الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

متى يؤمر الصبي بالصيام

يتساءل كثيرون عن متى يتم أمر الصبي بالصيام؟ وهل هناك سن محددة يستطيع الصبي أن يصوم فيها سواء في شهر رمضان أو غيره؟ سنجيب على هذه الأسئلة في مقالنا اليوم. وضع الله تعالى صيام شهر رمضان كجزء من الأركان الخمسة للإسلام، حيث يمتنع الصائم عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس. ووجب الله هذه الفريضة على جميع المسلمين. ويتمنى الكثيرون تعويد أطفالهم على الصيام منذ الصغر، وهناك أولئك الذين يجبرون أطفالهم على صيام شهر رمضان دون معرفة حكم ذلك الفعل. ومن خلال السطور التالية في هذه المقالة سنتطرق إلى السن المحددة التي حددتها الشريعة لصيام الأطفال، وسنناقش حكم إجبار الآباء على صيام أطفالهم.

جدول المحتويات

متى يؤمر الصبي بالصيام

  • يحرص المسلمون على استغلال شهر رمضان لتعويد أطفالهم على الصوم تدريجيا، وذلك حتى يتعود الطفل على هذه الفريضة بحيث لا يكون معاديا لها عندما يجد نفسه ممنوعا من تناول الطعام والشراب لفترة طويلة بعكس ما اعتاد عليه.
  • من اليوم الأول لشهر رمضان، ينشئ الأهالي جدولا يتدرج فيه ساعات صوم أطفالهم على مدار الشهر، من الأقل إلى الأكثر. في اليوم الأول، يستطيع الطفل أن يصوم حتى وقت الضحى. في اليوم الثاني، يمتنع عن الطعام والشراب حتى أذان الظهر. في اليوم الثالث، يصوم حتى أذان المغرب. وهكذا يستمر التدريج حتى يصبح الطفل قادرا على الامساك بالصيام من أذان المغرب.
  • يختلف العلماء في السن التي يمكن للطفل أن يتعود فيها على الصوم.
  • فقد اعتقد الإمام أحمد بن حنبل أنه يجب تعليم الأطفال الصوم بعد بلوغهم سن العاشرة وذلك بتقييم قدرة الطفل على الصوم وتحمله للصعوبات.
  • أما الشافعية والحنفية فيرون أن الصيام مثل الصلاة، حيث يفرض على الطفل عندما يبلغ السبع سنوات، ويضرب عليه عندما يصل إلى العشر سنوات.
  • وفقا للمالكية، لا يجوز لأحد أن يطلب من الصبي الذي لم يبلغ بعد الصوم، ولكن يجب عليه الصوم عندما يصل إلى سن البلوغ ويكون مكلفا.
  • لذلك، من يرون أنه من الممكن تعويد الطفل على الصوم يستدلون بما روي عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباح يوم عاشوراء إلى القرى الأنصارية المحيطة بالمدينة: من كان صائما فليتم صومه، ومن كان مفطرا فليتم صوم بقية اليوم. ثم كنا نصومه بعد ذلك، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله”.
  • ويعتمد معظم الأهالي على تدريب أطفالهم على الصوم عندما يتحمله الطفل ولا يسبب له ضررا أو يؤثر على صحته، ويختلف سن الطفل اعتمادا على بنية جسمه وقدرته على التحمل.

حكم صيام الطفل قبل البلوغ

  • يتساءل كثيرون عن حكم صيام الطفل قبل بلوغه، وهل يحتسب له أم لا.
  • نظرا لأن هذا الصوم يتم تعويد الطفل عليه، فإنه ليس محسوبا عليه ولا يمكن اعتباره صوما شرعيا، بل هو مجرد تعويد على هذه الفريضة فقط، ولا يجد صعوبة في أدائها عندما يصل إلى سن البلوغ.
  • يهتم الكثيرون بمعرفة السن التي عندما يصل إليها الطفل يصبح ممكنا تكليفه بالصوم، وسنوضح ذلك في الفقرة التالية.

متى يجب الصيام على المسلم

  • يتفق معظم الفقهاء على أن تكليف الطفل بالصيام يبدأ عندما يصل إلى سن البلوغ، ويستند هذا إلى حديث سيدنا علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال “رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم”، أي أن الصيام ليس واجبا على الطفل الذي لم يبلغ بعد.

حكم اجبار الطفل على الصيام

  • يقوم العديد من الأهالي بفرض الصوم على أطفالهم عند بلوغهم سن العاشرة وقبل بلوغهم.
  • واتفقت العلماء على أنه لا ينبغي إجبار الأطفال على الصوم قبل بلوغهم سن الرشد، فإن سنهم الصغير يجعلهم غير مؤهلين للتكليف، ومن المستحسن تعويد الأطفال وتدريبهم على الصوم حتى يصبح أداء هذه العبادة سهلا عليهم عندما يكبرون ويصبحون مسؤولين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى