الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ماذا نقول عند السجود في القران

إذا كنت ترغب في معرفة ماذا نقول عند السجود في القرآن، فتابع معنا هذا المقال، عندما نقرأ آيات القرآن الكريم نتوقف عند بعض الآيات التي تحمل علامة السجود، فيقوم المسلم بالسجود لله عز وجل وهذا ما يسمى بسجود التلاوة، وهو مختلف عن السجود الذي يتم في الصلوات الخمس والسنن، وسجود التلاوة هو سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ما هو حكم سجود التلاوة وما هي شروطه في جميع الحالات وكيف يتم أداؤه وما هو الدعاء الذي يقال خلاله؟ سنجيب على كل هذا من خلال الأسطر التالية في هذه الموسوعة.

ماذا نقول عند السجود في القران

  • القرآن الكريم يحتوي على 15 آية تظهر بجانبها علامة السجود في سور الإسراء، النحل، مريم، السجدة، ص، فصلت، الأعراف، الرعد، الفرقان، الحج (سجدتان)، النمل، النجم، الانشقاق، العلق.
  • يطلق على هذه السجودة سجودة التلاوة لأنها تؤدى عند تلاوة القرآن الكريم والتوقف عند آية السجدة.
  • وبالنسبة لحالات السجود، يرون معظم الفقهاء أن هناك حالتين للسجود، الأولى هي السجود أثناء تلاوة القرآن داخل أو خارج الصلاة، والثانية هي السجود لكل من يستمع لآية السجدة داخل أو خارج الصلاة.
  • من جانبها، تعترف الحنفية بوجود ثلاثة حالات لسجود التلاوة، الأولى هي سجود التلاوة لأي شخص يقرأ القرآن سواء داخل أو خارج الصلاة، الثانية هي سجود التلاوة لمن يستمع لآية تتطلب السجود سواء داخل الصلاة أو خارجها، والثالثة هي سجود التلاوة لمن يصلي خلف الإمام ويقتدي به في الصلاة السرية ولا يسمع فيها آية السجدة.
  • أما بالنسبة لحكم السجود للتلاوة، فسنستعرضه لكم في الفقرة التالية.

حكم سجود التلاوة

  • اتفقت المذاهب المالكية والحنابلة والشافعية على أن سجود التلاوة سنة مؤكدة يجب أن يؤديها القارئ والمستمع للقرآن.
  • تم الاستناد في ذلك الرأي على حديث ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ علينا السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد، حتى لا يجد أحدنا موضع جبهته. واستندوا أيضا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال إن الشيطان يعتزل ويبكي عندما يسجد ابن آدم بعد قراءة السجدة. وفي رواية أخرى قال: إذا أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وإذا أمرت بالسجود فأبيت فله النار. وفي رواية أخرى: فعصيت فله النار. وبالإضافة إلى قول الله تعالى في سورة الانشقاق “وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون.
  • أما بالنسبة للحنفية، فقد يرون أن سجود التلاوة واجب، وذلك بسبب أن بعض آيات التلاوة تدعو إلى السجود، وبسبب انتقاد بعضها الآخر لمن لا يسجد.
  • وهناك من يرى أن سجود التلاوة ليس واجبا على المستمع والقارئ، واستندوا في ذلك إلى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل زيد بن ثابت رضي الله عنه، فزعم أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم: والنجم. فلم يسجد فيها.
  • بجانب هذا الحديث، حضر ربيعة بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى وصل إلى سجدة في القراءة، فنزل فسجد، وسجد الناس معه. وعندما جاءت الجمعة القادمة، قرأ بها حتى وصل إلى سجدة القراءة، وقال: يا أيها الناس، إنا ما زلنا نسجد، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وزاد نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: إن الله لم يفرض السجود إلا علينا إذا أراد ذلك.

شروط سجود التلاوة

  • يجب على المسلم أن ينوي أداء هذه السجدة عندما يتوقف عندها أثناء قراءته أو استماعه للقرآن الكريم.
  • هذه السجدة إلزامية للمسلم فقط وليس لغير المسلم.
  • يجب أن يكون المسلم البالغ عاقلا، ولكن إذا قام بها الصبي الذي لم يبلغ فلا مشكلة.
  • يجب تجنب سجود التلاوة في الأوقات المكروهة، وفقا لجمهور الفقهاء.
  • شرط ستر العورة هو موضوع للجدل بين الفقهاء، فهناك من يرون أنه يجب على المرأة أن تغطي رأسها فيها مثلما يجب في الصلاة الكاملة، وهناك من يرون أنه لا يجب على المرأة أن تغطي شعرها فيها لأن هذا السجود ليس صلاة.
  • شرط الطهارة أيضا موضوع للنزاع، حيث اتفق الفقهاء الأربعة على أن سجود التلاوة هو صلاة وبالتالي يجب أن يكون هناك طهارة فيها، واعتمدوا رأيهم على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يقبل الله صلاة بغير طهور”، أما السلف فرأوا أن الطهارة ليست شرطا لأداء سجدة التلاوة، واعتمدوا في ذلك على أنه لا يوجد نص صريح يشترط الطهارة عند سجود التلاوة، وأيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشترط الطهارة عند سجود التلاوة.
  • أما في حالة الاستماع للقرآن الكريم فقد رأت المذاهب المالكية والحنابلية أن أداء المستمع للقرآن للسجود يشترط قصده للسماع، بينما يرون المذهب الحنفي والشافعي أن قصد الاستماع ليس شرطا لأداء سجدة التلاوة، بل يكفي الاستماع فقط حتى وإن كان دون الانصات.
  • يرى الحنابلة والمالكية أنه يجب أن يكون القارئ ذكر بالغ عاقل حتى يكون سجود التلاوة صحيحا، لأنه لا يصح عند تلاوته من قبل امرأة أو صبي، بينما يرى الحنفية والشافعية أن سجود التلاوة صحيح عند تلاوته من قبل امرأة أو صبي.
  • يعتقد الشافعية أنه يجب أداء سجود القراءة عند سماع آية السجدة بالكامل دون نقصان.
  • في حالة الصلاة، اشترط جمهور الفقهاء عدم قراءة آية السجدة بقصد السجود لصحة سجود التلاوة، فإذا قرأها المصلي بقصد السجود، فإن صلاته تبطل، واتفقوا على عدم سجوده للتلاوة في حالة صلاته بمفرده.
  • أما إذا كان المصلي مأموما، فلا يسجد إلا بعد أن يسجد إمامه حتى لا تبطل صلاته.

كيفية أداء السجدة عند قراءة القرآن

هناك أكثر من طريقة لأداء السجود عند قراءة القرآن، وذلك حسب رأي الفقهاء وتكون كالتالي:

  • يعتقد الحنفية أنه إذا كان القارئ يصلي، فيجب عليه أن ينوي سجود التلاوة، ويمكنه الانتظار حتى ينتهي الآية التي تتطلب السجود ثم يسجد، أو يسجد مباشرة بعد قراءة الآية التي تتطلب السجود ثم يكمل قراءة الآية بعد السجود ثم يركع في كلا الحالتين. وإذا قرأ القارئ تلك الآية خارج الصلاة، فعليه أن يكبر ثم يسجد ويكبر مرة أخرى حتى ينتهي من سجوده.
  • في حين يرون الحنابلة أن سجود التلاوة يتطلب التكبير مرتين، التكبيرة الأولى عند السجود والتكبيرة الثانية عند الارتفاع من السجود، وهذا ينطبق سواء في الصلاة أو خارجها.
  • في رأي المالكية، النية شرط لسجود التلاوة وبعدها يليها التكبير مع إمكانية رفع اليدين ثم السجود ومن ثم التكبير مرة أخرى ورفع الجسد من السجود، وتنتهي السجدة بالتسليم. هذا الأمر ينطبق في حالة أن تكون السجدة خارج الصلاة، أما إذا كانت ضمن الصلاة، فيجب على المصلي أن ينوي ثم يسجد ثم ينهض للركوع.
  • المالكية ترون أنه إذا كانت السجدة خارج الصلاة، يكون ذلك بالنية ثم التكبير ثم الخفض للسجود ثم التكبير عند الرفع من السجود، ولكن دون التسليم.
  • ويوجد دعاء خاص يقال أثناء سجود التلاوة وسنستعرضه لكم في الفقرة التالية.

دعاء سجود التلاوة

أما بالنسبة لما يقال أثناء سجدة التلاوة ، فهناك أدعية وأقوال من النبي صلى الله عليه وسلم

  • يا الله، أسجد لك، وأؤمن بك، وأسلم لك، يسجد وجهي لله الذي خلقني وصورني، وشق سمعي وبصري، تبارك الله، أحسن الخالقين.
  • “اللهم اكتب لي بها أجرا عندك واحمل عني بها ذنبا واجعلها لي عندك كنزا واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود”.

ماذا يقال في سجدة التلاوة إذا لم أسجد

  • تثار تساؤلات لدى البعض حول ما يجب قوله في سجدة التلاوة إذا لم يتمكنوا من السجود، هل يمكنهم أن يكتفوا بالتسبيح وقول “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”؟.
  • كانت هذه مسألة مثيرة للجدل بين العلماء، فبعضهم أجازها وبعضهم رأى أنها بدعة لا أصل لها في السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى