس الطريقة التي يفعلها الكهنة. جاءت هذه الآية الكريمة لتبرئته من تلك الاتهامات الزائفة.

قصة هاروت وماروت الملكين للأطفال

يشير علماء وفقهاء الإسلام إلى الأشخاص المقصودين، حيث يعتقد البعض أنهم بشر، وهناك من يعتقد أنهما ملكان أصيبا بعقاب الله بسبب معصية ارتكباها، ولكن هذا ليس صحيحا. تبدأ القصة عندما رفض اليهود اتباع دين الله وبدأوا بممارسة الشعوذة والسحر، وفي ذلك الوقت كانت الشياطين تسترق السمع للملائكة الكرام أثناء حديثهم عن ما سيحدث بأمر الله على الأرض.

وكانت الشياطين تخبر الكهنة بذلك، مما جعل الناس يعتقدون أنهم يعلمون الغيب وما يخفى عن العالمين، وكان الكهنة يخبرون الناس بما سيحدث لهم في الأيام المقبلة، ولكنهم يكذبون ويزيدون في القول سبعين كذبة، حتى تصدق اليهود في علم الكهنة والجن بالغيب، ويعتبرون ذلك من منهج نبي الله سليمان وعلمه.

ويعتقد أن تلك الطريقة هي التي مكنته من أن يمتلك الجن والبشر والرياح والطيور، وكان هذا السبب هو سبب نزول الله للملكين هاروت وماروت، لكي يعلما الناس أن السحر هو محنة من عند الله لهم، والهدف من ذلك هو إظهار الفرق بين معجزات الأنبياء التي منحها الله لهم وبين السحر، ولتحذيرهم من ضرر السحر وشروره.

مكان هاروت وماروت

  • هما ملكان أرسلهما الله من السماء إلى الأرض في بابل بالعراق، وأنزل الله معهما السحر بإذنه سبحانه ليعلموا الناس منه ابتلاء، حيث لم يكن أحد يطلب منهما تعليم السحر إلا أنهما نصحاهما بتعلمه والعمل به كفر وتجنب تعلمه والعمل به إيمانا ونجاة.
  • تعلم الناس سحر التفريق بين الأزواج عن طريق إحداث نزاع وخلاف وتنافر بينهم، مما يضر بهم وبالآخرين، ولا يجلب لهم أي فائدة في الدنيا والآخرة، وعلى الرغم من ذلك، لا يمكنهم إلحاق الضرر بأي شخص إلا بإذن من الله، حيث لا يؤثر السحر بنفسه، بل يحدث ذلك بأمر من الله تعالى.
  • كان اختيار اليهود السحر والانشغال به هو لتحجيم اتباع دين الله وعبادته، ولو اختاروا الإيمان لكان الأفضل لهم، وكان من هدف نزول الملكين القضاء على احتكار الكهنة للسحر الذي أعطاهم هيبة ومصداقية عظيمة، والتمييز بين حديثهم وحديث الأنبياء.

قصة هاروت وماروت وكوكب الزهرة

ذكر في التراث القديم والإسرائيليات قصص مضللة وكاذبة عن الملكين الكريمين المنزلان من عند الله سبحانه وهم مثل الملائكة، وذكر الله تعالى عصمتهم من الخطأ، وظلت تلك القصص تتداول حتى جاء القرآن الكريم بتبرئتهم من ما نسب إليهم.

  • حيث يقال أن الملائكة كانت تتساءل فيما بينها لماذا يقترف البشر تلك الذنوب، فأعلمهم الله تعالى أنه سيختار اثنين منهم يتنزلان بالنهار على شكل بشر بكل مشاعر البشر وصفاتهم، وفي الليل سيصعدان إلى السماء. وقد وقع اختياره على هاروت وماروت. وعندما هبطا إلى الأرض، جاءتهم امرأة جميلة تغويهم، فلم يتمكنا من مقاومتها. وفي ذلك الوقت، طلبت منهما أن يشركا بالله، لكنهما رفضا ذلك بشكل قاطع وصعدا إلى السماء.
  • ثم طلبت منهم قتل طفل فرفضا، ثم قدمت لهم الخمر فيشربوها حتى سكروا وارتكبا جميع الذنوب التي طلبتها، وبعد ذلك لم يعودوا ملاكا مرة أخرى ولم يتمكنوا من الصعود إلى السماء، وقيل إن الله تعالى عاقب تلك المرأة بتحويلها إلى كوكب الزهرة.

ولكن تلك القصة لا يوجد لها صلة بالحقيقة، وما هو صحيح قد ورد في الآيات القرآنية الكريمة التي تم شرحها في مقالنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى