الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن الايمان بالقدر شامل مع المراجع

في هذا المقال في الموسوعة، سنتحدث عن الإيمان بالقدر، وهو الإيمان الكامل بحكم الله على عباده في حياتهم ومستقبلهم، وبما قدره الله علينا مسبقا. وتم ذكر ذلك في العديد من آيات القرآن الكريم، مثل ما ورد في سورة التغابن الآية 11، وهي تشير إلى أهمية الإيمان بما قدره الله على عباده.

بالنسبة للاعتقاد بالقدر، يتم تقسيم الخلق إلى أنواع، فمنهم من يتخذ القدر حجة لتبرير ذنوبه ومعاصيه وما يعبر عنه من استياء واعتراض عندما تحدث الكروب والمصائب، ومنهم من يعتبرون خلق الله الأفضل وهم الذين يصبرون في مواجهة الصعاب ويرضون بأمر الله، وهم الذين ينعم الله عليهم بالجنة حيث يعيشون فيها إلى الأبد، وفي الفقرات التالية سنقدم لكم جميع التفاصيل التي يمكن أن تساعد في فهم المقصود من القضاء والقدر.

بحث عن الايمان بالقدر

تم تعريفه في اللغة بأنه الحكم، واشتقت الكلمة من فعل القضاء أو قضيت. أما في الاصطلاح، فيشير إلى تقدير العزيز الحكيم للأمور قبل خلق الكون، وعلمه التام بمآلها ووقوعها بمشيئته العز وجل، وكتابتها في الغيب عنده. وقد توصلنا إلى الحقيقة أن مصطلحي القضاء والقدر مترادفين ولا يوجد خلاف في معناهما في الكتاب الكريم والسنة النبوية المشرفة.

وقد اتفق علماء الإسلام على إمكانية استخدام مصطلح القضاء على القدر، وهذا المصطلح يشير إلى إطلاق أحدهما على الآخر، والجدير بالذكر أن لفظ القدر هو الأكثر شيوعا في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى.

الإيمان بالقدر خيره وشره من أركان

يوجد أربعة مراتب للايمان بالقدر وأركان لابد من فهمها والتعرف عليها، وسنوضح كل منها في الفقرة التالية:

علم الله بالقضاء والقدر

  • يشير هذا إلى أن الله عز وجل يتحكم في جميع جوانب الحياة الدنيا والآخرة والكون، فإن الله سبحانه يعلم بما حدث وما سيحدث، وما كان يمكن أن يحدث ولكنه لم يحدث، كما أن الله عز وجل كان يعلم بحال أهل الجنة قبل خلقها، وبمصير الأشخاص في النار قبل خلقها، وقد ذكر ذلك في سورة الحشر الآية 22 (هو الله الذي لا إله إلا هو ۖ عالم الغيب والشهادة ۖ هو الرحمن الرحيم).
  • وقد قيل من قبل أبي بن كعب رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن الصبي الذي قتله الخضر كان مشركا، ولو بقي حيا لأحزن والديه بطغيانه وكفره) وهذا يوضح أن الخضر لم يكن يعلم الغيب وإنما الله عز وجل كان الذي أطلعه على هذه الأخبار، وكذلك عنده معرفة الإنسان بأجله ورزقه وما إذا كان سيعيش سعيدا أو شقيا، سواء كانت أموره الكبيرة أو الصغيرة، فإنه يعلم كل شيء.

كتابة القضاء والقدر

يجب على كل مسلم أن يكون مطلعا تماما على أن الله سبحانه وتعالى كتب جميع القدرات ولم يترك شيئا بدون كتابته، فقد قال في كتابه العزيز في سورة النبأ الآية 29 (وكل شيء أحصيناه كتابا). وقال رسولنا الحبيب (لا يوجد أحد منكم إلا وقد تم كتابة مصيره من النار أو الجنة. قالوا: يا رسول الله، فهل نتوكل؟ فقال: اعملوا، فإن كل شيء ميسر).” وهذه الكتابات تنقسم إلى خمسة أمور

  • كتابة الميثاق: ويقصد بهذا أن الله تعالى أخذ على عباده أن يعترفوا بأنه ربهم الأعلى، لكي لا يكون لهم الحق في إنكار معرفتهم به يوم الحساب، وقد قال تعالى في سورة الأعراف الآية 172 (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ۖ قالوا بلى ۛ شهدنا ۛ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).
  • التقدير الأزلي: سبحانه وتعالى كتب تقدير كل شيء في السماوات والأرض قبل خلقها.
  • التقدير السنوي: ليلة القدر هي الليلة التي تقدر فيها جميع الأمور للسنة القادمة.
  • التقدير اليومي: وهذا يعني أن كل ما يحدث في اليوم من أمور وأحداث قد كتبه الله عز وجل قبل أن يخلق الخلق، مثل مغفرة الذنب وحلول الفرج. وقد قال الله عز وجل في سورة الرحمن الآية 29 (يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن).

نفاذ مشيئة الله

  • يجب على جميع الناس أن يؤمنوا بأن إرادة الله هي السائدة ولا يمكن لأحد أن يقاومها. فما يشاءه الله تعالى أن يحدث، فسيحدث. وعندما يتمنى الإنسان حدوث شيء ما ولكن لا يحدث، فهذا بأمر الله وإرادته. إذا لم يكن الله يرغب في حدوثه، فلن يحدث. وقد قال الله تعالى في سورة فاطر الآية 44 (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض ۚ إنه كان عليما قديرا).

خلق الله للخلق

  • من أهم أركان الإيمان بالقدر هو الإيمان الثابت بأن الله عز وجل هو من خلق كل شيء من لا شيء، ولا يشاركه أحد أو يساعده في ذلك، بل هو الخالق الوحيد لعباده والمقدر لأفعالهم، وقد خلق السماوات والأرض، ولا يوجد فيهما أو بينهما شيء صغير أو كبير يسكن أو يتحرك إلا بقدرته وأمره، فقد قال تعالى في سورة الزمر الآية 62 (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل).

فوائد الإيمان بِالْقَدَرِ خيره وشره

في سياقنا لتقديم بحث عن الإيمان بالقدر، هناك العديد من الآثار والثمار التي تنتج عن إيمان العباد بالقضاء والقدر، سواء في الدنيا أو الآخرة، وسنستعرضها لكم في النقاط التالية

  • زيادة الطاقة الإيجابية في نفس العبد وتقليل الطاقة السلبية في قلبه.
  • تصحيح النظر إلى مجريات الأمور التي تحدث له واكتساب القدرة على الرضا والتوافق معها.
  • تحافظ العبادة على سلوكها الصحيح في كل شيء وتتخلص من الطمع والبخل والشح وغيرها من الصفات المنبوذة.
  • يهدف الطمأنينة إلى تهدئة نفس العبد لكي يكون قادرا على تقبل ما يصيبه من ابتلاءات، على أنها إرادة الله عز وجل في حياته ومستقبله، وأن كل ما يأتي من الله سبحانه هو خير.

في ختام مقالنا الذي قدمناه حول الإيمان بالقدر، نود أن نذكر أن موضوع الإيمان بالقضاء والقدر قد أصبح محورا رئيسيا للنقاش بين الكثيرين، وهو مؤشر على قوة الإيمان وثبات العقيدة في قلب وعقل المؤمن الصادق. من يشكك فيه أو يتساءل عنه ليس لديه عقلا سليما ورؤية صحيحة، ولا يمكن للإيمان أن يتجذر في قلبه. يجب أن نعلم أن كل ما لا نعرفه أو لا نفهمه مما قدره الله علينا أو منعه عنا، فإنه له حكمة منه سبحانه ومن المؤكد أنه فيه خير لنا.

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى