الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة قوم نبي الله صالح

في هذا المقال نقدم لكم قصة قوم نبي الله صالح عليه السلام، إنها من القصص المذكورة في القرآن الكريم أكثر من مرة، ليتعلم المسلمون منها درسا هاما جدا وهو عاقبة الذين يخالفون أوامر الله تعالى ويقومون بأفعال محظورة ويكذبون على أنبياءه، وفي هذا المقال من موسوعة نقدم لكم هذه القصة بالتفصيل، فتابعونا.

جدول المحتويات

قصة قوم نبي الله صالح مكتوبة مختصرة

في الزمان القديم، وعلى الأطراف الشمالية لشبه الجزيرة العربية كان يعيش قوم يسمون قوم “ثمود”، قد كان هؤلاء القوم متقدمين ومتحضرين، حيث كانوا ماهرين في فنون العمارة، فكانوا ينحتون في الجبال منازل يعيشون فيها في الشتاء، وفي الصيف كان لديهم قصور في المناطق السهلة الرطبة، وكان نظام حكمهم نظاما متقدما غير معروف في تلك الأزمنة القديمة، حيث اختاروا تسعة أشخاص من نبلاء القوم لإدارة شؤون القوم والدفاع عنهم ضد أي معتدي وتنظيم حياتهم بينهم.

على الرغم من تمتع هذه القبيلة بحياة مريحة وسعيدة، وبالقدرات العقلية الاستثنائية التي أعطاها الله لهم، إلا أنهم لم يصلوا إلى عبادة الله الواحد الأحد، بل كانوا يعبدون الأصنام والتماثيل التي يصنعونها.

أرسل الله تعالى نبيه صالحا إلى قوم ثمود ليدعوهم لعبادة الله تعالى الواحد القهار. ولكنهم لم يصدقوه، وزعموا أنه يلفق هذا الحديث لسلب أموالهم واستولاء على ممتلكاتهم العظيمة، وأخذ السلطة والقوة منهم. حاول صالح إقناعهم بأن كل هذه الادعاءات ليست حقيقية، وأنه رسول من الله يريد إخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان وعبادة الله وحده. ولكنهم لم يصدقوه أيضا، ولم ييأس صالح عليه السلام من دعوته لقومه. فأخبروه إذا كان مرسلا من الإله حقا، وأن دعوته صحيحة، فليأت بمعجزة تثبت ذلك.

ظهور الناقة لقوم صالح

صالح عليه السلام دعا ربه ليؤيده بمعجزة، فأرسل الله لهم ناقة من جبل يدعى عشراء. يقول بعض المفسرين أن قوم صالح طلبوا منه أن تأتي الناقة بهذه الطريقة كشرط لإيمانهم به، وقد استجاب الله لطلبهم. عندما خرجت الناقة من الصخرة، أصابت قوم صالح الدهشة وعلموا أن صالح مدعوم بقوة عليا لا يمكنهم مواجهتها. بعد رؤية هذه المعجزة، آمن بعض منهم بصالح عليه السلام، في حين أبى البعض الآخر أن يؤمنوا بالله الواحد القهار.

بعدما ظهرت الناقة الكبيرة العشراء من الجبل، طلب منهم صالح عدم إيذائها بأي شكل لكيلا يغضب الله تعالى عليهم ويعاقبهم على ذلك، وأن يتركوها ترعى في الأرض كما تشاء، وفرض عليهم شرب الماء من البئر يوما والناقة تشرب يوما لأنها تشرب ماء البئر كله بسبب ضخامتها وحجمها.

وكانت الناقة تدر لبنا يكفي القوم كلهم وأبناءهم..

مرت الأيام وزاد عدد المؤمنين بالله وبدعوة صالح، وهذا الأمر أثار قلق قادة القبيلة، وربما شعروا بالخطر الذي يهدد مملكتهم، لذا اجتمعوا واتفقوا على ذبح الناقة، دون أن ينتبهوا لتحذيرات صالح بشأن عدم النيل منها بشكل سيئ.

وفعلا، قرروا قتل الناقة، وفي صباح يوم من الأيام، استيقظ الناس على فاجعة قتل الناقة، وبدأ الكفار يستهزئون بالنبي صالح عليه السلام ويطلبون منه أن يأتي بالعذاب الذي وعدهم به على قتل الناقة.

في اليوم التالي، حدثت عاصفة قوية دمرت بيوتهم وقتلت جميع الكاذبين، ولم يبق في المدينة إلا المؤمنين.

ماذا نستفيد من قصة النبي صالح

هناك العديد من العبر والدروس التي نستنتجها من قصة صالح عليه السلام، ومن أهمها:

  • الإيمان بالله وحده هو السبيل للنجاة في الدنيا والآخرة.
  • أن طاعة الله تعالى تحمينا من العذاب.
  • الاستهزاء بالله تعالى ورسله وآياته ومعجزاته يتسبب في خسارته المبينة والعذاب الأليم.
  • من واجب العباد أن يشكروا الله تعالى على النعم التي ينعم بها عليهم، وأن لا يستغلوها في غير طاعته تعالى حتى لا تنقلب عليهم نقمة، وتتسبب في هلاكهم.
  • إن المسلم العاقل هو الذي يتأمل في تجربة وحالة الأجيال السابقة، ويعرف أسباب قوتهم ونقاط ضعفهم ومسببات هلاكهم، لكي ينمو بذاته ولا يقع في ما حرمه الله وجعل غضبه عليه.

المراجع

1-صالح – ويكيبيديا

2-قصة النبي صالح عليه السلام في القرآن – موقع مقالات إسلام ويب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى