الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو سبب نزول سورة الحجرات

في المقال التالي سنوضح لكم التفصيلات حول سبب نزول سورة الحجرات، والتي تعتبر سورة مدينة وتحتل المرتبة التاسعة والأربعين في المصحف الشريف، وتتألف من ثماني عشرة آية، وتحتوي على العديد من الأوامر التي تحث على الالتزام بالأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وتسمى السورة بـ “الحجرات” لأنها تشير إلى حجرات بيت النبي صلى الله عليه وسلم التي احتضنته وزوجاته، وتتضمن السورة العديد من الأوامر التي يجب على المسلمين الالتزام بها، بالإضافة إلى بعض النواهي التي يجب تجنبها، وسنقدم لكم من خلال فقرات الموسوعة التالية أسباب نزولها بالتفصيل، فتابعونا.

سبب نزول سورة الحجرات

سبب نزول الاية 6 من سورة الحجرات

في سورة الحجرات قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، وهذا صحيح بالنسبة لله العظيم.

سبب نزول هذه الآية هو أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الحارث بن ضرار الخزاعي للإسلام، فأسلم الحارث، ثم حدثه النبي عن الزكاة، فوافق عليها الحارث، وتعاهد الحارث مع النبي عليه الصلاة والسلام أن يعود إلى قومه ويدعوهم للإسلام، وإذا أسلم أحدهم، يقوم الحارث بجمع الزكاة منه، ثم يرسلها إلى النبي. وكان هذا هو العهد بين الحارث بن ضرار الخزاعي وبين النبي عليه الصلاة والسلام.

بالفعل، عاد الحارث إلى قومه ودعاهم لاعتناق دين الله وجمع أموالا منهم لإرسال الزكاة إلى الرسول. وأرسل الرسول الوليد بن عقبة للحارث ليحصل على الزكاة، ولكن الوليد ضل طريقه ولم يصل إلى هدفه. فعاد إلى النبي مبلغا أن الحارث منعه من الحصول على الزكاة وهدده بالقتل، مما أغضب الرسول كثيرا.

في ذلك الوقت ، انتظر الحارث حتى يرسل النبي شخصا لجمع الزكاة ، ولكن لم يأت أحد ، فقال لأصدقائه أنه اتفق مع النبي على أن يرسل له شخصا لجمع المال ، وأن الرسول لم يخلف وعده أبدا ، فخشي الحارث أن يكون النبي قد تعرض لشيء مكروه ، فاستدعى بعض رجاله وذهبوا إلى الرسول لفهم ما حدث.

وأثناء سفر الحارث إلى النبي، التقى بمجموعة من المسلمين الذين كانوا ذاهبين ليسألوا عن سبب تهديده للوليد بالقتل، فأجاب الحارث بأنه لم يتلق أو يهدد أحدا، وعندما دخل الحارث على النبي، عاتبه النبي بسبب منعه للزكاة وأمره بقتل الوليد، فرد الحارث في تلك اللحظة (والله الذي بعثك بالحق، لم أره ولا رآني، ولم أتقدم إلا عندما اضطرت للذهاب إلى رسول الله خوفا من سخط الله ورسوله)، فنزل الله تعالى هذه الآية.

سبب نزول سورة الحجرات من الاية 11 الى الاية 13

قال الله عز وجل في سورة الحجرات: “يا أيها الذين آمنوا لا يستهزئ قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تستهزئوا بأنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب. بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون.” ونزلت هذه الآية بعدما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث كان الناس يسبون بعضهم البعض بالألقاب ويستهزئون ببعضهم البعض بالأسماء التي يكرهونها وتغضبهم، فأنزل الله هذه الآية (ولا تنابزوا بالألقاب).

قال الله تعالى في سورة الحجرات: يا أيها الذين آمنوا، لا يجتمع قوم يستهزئون بقوم آخرين، ربما يكونون أفضل منهم، ولا نساء يستهزئن بنساء آخريات، ربما يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، فإن الاسم الفاسق سوء بعد الإيمان، ومن لم يتوب فإنهم هم الظالمون. نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس، حيث كان يفضل دائما الجلوس بجانب النبي عليه الصلاة والسلام. فعندما ذهب إلى مجلس النبي والصحابة في يوم ما، قال لهم “تفسحوا تفسحوا” حتى يتيح له الطريق ويجلس بجوار النبي. فقال له أحد الرجال “أصبت مجلسا فاجلس”. فجلس ثابت وكان غاضبا، وسأل عن هذا الرجل الذي أمره بالجلوس. فقال له الناس إنه فلان بن فلانة، وذكروا له اسما كانت تسب به أمه في الجاهلية. فشعر الرجل بالضيق والحزن، ونزلت هذه الآية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى