الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما معنى الصراط المستقيم يوم القيامة

في هذا المقال سنتناول معنى الصراط المستقيم في يوم القيامة. يجب على المسلم قراءة الفاتحة في كل صلاة يصليها سواء كانت فرض أو سنة. وفيها يتلو آية “اهدنا الصراط المستقيم”، وتم ذكر هذا اللفظ في القرآن الكريم 45 مرة، وصف الله تعالى الصراط المستقيم بالاستقامة في الحياة الدنيا في 34 مرة، ولكن هناك من لا يعلم ما هو الصراط المستقيم الذي أمر الله جميع الخلق بالسير عليه في يوم القيامة. وسنوضح ذلك في السطور التالية في موسوعة.

معنى الصراط المستقيم يوم القيامة

  • يعتبر الجسر الذي نصبه الله تعالى فوق نار جهنم جسرا يعبره جميع الأشخاص منذ بداية الخلقة وحتى قيام الساعة، ويفصل هذا الجسر بين الناس والجنة.
  • عبور الخلق عبر هذا الجسر يوضح نهايتهم سواء بدخول الجنة أو النار، وهناك من يعبر الجسر بسرعة البرق، وهناك من يعبره مثل الطير، وخلال هذا العبور يصل إلى الجنة ليجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبله، أو يقع في نار جهنم، وفي الدنيا يتلقى الجزاء الذي يستحقه.

وصف الصراط المستقيم

  • وعندما نتحدث عن وصف الصراط المستقيم الذي سيعبره جميع الخلق في يوم القيامة، يمكننا الاستعانة بما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد قال أبو سعيد في حديثه: “بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف”. وقال أبو سعيد الخدري في حديث طويل: “ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم”. وسألنا: يا رسول الله، ما هو الجسر؟ فأجاب: “إنه مدحضة مزلة، وعليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء، تكون بنجد، وتسمى السعدان، والمؤمن عليها كالطرف والبرق والريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فينجو المسلمون وينجو المخدوشون ويلقى المكدوسون في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا.
  • حسب قول أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يضرب الصراط بين ظهراني جهنم، وأنا أول الرسل الذين يمرون بأمتي، ويومئذ لا يتكلم أحد إلا الرسل، وكلامهم يكون: اللهم سلم سلم. وفي جهنم توجد كلاليب مشابهة لشوك السعدان، هل شاهدتم شوك السعدان؟ قالوا: نعم. قال: إنها مثل شوك السعدان، إلا أن الله هو الوحيد الذي يعلم حقيقتها وعظمتها. تأخذ الناس بأعمالهم، فبعضهم يهلك بسبب أعماله، وبعضهم يتخردل ثم ينجو”.

فالصراط المستقيم صفاته كالتالي:

    1. أرفع من الشعرة.
    2. أكثر حدة من السيف.
    3. مظلم جدا وتحته يوجد نار جهنم السوداء.
    4. لا تستقر عليه الأقدام.
    5. إذا كانت خطايا العبد كثيرة، فإنه يحملها على ظهره ويسلك ببطء شديد على الصراط المستقيم، وإذا كانت خفيفة، فإنه يمر بها بسرعة البرق.
    6. على جانبي الصراط المستقيم يوجد شوك مصنوع من الحديد مدبب وصلب جدا، بالإضافة إلى مخالب تخدش الأقدام وتجرحها لتكفير ذنوب العبد مثل النظرة الحرام والكلمة الحرام وغيرها.
    7. عندما يسقط العبد في نار جهنم، ينبعث أصوات صراخ مدوية.
    8. عندما يعبر الإنسان فوقه، يرى الخلق يعبرون أمامه، وبينهم من ينجو ويصل إلى الجنة ومنهم من يسقط في أعماق جهنم، وربما يرى والديه من هؤلاء الناس ولكنه لا يبالي بهم، ففي هذه اللحظة يهتم فقط بنفسه.

أقسام المارين على الصراط المستقيم

تقسم عباد الله عندما يمرون على الصراط المستقيم في يوم القيامة حسب أعمالهم في الدنيا إلى ما يلي:

  • بعضهم يدخل الجنة دون أن يتعرض لأذى أو مكروه، وهم أكثر الناس صدقا وإيمانا بالله عز وجل.
  • بعضهم يتأثر بالنار بشكل سيء ليكفر عن خطاياه ثم يدخل الجنة بأمان وراحة.
  • منهم من لا ينجو فيسقط في نار جهنم.

هل الأنبياء يمرون على الصراط

  • الشخص الأول الذي سيعبر الصراط المستقيم هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أتباع الإسلام والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وذلك بناء على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “أنا وأمتي سنكون أول من يجتازه، ولا يتكلم في ذلك اليوم إلا الرسل، ودعاء الرسول في ذلك اليوم: “اللهم سلم سلم””. رواه البخاري.

ما بعد الصراط المستقيم

  • قال أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: “سيتم تطهير المؤمنين من النار وسيتم حبسهم على جسر بين الجنة والنار. سيتم قص الظلمات بينهم التي كانت بينهم في الدنيا، حتى يتم تنقيتهم وتطهيرهم، ثم سيسمح لهم بدخول الجنة. ووالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أفضل منزل في الجنة منه في الدنيا.
  • بعد أن يمر العبد على الصراط المستقيم، يذهب إلى القنطرة، وهي جسر بشكل قوس، وقد اختلف العلماء في تحديد مكان القنطرة، هل هي جسر مستقل أم هي جزء من الصراط المتواجد فوق جهنم.
  • هؤلاء الذين نجوا من نار جهنم يذهبون إلى هذا الجسر، حيث يطهرهم الله من كل ما يلوث قلوبهم من البغض والحقد والكراهية والذنوب المرتبطة بالعباد، وحتى يدخلوا الجنة بنفوس وقلوب نقية، فالقلوب الممتلئة بالكراهية ليس مناسبا لها أن تكون في الجنة.

كيف انجو من الصراط

لكي ينجو المسلم من عذاب الصراط المستقيم في يوم القيامة ويصل إلى الجنة، عليه أن يتبعه في الحياة الدنيا من خلال ما يلي:

  • اقتراب من الله سبحانه وتعالى من خلال أداء العبادات والأعمال الصالحة.
  • استغفر من كل ذنب وتوب إلى الله في أي وقت.
  • يجب على المسلم أن يحرص على أن يكون في بيئة ملتزمة حيث يمكنه الحصول على صحبة صالحة.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة كل مظلوم.
  • تفريج كروب الناس وقضاء حوائجهم.
  • الصبر عند البلاء والشدائد.
  • المحافظة على أداء فروض العصر والفجر.
  • المداومة على صلاة ركعتي الضحى.
  • الحفاظ على سُنن صلاة الظهر.
  • يجب أن نكون حريصين على التصدق وعدم الإساءة في الكلام.
  • البكاء من خشية الله.
  • كثرة الصلاة على النبي.
  • قيام الليل وإفشاء السلام.
  • ترديد الأدعية المنجية من النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى