بحث عن دور المرأة في المجتمع شامل

نتحدث اليوم عن دور المرأة في المجتمع، حيث تلعب دورا يتفوق على دور الرجل في تطور وتقدم المجتمع، فالمرأة تعد نصف المجتمع وتقوم بتربية الجيل القادم، وليس دورها محصورا في تربية الأطفال فقط، بل تبرعت في العديد من المجالات مثل الطب والهندسة والفنون والآداب والسياسة، ولها دور بارز في الدفاع عن حقوقها التي لا يمكن تجاهلها، ومن خلال المقال التالي في الموسوعة سنقدم لكم موضوعا حول المرأة ودورها في تطور المجتمعات، فتابعونا.

دور المرأة في المجتمع

دور المرأة في الإسلام

في الجاهلية، المرأة كانت تعتبر سلعة تملكها الرجل مثل العقارات، وكانت تورث مع ممتلكات الرجال، ولم يعترف لها بوجود مادي حقيقي، ولم تكن لها حقوق، وكانت تستبدل بالدين، حيث يقرض الأغنياء أموالهم للفقراء بفوائد تصل إلى أضعاف قيمة الدين الحقيقي، وعند عجز المقترض عن سداد الدين، يأخذ المقرض امرأة فقيرة كبديل عن المال، سواء كانت زوجته أو ابنته أو أخته، ويجعلها تعمل في دور البغاء بمبلغ يعادل قيمة الدين، مما يصيب الفقير بالعار والبخزي طوال حياته، وهذا ما دفع البعض في الجاهلية للتخلص من بناتهن حال الولادة.

بعد الإسلام، تغيرت الأحوال وأعطيت المرأة حقوقها. حصلت على نصيب شرعي من الميراث وحصلت على ذمة مالية مستقلة ولا يجوز أن يتم إجبارها على التنازل عنها. لديها حق الاختيار في اختيار زوجها وإذا تم الزواج دون موافقتها فإنه باطل. وهناك العديد من الحقوق الأخرى التي تمت استعادتها للمرأة ومكانتها التي سلبتها الجاهلية.

دور المرأة في بناء المجتمع وتربية الاجيال

تربية الأبناء هي مهمة رئيسية للنساء في جميع البلدان والمجتمعات المختلفة، وتشمل تلبية احتياجاتهم العاطفية والمادية، وتضمن تنمية جيل قادر على تقدم بلده ووصوله إلى مصاف الأمم المتقدمة.

كما أن المرأة تعتبر قدوة لأبنائها الذين يقتدون بها في تصرفاتهم ونظرتهم للحياة والآخرين، فهي من تزرع مبادئ الاهتمام بالآخرين، ورعاية المحتاجين، والحنو على الحيوانات، والرقة مع الصغار، واحترام الكبار، وتعمل على زيادة مداركهم من خلال تعليمهم المهارات المختلفة.

دور المرأة ليس مقتصرا على التربية في المنزل فقط، بل تستكمل دورها في التربية خارج المنزل أيضا. حيث تعمل كمعلمة وتحمل مسؤولية تخريج جيل يتمتع بوعي تجاه قضايا وهموم أمته. ويتطلب دورها كمعلمة أداء رسالتها بأمانة تامة والعمل على تنمية قدراتهم المعرفية والإدراكية. وبالتالي، تربية جيل يتمتع بالوعي تجاه حقوقه وواجباته تجاه دولته.

دور المرأة في تنمية المجتمع

لا يقتصر دور المرأة على تربية الأجيال فقد دخلت الحياة العملية وأثبتت كفاءتها في مجالات مختلفة، فنجحت في مهن الطب والهندسة والتعليم والقيادة والقضاء ومناصب أخرى هامة، كما تولت المرأة مناصب سياسية هامة في بعض البلدان ووصلت إلى رئاسة دول وأصبح لها دور فاعل في قيادة الجيوش في العديد من الدول.

وعلى الرغم من التقدم الذي حققته المرأة في جميع المجالات التي خاضتها بجانب الرجال، وأثبتت تفوقها عليهم في كثير من الأحيان، إلا أن المرأة لا تزال تواجه العديد من الصعوبات والعقبات التي تعيق قدراتها وتمنعها من مواصلة نجاحاتها المختلفة، ومن بين هذه العقبات:

• عدم السماح للمرأة بتولي العديد من المناصب خاصة القضائية والسياسية، ويمارس التمييز ضدها بشكل يخالف جميع القوانين والدساتير والاتفاقات الدولية التي تهدف إلى القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة، فلا زالت تكافح للحصول على حقها في تولي المناصب المختلفة.
• ضعف الرواتب للعاملين من الذكور، حيث تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن المرأة العاملة تتقاضى أجورا أقل بما يقترب من الثلث من الأجور التي يتقاضاها الرجال دون أي أسباب منطقية أو عملية.
• تمنع المرأة من العديد من الحقوق المكفولة لها تحت مسمى العادات والتقاليد.
• منع المرأة من ممارسة بعض الأنشطة التي تكون محصورة للرجال فقط مثل السفر بمفردها وقيادة السيارة وغيرها.

على الرغم من العقبات والمعوقات التي تواجه نجاح المرأة، نرى يوميا أمثلة لنساء ناجحات، يخبرنا أن إعطاء المرأة الفرصة والقضاء على التمييز ضدها هو الطريق الأول لنجاح المجتمعات وتطورها.