الأحياءعلوم

معنى الالتهام الذاتي

تقدم الموسوعة لكم الآن تفسير معنى الالتهام الذاتي، وهو مصطلح طبي يتم تردده بكثرة في الآونة الأخيرة، مما يجعل الكثيرين يعتقدون أنه يساهم في تحسين خلايا الجسم والتخلص من الأمراض البسيطة والخطيرة حتى السرطان. وهناك من يعتقد أن الالتهام الذاتي هو السبيل الوحيد لتخفيف الوزن وزيادة العمر.

منذ انتشار هذه الأحاديث والشائعات ، بدأت هناك منافسة بين الأكاديميين وشركات صناعة الأدوية لاكتشاف أدوية وعقاقير تحفز الجسم على إنتاج الأدرينالين بشكل طبيعي ، ويؤكد خبراء الصحة البدنية والتغذية أنه يمكن تحفيز العمليات الحيوية طبيعيا من خلال الصيام وممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف وتقليل تناول الكربوهيدرات.

معنى الالتهام الذاتي

الـ(Autophagy) هو مصطلح يستخدم في اللغة الإنجليزية، وهو مشتق من الكلمة اليونانية (auto “ذاتي”) و (phagein “يأكل”). وهو آلية تعمل على تدمير الجزيئات الخلوية التالفة أو الغير ضرورية بشكل منظم، حيث يسمح عملية الاستهلاك بمعالجة وإعادة استخدام المكونات الخلوية خلال هذه العملية. يتم عزل المكونات الهدف داخل حويصلة مزدوجة غشائية تعرف بـ(جسيم الاستهلاك الذاتي).

بعد ذلك يحدث اندماج بين الجسيم وجسيم الحالة ثم يحدث تحلل لمكوناتها مع إعادة تشكيلها، وفي سياق التشخيص المرضي، الالتهام الذاتي هو عملية استجابة وتكيف مع الضغوط، والتي تزيد فرص البقاء والحياة، ولكن هناك حالات أخرى يكون الالتهام الذاتي سببا في المرض وموت الخلايا، مثل حالة الجوع الشديد التي تتسبب في تدمير المكونات الخلوية وانهيارها، ولكن في بعض الأحيان يساهم في الحفاظ على بقاء الخلايا من أجل الحفاظ على مستويات الطاقة الخلوية.

التآكل الذاتي

  • التآكل الذاتي هو مصطلح آخر للانهمار الذاتي وهناك ثلاثة أشكال مختلفة منه وهي (الانهمار الذاتي الكبير macroautophagy)، (الانهمار الذاتي الصغير microautophagy)، و(الانهمار الذاتي المتوسط chaperone-mediated autophagy).
  • تم صياغة هذا المصطلح بواسطة الكيميائي الحيوي البلجيكي كريستيان دو دوف في عام 1963م، وهو أحد الآليات التي تساعد الخلية على الحفاظ على مصادر الطاقة في الظروف الصعبة مثل نقص الأكسجين والمواد الغذائية، حيث تعمل على توفير الأحماض الأمينية اللازمة للبقاء على قيد الحياة والاستمرار، وتساهم في علاج بعض الأمراض.
  • ذكر أستاذ علم الوراثة العصبية الجزيئية في جامعة كامبريدج ببريطانيا ومعهد أبحاث الخرف الدكتور (ديفيد روبنزتين) أن هناك أدلة من التجارب على إمكانية ذلك، حيث تم استخدام الوسائل الوراثية والعقاقير أو الصيام لتحفيز الالتهام الذاتي، وفي تلك الحالات، تمتعت الحيوانات بفترة عمر أطول وظهر تحسن ملحوظ في شكلها الخارجي.
  • تم اكتشاف الاكتشاف الأولي للالتهام الذاتي لأول مرة في الستينات، ولم يتم تحديد أهميته الرئيسية حتى بدأ العالم يوشينوري أوسومي الأبحاث في التسعينات من القرن الماضي.

حديث العلماء حول الالتهام الذاتي

  • ذكرت الكاتبة (نعومي ويتيل) في كتابها بعنوان (غلو 15) عن برنامج للصوم لمدة خمسة عشر يوما، يتضمن صيام ستة عشر ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، مع الحرص على تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبروتين خلال تلك الأيام وتناول الكربوهيدرات في أوقات متأخرة من اليوم، بالإضافة إلى الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية المكثفة.
  • تم إجراء اختبارات على متطوعين من جامعة جاكسونفيل بفلوريدا، وأشارت النتائج إلى الفوائد المتعددة لذلك، حيث فقد بعض الأشخاص ما يقرب من سبعة أرطال في 15 يوما، وظهر تحسن وانخفاض في خطوط التجاعيد لدى الآخرين، بالإضافة إلى تغيرات في ضغط الدم وتحسن في كتلة العضلات الهزيلة.
  • وقد قال (روبنزتين): إذا كنت تعيش في نمط سيئ، وإذا كنت دائما تتناول الوجبات الخفيفة وغير الصحية، فلن يتاح لك الفرصة لتحفيز عملية الالتهام الذاتي” حيث عبر عن تفاؤله بمستقبل الالتهام الذاتي في علاج الكثير من الأمراض مثل الزهايمر والشلل الرعاش.

وأضاف أستاذ الوراثة الجزيئية العصبية “اكتشفنا أنه عند تحفيز عملية الالتهام الذاتي فإن تلك البروتينات تختفي بسرعة وتحمي من بعض الأمراض العصبية مثل ضمور خلايا الدماغ وأشكال الخرف” على أمل أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه العقاقير التي تعمل على تحفيز وتعزيز عملية الالتهام الذاتي متاحة، وذكر أيضا أن شركة (كاسما ثيرابيوتكس) حصلت على 58.5 مليون دولار للعمل على تطوير عقاقير جديدة لتحفيز وتعزيز عملية الالتهام الذاتي في الجسم.

المراجع

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى