الصحة النفسيةصحة

الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي

السمة المشتركة البارزة بين المصابين بضرر الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي هي تجنب المواقف الاجتماعية بشكل يؤثر سلبا على القدرة على أداء المهام اليومية وتعيق تحقيق العديد من الأهداف، بينما الفرق الرئيسي يتمثل في أن الأعراض في حالة الشخصية التجنبية أكثر شدة. ونظرا لاحتواء كلا الاضطرابين على العديد من الاختلافات والسمات المشتركة، فإن الأمر يتطلب توضيحا مفصلا. لذلك، هذا هو ما توضحه المقالة الحالية من موقع الموسوعة، حيث توضح التشابهات والاختلافات بين الاضطرابين، وتوضح كيفية العلاج وطرق التعامل مع المصابين بالاضطراب، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوات الإلكترونية الدقيقة للمساعدة في تحديد التشخيص الأولي كخطوة أولى قبل استشارة متخصص نفسي.

الفرق بين الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي

الفرق الرئيسي بين الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي هو أن الأعراض الناتجة عن الشخصية التجنبية أشد من الرهاب الاجتماعي. والشبه بينهما يكمن في شعور المصابين في الحالتين بالخوف والقلق الشديدين من المواقف الاجتماعية، مما يدفعهم لتجنبها بمختلف الدرجات حسب شدة اضطرابهم.

وبالإضافة إلى ذلك توجد عدة فروق أخرى من أبرزها ما يلي:

  • الشخصية التجنبية تمتلك اعتقادات خاطئة قوية حول وسائل التواصل الاجتماعي أو تعرضت لأحداث سيئة جدا تسببت في إصابتها بالاضطراب؛ ولهذا السبب فإن علاجها يعتمد على تحديد السبب بدقة للتأمل فيه بالطريقة الأكثر ملائمة؛ بينما في حالة الرهاب الاجتماعي فهو مجرد نوع من الخوف يمكن علاجه بتحديد سبب الخوف، ويكون الأمر أسهل في حالة المخاوف الحديثة التي لم يتعرض لها الشخص لفترة طويلة.
  • الرهاب الاجتماعي قد يكون محصورا في الخوف من المشاركة في أنواع معينة من الأنشطة الاجتماعية بينما يشمل الرهاب معظم أنواع الأنشطة.
  • قد يحدث الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية بعد الإصابة بمرض يؤثر على الشكل بشكل كبير.
  • غالبا ما يلجأ المصاب بإضطراب الشخصية التجنبية إلى طلب الدعم النفسي عندما يتفاقم لديه الشعور بالوحدة.
  • معالجة الشخصية التجنبية أكثر صعوبة من معالجة الرهاب الاجتماعي بسبب شدة الأعراض، مما يجعل من الصعب على المصاب التعامل مع المعالج النفسي والتواصل معه بشكل مفتوح لتلقي الرعاية النفسية المناسبة.
  • من السهل نسبيا علاج الرهاب الاجتماعي عن طريق الجمع بين العلاج النفسي والدوائي، مع توفير فرص للمشاركة الاجتماعية تدريجيا، مثل ممارسة الرياضة أو أي نشاط يهتم به المصاب. وفي حالات الرهاب البسيطة، لا يكون العلاج الدوائي ضروريا.

بينما تتمثل أهم أوجه التشابه بين الاضطرابين في النقاط اللاحقة:

  • يتميز المصاب بعدة أعراض، مثل الخوف من التعرض للإحراج أو الانتقاد السلبي في المواقف الاجتماعية، وتجنب المواقف الاجتماعية وتجنب التفاعل مع الغرباء وضعف الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية أو الانسحاب.
  • تتمثل عوامل زيادة خطر الإصابة في التعرض للعنف، أو التنمر، أو الصدمة، أو الإهمال، أو الأحداث الاجتماعية السلبية في فترة الطفولة.
  • يمكن تخفيف حدة الإصابة بالتعاون مع مختص نفسي لتقليل شدة الشعور بالضغط النفسي في المواقف الاجتماعية، مع الاستمرار في المشاركة بها بشكل منتظم.

علاج الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي

يقوم الطبيب النفسي بتحديد الطريقة المناسبة لعلاج كلتا الحالتين بعد تحديد شدة الحالة والعوامل التي تؤدي إلى التعرض لها. يستغرق العلاج وقتا أطول في حالة الشخصية التجنبية، ولكن في كلا الاضطرابين يهدف العلاج إلى تخفيف الضغط النفسي والخوف لدعم قدرة المصاب على الاندماج الاجتماعي تدريجيا حتى يصل إلى مستوى مقبول يكون غير مؤثر سلبا على قدرته على أداء مهامه اليومية في جوانب الحياة المختلفة.

وتتمثل أكثر أنواع العلاجات النفسية شيوعا لكلا الاضطرابين في الأنواع التالية:

العلاج المعرفي السلوكي

  • يساعد الشخص المصاب في تحديد الأفكار التي تسبب له الخوف والضغط النفسي أثناء المشاركة في المواقف الاجتماعية.
  • يتم توجيه المريض حول كيفية تغيير أفكاره لتقليل شدتها ويتمكن من البدء في ممارسة الأنشطة الاجتماعية تدريجيا حتى يزيد ثقته في قدرته على المشاركة فيها للحصول على دافع أكبر للاستمرار في الاندماج الاجتماعي.
  • من التقنيات المستخدمة فيه التعرض التدريجي للمواقف التي تسبب الخوف للشخص المصاب، تحت إشراف متخصص.
  • يستخدم المختص أسلوب لعب الأدوار لتطوير قدرة المصاب على استيعاب أفكاره السلبية ومواجهة مخاوفه.

العلاج بالتقبل والالتزام

  • يتشابه مع الطريقة السابقة للعلاج النفسي في تعزيز وعي الشخص المصاب بالاضطراب بأفكاره.
  • يساعد المصاب على قبول وجود الأفكار السلبية التي تسبب الأعراض المرضية وتقليل تأثيرها على أفعاله.
  • تعتمد فعالية هذا الأسلوب على تحفيز المريض لإجراء تغييرات جذرية في سلوكه، من خلال تنمية وعيه بقيمته وأهدافه في الحياة.
  • تتضمن المهام البسيطة للتكامل تدريجيا في المهام الاجتماعية لتحقيق الأهداف الرئيسية للمريض.

يستخدم الطبيب النفسي العلاج الدوائي في الحالات الحادة التي تؤثر بشدة على قدرة المريض على أداء مهامه اليومية العادية، ويهدف استخدام هذه العلاجات إلى تقليل الأعراض فقط، وذلك لأنه ليس هناك علاج نفسي محدد لمكافحة أي اضطراب، ومن أمثلة العلاجات المستخدمة ما يلي:

  • باكسيل.
  • زولفوت.
  • إفيكسور.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • مضادات القلق.

التعامل مع المصاب بالشخصية التجنبية أو الرهاب الاجتماعي

  • يتم تشجيع تحقيق الأهداف التي تشمل المشاركة مع الآخرين بدرجة بسيطة.
  • عدم إجبار الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
  • عدم إصدار الأحكام أو الشكوى من عدم المشاركة في أي من المواقف الاجتماعية بغض النظر عن أهميتها.
  • التشجيع على تحقيق الإنجازات.
  • تقديم الدعم في إدراك المهارات والمميزات.
  • الاحتفال بالنجاح يتضمن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وتسليط الضوء على أفضل الأمور التي تم تحقيقها فيها.
  • تقديم الدعم الشامل للمساعدة في تحقيق أهداف العلاج النفسي.

مقياس الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي

إذا كنت تشعر بالشك في أنك مصاب بأي نوع من الاضطراب وتشعر بالحيرة بشأن المشكلة التي تواجهها، يمكنك إجراء اختبار الرهاب الاجتماعي واختبار الشخصية التجنبية على أي من المواقع الإلكترونية المذكورة لاحقا، لتعرف التشخيص الأقرب، ولكن يجب أن تستعين بمتخصص نفسي لتحصل على التشخيص الأدق والعلاج الأنسب.

مقياس الشخصية التجنبية (Avoidant personality)

مقياس الرهاب الاجتماعي (Social Anxiety)

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى