التعليموظائف و تعليم

مفهوم البيداغوجيا وانواعها

يُعتبر مفهوم البيداغوجيا وانواعها The concept of pedagogy وشروطها من الطُرق التي تمنح مُستقبل أفضل للتدريس وتوّجيه المعلومات وتدفُقها إلى الطلاب في مُختلف الفِرق الدراسية، فقد كان قديمًا يتعلم أبناء القادة والملوك على يد رجل علم ودين يصحب الطفل في رحلة تعليمية ما بين المواد العلمية المتنوعة كالجغرافيا والتاريخ والفيزياء والكيمياء والأحياء بطريقة مُبسطة وسهلة، إلى جانب تعليم الفروسية والمبارزة وغيرها من الفنون القتالية، فماذا عن السر السحري الذي جعل من أبناء الملوك قادة الجيوش بما يتمتعون به من علم زاخر، فيما لم يتسنى لهم أن يصيروا لما صاروا عليه إلا من خلال توظيف مصطلح البيداغوجيا في حياتهم، فماذا عن هذا المفهوم وتعريفاته وأهميته وأنواعه، هذا ما نُسلط الضوء عليه من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، فتابعونا.

مفهوم البيداغوجيا وانواعها

توجد العديد من التعريفات التي ذكرت في القواميس والمعاجم لمفهوم البيداغوجيا، وفيما يلي تلك المفاهيم في السطور التالية:

  • يطلق على مصطلح البيداغوجيا وصف قيادة وتوجيه الطفل، إذ يشتق من كلمتين يونانيتين هما PED (بيدا) والتي تعني الطفل، و AGOGIE (غوجيا) والتي تعني القيادة والتوجيه.
  • وقد تم تعريف البيداغوجيا على أنها علم يهتم بأساليب ومبادئ التعليم، ويشمل الأهداف والطرق المتبعة لتحقيق الأهداف التي يسعى لها هذا العلم.
  • وفي المجال الأكاديمي، تعرف علم البيداغوجيا بأنها سبل التدريس التي يتبعها المعلمون أثناء التعليم، خاصة في تدريس علم النفس التربوي، الذي ينتج منه نظريات تعتبر أساسا لعلم البيداغوجيا، من بينها نظرية التعلم العلمي التي تسلط الضوء على أهمية التعليم وأهدافه، وتتبنى في عرضها طريقة واتجاها فلسفيا.
  • يعتبر المصطلح البيداغوجيا من المصطلحات التربوية التي تتمتع بأصول يونانية، حيث يعرف المصطلح بأنه العبد الذي يرعى الأطفال خلال مراحل دراستهم.

تعريفات العلماء للبيداغوجيا

يعتبر تحديد مصطلح واضح للبيداغوجيا من الأمور الصعبة نظرا لاعتماد المصطلح على مصطلحات أخرى، وتتعدد النظريات العلمية التي طرحها العلماء في تعريف البيداغوجيا، والتي سنستعرضها فيما يلي:

  • أوضح العالم روني أوبير أن البيداغوجيا ليست علما من العلوم، ولا تندرج تحت الفلسفة أو الفنون، وليست تقنية، بل هي تجمع من العلوم والتقنيات والفلسفة والفنون بشكل منظم ومنطقي.
  • يعتبر عالم الاجتماع إيميل دور كايم أن علم البيداغوجيا هو نظرية تطبيقية تربوية، حيث تعتمد على المفاهيم الاجتماعية والنفسية.
  • تعرف البيداغوجيا بأنها مجموعة من السبل المختلفة للتدريس، والتي تنبع من العلوم بما فيها علم النفس والاجتماع.
  • عندما بدأ مفهوم البيداغوجيا في الظهور في بدايته، اعتبر بأنه فن من فنون التدريس، بعد أن أطلق سقراط على هذا الفن اسم البيداغوجيا، حيث جاء هذا الفن متأثرا بالعلوم التربوية والفلسفية، فأطلق هذا الاسم على المعلمين في القرن السابع قبل الميلاد.
  • اشتهرت البيداغوجيا بأنها علم ممارسة التربية، بعد تطورها واعتمادها على علم الاجتماع وعلم النفس لتكوينها، وذلك في القرن التاسع عشر.
  • واستمرت التربية في التطور حتى القرن العشرين، حيث اشتهرت بأنها نظرية تعليمية تطبيقية تحتوي على مجموعة من النظريات بما في ذلك النظرية السلوكية والنظرية البنائية والنظرية البنائية الاجتماعية.

أنواع البيداغوجيا

هناك أنواع متعددة من البيداغوجيا مثل بيداغوجيا اللعب والفروق والمشروع والخطأ، لذا نحن مهتمون بتسليط الضوء على كل نوع من أنواع البيداغوجيا.

بيداغوجيا المشروع

  • تعرف بيداغوجيا المشروع بأنها نوع من أنواع البيداغوجيا التي تعتمد على المشروع كأداة تعليمية. وينصح هذا النوع بمنح الفرد الحرية والدور الأساسي في العملية التعليمية، حيث يوجه المدرس خطوات المشروع من البداية مع الاستشراف والتخطيط وصولا إلى الإنجاز والتقييم النهائي.
  • في تعريف أردونيوا لمشروعية المشروع، فإنها تعني “توقع تحقيق الوضعية التي نحلم بها على أرض الواقع
  • يعود أصل كلمة “مشروع” إلى الحلم والفكرة التي يسعى الإنسان جاهدا لتحقيقها.
  • وبالنسبة لأساسيات المشروع، فهي تتكون من مجموعة من المناهج التي يستفيد منها الطفل من خلال استنتاجها أو تعديلها، والعمل على تطويرها، مما يمنح المتعلم قدرات معرفية ومهارات متنوعة.
  • يهدف منهج المشروع إلى تعليم الطفل مجموعة من المهارات، يكتسبها الطالب خلال مراحل المشروع المختلفة بدءا من مرحلة الإعداد والتنفيذ والتخطيط والتقييم.
  • يتكون المشروع من عدة عناصر بما في ذلك؛ تحليل الوضعية، وتنظيم الأعمال، وتحديد الهدف، ودراسة الاحتياجات، والتقييم النهائي.
  • تتجلى خصائص المشروع في التفاوض والتحديد النهائي والزمني، حيث يعمل التفاوض على تقسيم المهام بعد دراسة الاقتراحات ومن ثم إشراك جميع أطراف عملية التعليم في اتخاذ القرارات الصائبة، وبالنسبة لخاصية التحديد النهائي، فإنها تعني إمكانية إدخال التعديلات على الأهداف وطرق تحقيقها، وبالنسبة للتحديد الزمني، فإنه يعمل على إكمال المشروع وفقا للخطة الزمنية المحددة.
  • تحمل بيداغوجيا المشروع العديد من المزايا؛ فمن أبرزها توحيد الحياة المدرسية والاجتماعية، وتعزيز روح المحبة والتعاون بين الأطفال في المدارس، وتعزيز فرص التعليم ومنح الأطفال فرصة للابتكار وحل المشكلات، ويهدف المشروع إلى جعل جميع المواد الدراسية تدور حول موضوع موحد بهدف ربطها ببعضها البعض.

بيداغوجيا الخطأ

تعد بيداغوجيا الخطأ من أبرز أنماط هذا الفن التربوي التطبيقي الذي يهدف إلى توفير فرصة فريدة للتعلم للطلاب، فما هي تعريفات بيداغوجيا الخطأ، وأسسها العلمية، ومناهجها؟ هذا ما سنجيب عليه في الأسطر التالية:

  • في معجم علوم التربية، البيداغوجيا الخاطئة تعرف على أنها عملية تعلم تعتبر الخطأ في حد ذاته استراتيجية للتعليم، حيث تأخذ وضعيات التعليم في إطار استراتيجيات التعلم التي تعمل على تزويد الطلاب بالقدرة على التعلم.
  • تعتمد بيداغوجيا الخطأ على مجموعة من المبادئ، بما في ذلك مكان الطالب في سياق العملية التعليمية، وتحليل الخطأ، والسعي لإيجاد حلول لتصحيح المسار التعليمي.
  • وهكذا يوجد مجموعة من الأسس التي تعتمدها بيداغوجيا الخطأ، ومن بين هذه الأسس النفسية والمنهجية.

أبعاد بيداغوجيا الخطأ

  • ثلاثة أبعاد تؤثر على علم المعلمين وهي: البعد النفسي والاجتماعي والتعليمي.
  • عندما يسمح البعد البيداغوجي، يتمكن المعلم من الاكتشاف والبحث عن الحقيقة ويتيح له الفرصة للتحقق من أعمال الطالب وعدم الحكم عليها. أما البعد الايستمولوجي، فهذا يعني أن الطالب لديه الحق في ارتكاب الأخطاء. والبعد السيكولوجي يربط تجارب الذات بالنمو الذهني والعقلي.

مقاربات الخطأ

  • هناك عدة مقاربات للخطأ تتضمن؛ المقاربة التعليمية، والمقاربة الاستقرائية، والمقاربة اللغوية، والمقاربة النفسية.
  • تسعى كل مقاربة خاطئة إلى مجموعة من المفاهيم التي تطبقها، حيث تركز المقاربة النفسية على تفسير الخطأ باستخدام العوامل الاجتماعية.
  • أما بالنسبة للمقاربة الإيستمولوجية، فهي تعمل على فحص أدوات المعرفة استنادا إلى مبدأ أن الخطأ ينشأ من جوهر المعرفة.
  • تهتم المقاربة اللسانية بمدى توافق اللغة الأم مع اللغة المستخدمة لتحقيق الهدف، ويترتب على ذلك نسبة خطأ طفيفة.
  • فيما يتعلق بالمقاربة التعليمية ، فإنها تنقسم إلى مجموعة من النماذج ، بما في ذلك النموذج البنائي والسلوكي والتبليغي.
  1. حيث يعتمد النموذج البنائي على فكرة أن الخطأ ضروري للتعلم والاستمرار في اكتساب المعرفة.
  2. بينما يعتمد النموذج التعليمي على الأخطاء التي يرتكبها الطلاب بسبب عدم قدرتهم على تذكر المعلومات.
  3. النموذج السلوكي يركز على الأخطار التي يرتكبها المعلم أو المقررات وطرق التعلم المختلفة.

البيداغوجيا الفارقية

  • ظهر مصطلح البيداغوجيا الفارقية في عام 1973 عند لويس لوغران، في إطار بحثه عن وسائل لتطوير العملية التعليمية والحد من ظاهرة انتشار الفشل المدرسي في ذلك الوقت.
  • تعرف البيداغوجيا الفارقية بأنها إحدى الطرق التعليمية التي تستخدم عدة وسائل تعليمية وتربوية لمساعدة الأطفال من جميع الأعمار والقدرات في نفس الصف الدراسي لتحقيق نفس الأهداف.
  • في البيداغوجيا الفارقية، يعتمد التعليم على وسائل متنوعة وطرق متميزة، ويهدف إلى تحقيق الأهداف بشكل متكافئ ومتساو لجميع الدارسين، بغض النظر عن قدراتهم وأعمارهم، ويولي اهتماما خاصا بالتعامل مع جميع أنماط الأشخاص.

أهداف البيداغوجيا الفارقية

تتنوع أهداف التعليم الفارق وتهدف بأشكالها المختلفة إلى تحقيق المساواة بين المتعلمين وتحقيق الأهداف المرجوة، وفيما يلي سنذكرها بالتفصيل

  1. بناء قدرات الأطفال الذهنية والفكرية والعقلية.
  2. توفير روح المرونة والحركة في عملية التعليم.
  3. تعزيز العلاقة التي تتكون بين المعلم والطلاب.
  4. تزويد الأشخاص بالثقة بالنفس وتحمل المسؤولية.
  5. تطوير مشاعر العمل الجماعي وتحقيق أفضل النتائج.
  6. تعمل على تنمية روح التعاون بين الدارسين وقبول الآخرين.
  7. هدفها هو تنمية المهارات الشخصية التي يمتلكها كل فرد.
  8. شجع الطلاب على التعلم بأنفسهم تحت مظلة التعليم الذاتي.
  9. تهدف التربية الفارقية إلى تقليل انتشار ظاهرة الفشل المدرسي.
  10. يهدف إلى تحقيق مبدأ المساواة في التعلم وتوحيد النتائج المرجوة من المتعلمين.
  11. العمل على تنمية قدرات الطلاب التي تمكنهم من التكيف مع الحياة المهنية وفقا لقدراتهم الشخصية.

أهمية البيداغوجيا

البيداغوجيا هي أسلوب دراسي جديد يتبع في العديد من المدارس حاليا، حيث يجمع بين علم النفس والاجتماع والفلسفة. تجسد أهميتها في التربية والنفس والعقلية للطفل، وإليكم أبرز فوائدها

  1. يساهم في تطوير مهارات الطلاب وتنمية قدراتهم الفكرية والعقلية والنفسية.
  2. تساعد في كشف المهارات التي يتمتع بها كل طالب من الطلاب ويبرع فيها.
  3. تعمل على إيجاد الطرق التي تساعد الطلاب في الاندماج مع زملائهم وأفراد الأسرة.
  4. تعزز الطلاب قدرتهم على استيعاب العلوم المختلفة وتوفر دوافع واضحة للتعلم.

وظيفة البيداغوجيا

توجد عدة وظائف للبيداغوجيا في التعليم والتربية للطلاب، فهل هناك اختلاف بين وظيفة البيداغوجي ووظيفة المعلم، وإليكم إجابة شاملة عن هذا السؤال وأبرز تلك الوظائف

  • تكمن أول وظيفة للبيداغوجيا في أنها تعنى بالخادم المرافق للطفل منذ نعومة أظافره، حيث يصحبه إلى المعلم الذي تم اختياره له، وفي عهد الإغريق كانت تهتم باختيار نوع العلم المناسب للطفل وفقا لتوقعاته وتحليلاته لأفعاله، وكانت تتابع أداء الطفل على مدار الوقت.
  • كان المربي للطفل الذي يتحمل مسؤولية تعليم الطفل الأخلاق والعلم والأتيكيت يعرف سابقا بالبيداغوجي، ولكن المفهوم لا يقتصر على المعلم والتعليم.
  • فيما يتعلق بدور المعلم، يقتصر على نقل المعرفة، بينما ينبغي لدور البيداغوجي تلبية القيم التربوية والنفسية والفكرية والتعليمية للطالب، وتغير هذا الدور مع ظهور نظريات تنظم دور البيداغوجيا بناء على نظرية هربرت في طرق التدريس.

تم استعراض العديد من المعلومات حول البيداغوجيا وأهدافها وأنواعها ووظائفها وأهميتها في هذا المقال، وتعتبر من أنماط التعليم والتربية المعروفة عالميا.

يمكنكم أيضا متابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة:

ما هي البيداغوجيا وما اساليبها

المراجع

1-

2-

3-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى