الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي كبائر الذنوب ؟

ما هي الكبائر من الذنوب؟ سؤال يجب على كل مسلم معرفة إجابته لتجنب الوقوع في الكبائر. فالذنب هو مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي ولأوامر الله الذي أمرنا باتباعها. ولا شك أن ارتكاب الذنب يترك أثرا سيئا في قلب المسلم، حيث يتسبب في ظلام القلب والشعور بالوحدة وبعد الفرد عن طريق الهداية التي تعتبر أساس وجودنا.

يجب على كل مسلم أن يتجنب ارتكاب الذنوب، ويجب على أي شخص يقع في الخطأ أن يستغفر ويتوب حتى يتوب الله عليه ويغفر له، فالذنوب تضعف إيمان المسلم وتؤدي إلى دخوله النار وتعريضه لعذاب القبر، لذا يجب على كل مسلم أن يسلك الطريق الصحيح ولو كان صعبا، وأن يترك طريق الآثام وحتى لو كان سهلا.

لقد اختصصنا حديثنا اليوم حول الذنوب الكبيرة ليتسنى لكل مسلم معرفة أكبر الخطايا التي حرمها الله حتى يتمكن من تجنبها، لذا إذا كنتم ترغبون في معرفتها، عليكم فقط متابعة سطورنا التالية على الموسوعة.

ما هي كبائر الذنوب

يتشوش للكثير من الناس في التفريق بين السيئات والذنوب ويعتبرونها بنفس المعنى تحت أسماء مختلفة، ولكن في الحقيقة، هناك اختلاف بين السيئات والذنوب والمعاصي، فالسيئات هي الأفعال الصغيرة التي يتم تكفيرها من خلال الصلاة وأعمال الخير، وهذا يتضح من قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}. أما الذنوب فهي الأفعال الكبيرة التي تتطلب التوبة وعدم العودة إليها مرة أخرى، وهذا هو موضوع مقالنا اليوم، سنتعرف معا على الأفعال الكبيرة التي حرمها الله وجعلها إثما كبيرا.

تعتبر الكبائر من الذنوب المعاصي التي حددها الله عقوبة في آيات كتابه العزيز، وقد اختلف العلماء في تحديد عددها، وسنوضح الآن الكبائر التي اتفق عليها أهل العلم

  • قتل النفس التي حرم الله: يعتبر التدخل في صلاحيات الله تعديا، فالله هو الذي يحيي ويمت، وليس من حق أي شخص التدخل في هذا الأمر. وذكرت آيات القرآن الكريم عقوبة من يفعل ذلك في قوله: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} [النساء: 93]،
  • ترك الصلاة: فقد قال الله تعالى عن الصلاة أنها العهد بينه وبين عبده، ومن ترك هذا العهد فليس عنده أي عهد مع الله وقد كفر. وأخبرنا رسولنا الكريم في حديث قائلا: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” [رواه أحمد والترمذي والنسائي].
  • أكل حق اليتيم: عدة آيات قرآنية تحذر من أكل مال اليتيم، ومن بينها آية تقول: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده}، [الأنعام:152]. الله عز وجل وضح عقاب من يتعدى على مال اليتيم ويأخذ حقه بقوله: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}، [النساء: 10].

الكبائر المذكورة في القرآن

  • شرب الخمر: إننا مأمورون بتجنب شرب الخمر ولعنة أي شخص يشربها أو يقدمها أو يبيعها أو يحملها. يظهر هذا في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” (المائدة: 90). الله حرم شرب أي شيء يؤثر على العقل ويجعل من يفعل ذلك غير قادر على أداء العبادات المفروضة، بما في ذلك الصلاة، حتى يتطهر من تلك الشراب. قال رسول الله أيضا في هذا الصدد: “لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والتي تحمل إليها وآكل ثمنها” (رواه أبو داود والحاكم).
  • تشبه النساء بالرجال، وتشبه الرجال بالنساء: إن الله خلق الإناث وميزهن بصفات معينة، وخلق الذكور وميزهم بصفات مختلفة، وحرم على أي منهم أن يتشابه مع الآخر، وتعتبر حدوث ذلك إشارة من علامات الساعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء”، وفي حديث آخر قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال
  • تصديق المنجمين: فالغيب لا يعلمه إلا الله، ولا يجوز لأي شخص أن يتظاهر بأنه يعلم الغيب، ومن يصدق من يفعل ذلك فقد ضل ضلالا بعيدا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”.
  • الحكم بغير ما أنزل الله: هذا يعتبر من الأمور الكبيرة، حيث شرع الله لنا قوانين يجب علينا الالتزام بها عند إصدار الأحكام، والظلم في هذا الأمر لا يغفر، وذكر الله عز وجل ذلك في كتابه العزيز بقوله: “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون”، (المائدة: 44).

ما هي أم الكبائر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله، وما هي؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات. بهذا ذكرت لنا بعض الكبائر في الحديث الشريف، وآيات القرآن الكريم أكدت هذه الكبائر إلى جانب كبائر أخرى سنتعرف عليها فيما يلي

  • الشرك: الشرك بوجود الله ليس فقط من الكبائر، بل هو أكبر الكبائر. ويشمل الشرك نوعين من العبادة غير الله، أو الرياء. وقد أوضح الله عقوبة الشرك في كتابه العزيز في قوله الكريم: “إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار” [المائدة: 72]. فإن الذي يشرك بالله سيدخل النار وهي ستكون مأواه في الآخرة.
  • عقوق الوالدين: فكسب رضا الوالدين هو أحد الأمور التي أوجبها ديننا الإسلامي لقبول الطاعات. فالله أوصانا بحسن معاملة الوالدين في قوله تعالى: “وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ۚ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما” (الإسراء: 23). واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل: “رب ارحمهما كما ربياني صغيرا” (الإسراء: 24). وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد” [رواه الترمذي وابن حبان]. لذا يعتبر عقوق الوالدين من أكبر الكبائر أيضا.

هل الزنا من الكبائر

الزنا يعد من أكبر الكبائر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له”، وهذا الحديث رواه الطبراني والبيهقي. فقد شرع الله الزواج وجعله سنة الحياة لتجنب الوقوع في المعاصي وارتكاب الكبائر، لذا ليس للفرد الحق في لمس امرأة لا تحل له، وعقاب هذا الفعل عظيم.

أمرنا الله بغض النظر والابتعاد عن الشهوات عندما قال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} (النور:30)، وجعل النظر إلى النساء بعين الشهوة إثما، فكيف بلمسهن؟!

ما هي الكبائر التي لا تغفر

الشرك بالله، الذي يعتبر من أكبر الكبائر، هو الذي لا يغفره الله. ويمكن الاستناد في ذلك إلى قوله تعالى في آيات كتابه العزيز: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء}. وعند الحديث عن هذا الأمر، فإننا في حضرة رحمة الله، ورحمة الله وسعت كل شيء. فالله عظيم الرحمة، ومهما بدر من الإنسان من سوء، عليه أن يتوب ويرجع إلى الله ويطلب منه العفو والمغفرة. وعلى الإنسان ألا يقنط من رحمة الله. والجدير بالذكر أن آيات التوبة في القرآن الكريم توضح أنه لا يوجد ذنب في الإسلام لا يدخل تحت احتمال المغفرة، فالله قال وقوله الحق

  • قال تعالى في سورة الزمر: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تيأسوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم
  • وقال تعالى في سورة النساء: {واستغفر الله ۖ إن الله كان غفورا رحيما}
  • ويقول تعالى في سورة النساء أيضًا : {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}

وهناك الكثير من الآيات القرآنية الأخرى التي تدل على رحمة الله الكبيرة التي وسعت كل شيء، ولكن يجب أن تليق التوبة بحجم الذنب. عند ارتكاب الأخطاء التي يقع فيها الإنسان عن غير قصد، يمكنه أن يستغفر وفي هذا الوقت يعفو الله عنه ويسامحه بإذن الله. ولكن عند ارتكاب الكبائر، ينبغي على الفرد أن يعتذر إلى الله بالشكل الذي يليق به. عندما تخطئ في حق والديك، فتتوسل إليهم حتى يغفروا لك. ولله المثل الأعلى. لذا، سنتعرف معا على شروط قبول التوبة من خلال السطور التالية.

كيف تغفر كبائر الذنوب

كفارة الكبائر هي التوبة الصادقة، فمن رحمة الله عز وجل أنه جعل لنا طريقة لتكفير جميع الذنوب، فالله خلق النفس ليهذبها وليس ليعذبها، والتوبة هي مفتاح الغفران، ولكن هناك بعض الشروط لقبول التوبة، فليس كل من يقول إنه تاب سيغفر له، بل هناك أربعة شروط يجب توفرها في العبد لقبول التوبة، وتتمثل هذه الشروط في:

  • يجب أن يكون الإنسان نادما على سوء تصرفاته.
  • يجب أن يكون الفرد قد أقتلع عن أداء الذنب خوفا من غضب الله وتعظيما له.
  • يجب على الإنسان أن يتعهد بعدم العودة إلى هذا الفعل مرة أخرى في القلب والقول.
  • إذا كان الذنب يتمثل في سرقة ممتلكات الآخرين، فينبغي قبل التوبة إعادة الحقوق لأصحابها، أي أنه في حالة القدرة على إصلاح المضرر الناتج عن الذنب، يجب القيام بهذا الإصلاح قبل التوبة.

بعد توفر هذه الشروط، يبدأ الإنسان في التوبة والتضرع إلى الله، طالبا العفو والمغفرة، وبإذن الله يغفر له، فإنه الغفور الرحيم.

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم، ونأمل أن كنا قدمنا لكم محتوى مفيد وواضح حول تساؤلكم اليوم. نشكركم على متابعتكم لنا بشكل جيد وندعوكم لقراءة المزيد من محتوى الموسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى