القواميس و الموسوعاتالمراجع

تعريف الديمقراطية

يتساءل الكثيرون عن تعريف الديمقراطية، وهو المصطلح الذي يتكرر كثيرا في البرامج الإخبارية والصحف اليومية ويتداوله العديد من رجال السياسة حول العالم، حيث تمثل أحد أبرز أنماط الحكم السياسي في العديد من دول العالم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالثورات التي تعبر عن طموحات ورغبات الشعب في المطالبة بالحقوق الأساسية مثل العدالة والحرية. أحد أبرز هذه الثورات هي الثورة الفرنسية التي اندلعت في عام 1789 م، حيث خرج الشعب بأكمله للتعبير بشكل سلمي عن مطالبه في الحرية والعدالة الاجتماعية. وبناء على ذلك، فإن الديمقراطية ليست مفهوما جديدا، بل تعود جذورها إلى القرن الثامن عشر وقبله. ويتم الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية والبحث في سبل تعزيز وتطوير هذا النظام بشكل أفضل في الخامس من سبتمبر. وسنقدم لكم شرحا لمعنى هذه الكلمة من خلال موسوعتنا.

تعريف الديمقراطية في اللغة

  • في الأساس، كلمة ديمقراطية هي كلمة أجنبية ومشتقة من الكلمة اليونانية ديموس كراتين .
  • حكم الأغلبية يشير إلى حكم الشعب، حيث يشير المقطع “ديموس” في معناه إلى الجمهور، وكذلك “كراتين” يشير في معناه إلى الحكم.

مفهوم الديمقراطية اصطلاحًا

  • يقول الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، أبراهام لينكولن، في تعريف مصطلح الديمقراطية “حكم الشعب، من قبل الشعب، ومن أجل الشعب .
  • هذا يعني أن الحكم السياسي للدولة يعبر عن رغبات وتطلعات الشعب في الحصول على حقوقه وتنمية الدولة من خلال ممارسة السيادة والسلطة العليا، وذلك يتم من خلال انتخاب رئيس يمثل أغلبية الشعب.
  • وهذا يعني أيضا أن الشعوب هي من تحمل السلطة وليست الرؤساء، ويتميز هذا النظام بتطبيق حرية الفرد في التعبير عن آرائه وأفكاره بأشكال مختلفة وقبول آراء متنوعة.
  • يتيح هذا النظام حرية اختيار رئيس الدولة وأعضاء مجلس الشعب وتشكيل أحزاب ذات اتجاهات مختلفة، ويعتبر هذا النظام من أفضل الأنظمة في العالم حيث يقضي على الاستبدادية ويحد من انتشار فساد السلطة.

مفاهيم الديمقراطية

  • عرف الأديب والسياسي البريطاني أندرو هيوود أن الديمقراطية تعني التعاون بين الشعب والحكومة في العمل على تطوير الدولة.
  • أما الخبير السياسي جيم كيلكولين، فهو يعرف بأنه حكم الأغلبية الذي يعتمد على الانتخابات الحرة في اتخاذ القرارات.
  • ويعتقد الدكتور جون هيرست أن الديمقراطية تعني إعطاء الشعب السلطة العليا والسيادة الكاملة.
  • الديمقراطية هي النظام المعاكس للديكتاتورية أو النظام الاحتكاري الذي لا يعبر عن إرادة الشعب وإنما يكون الحاكم هو من يسعى لحكم الشعب بالقوة والاستبداد.
  • بالإضافة إلى قمع الحريات وعدم تحقيق المساواة، يفرض النظام الرأي الواحد بالقوة من خلال وسائل الإعلام الموجودة.
  • يعتبر نظام حكم الرئيس الألماني هتلر من أشهر الأمثلة على هذا النوع من الحكم، ويشار إليه أيضا بـ “الأوليغارشي” وهو حكم الأقلية.

معنى الديمقراطية في الإسلام

  • الديمقراطية في الإسلام تختلف في معناها عن المعنى العام حيث تشير إلى الحكم السياسي الذي له أساس ديني.
  • وهذا يعني إصدار الأحكام والقوانين والقرارات وفقا لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • وهذا بدوره يساعد في تجنب إصدار أحكام غير مشروعة من الناحية الشرعية ، مثل شرب الخمور التي يحظرها بعض الدول الإسلامية مثل أفغانستان.

تاريخ الديمقراطية

  • في القرن الخامس الميلادي في اليونان، بدأ تطبيق النظام الديمقراطي من خلال إنشاء ثلاثة سلطات تضم ممثلين عن الشعب وهم: جمعية ديموس، مجلس الخمسمئة، وهيئة المجالس التشريعية.
  • تتخصص هذه السلطات في اتخاذ القرارات السياسية المناسبة، وكان يسمح فقط للرجال بالمشاركة في العملية السياسية بدون المشاركة النسائية والأقليات الأجنبية.
  • انتقل النظام الديمقراطي من اليونان إلى إنجلترا لأول مرة في عام 1215م عندما تم إصدار “الوثيقة العظمى” التي تنص على مساءلة الملك في حالة قصوره أو ارتكابه أخطاء ضد الشعب، إلى جانب تقليل انتهاكات الأقطاب السياسيين التي كان يعاني منها الشعب بشكل عام.
  • لم تبدأ الديمقراطية بالانتشار بشكل حقيقي سوى بعد حلول القرنين السابع والثامن عشر حيث نشأت من هذا النظام أشكال وصور متنوعة من الحكم السياسي.
  • ظهر الحكم الفيدرالي الذي يقسم الحكومة إلى حكومات مصغرة لكل مدينة من مدنها، وهو واحد من أشكال الحكم الديمقراطي المعروفة عالميا، ومن الدول التي تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين والنمسا وألمانيا.

أنواع الديمقراطية

الديمقراطية المباشرة

  • يعتمد هذا النوع من الحكم الديمقراطي على إرادة الشعب في القرارات والقضايا الهامة والمصيرية، ويتم ذلك من خلال إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
  • يعني أن الشعب يشارك مباشرة في الحكم السياسي ويمثل السلطة الأساسية في أي قرار يتخذه الحكومة، ولا يجوز للحكومة تنفيذ أي قرار مهم دون الحصول على تصويت من الشعب.
  • يتم تطبيق هذا النوع من الحكم في الدول المتقدمة التي تتمتع بالتقدم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهي الدول التي تمتاز بعدد سكانها الأقل مقارنة بالدول الكبرى مثل سويسرا.

الديمقراطية التعددية

  • تشير فكرة الديمقراطية التعددية إلى تشكيل عدة أحزاب، حيث يتبنى كل حزب منها أفكار واتجاهات متنوعة، إلى جانب التركيز على مناقشة القرارات والقضايا التي تهم أفراد المجتمع.
  • وهذا في نفس الوقت يؤثر بشكل فعال على اتخاذ القرارات من قبل الحكومة التي تتوصل إليها هذه الأحزاب، ومن بين الدول التي تطبق الديمقراطية التعددية الولايات المتحدة الأمريكية.

الديمقراطية النيابية

  • تسمى الديمقراطية غير المباشرة بمجلس الشعب أو البرلمان، ويتم انتخاب أعضاء الشعب عن طريق التصويت، حيث يتم اختيار ممثلين للأغلبية يتحملون مسئولية اتخاذ القرارات التي تعبر عن حقوق ومطالب الشعب.
  • يتألف المجلس من أعضاء ذوي خبرة سياسية وكفاءة عالية يمكنهم اتخاذ القرارات المناسبة.

أركان الديمقراطية

تمثل أركان الديمقراطية العناصر الأساسية التي تحقق نجاح هذا النوع من الحكم، وتتمثل هذه الأركان فيما يلي:

المجتمع المدني

  • وهو المجتمع الذي يضم مجموعة من الأنشطة المجتمعية والتطوعية التي تهدف إلى تنمية وتطوير المجتمع، من خلال المساهمة في منح الحقوق والحريات وتحقيق العدالة والمساواة، وفي سبيل تعزيز تطور الديمقراطية.
  • وتشمل هذه الأنشطة إقامة النقابات والمنتديات المجتمعية والأندية.

حرية التعبير

  • وهي تعني رفع القيود عن الآراء المختلفة التي يعبر عنها الشعب.
  • بالإضافة إلى منح حرية وسائل الإعلام من الصحافة والتلفزيون في التعبير عن آرائها بحرية، سواء كانت مؤيدة للحكومة أو ضدها.

الانتخابات

تمثل الانتخابات صورة من صور النزاهة والشفافية في التعبير عن إرادة الشعب وقراراته، سواء في اختيار رئيس الدولة أو أعضاء مجلس الشعب أو التصويت على القرارات الحاسمة، وهذا يشير إلى المصلحة العامة للشعب.

سيادة القانون

من أجل أن تكون الديمقراطية ناجحة ومطبقة بشكل صحيح، يجب تنفيذ القوانين التي تحدد حقوق وواجبات أفراد المجتمع وتفرض العقوبات على المخالفين، وهذا يساعد في إدارة الحكم الديمقراطي بشكل منظم.

التسامح السياسي

  • يمثل التسامح السياسي شكلا من أشكال تطبيق الحريات في المجتمع ومنح الحقوق للجميع بغض النظر عن جنسهم أو دينهم أو عرقهم في إطار تحقيق أحد أهداف الديمقراطية في العدل والمساواة.
  • بالإضافة إلى ذلك، يشمل حقوق الإنسان قبول حرية أفراد المجتمع في التعبير عن آرائهم السياسية بشكل سلمي، مثل المظاهرات والاعتصامات.

اللامركزية

  • تعمل اللامركزية على تقليل احتكار الحكومة للسلطات في الدولة.
  • بالإضافة إلى تنفيذ حكم الأغلبية من الشعب، يتعاون الشعب مع الحكومة في هذا الحكم.

النزاهة والشفافية

  • ليحقق النظام الديمقراطي النجاح، يجب توافر مبادئ أساسية مثل النزاهة والشفافية، ويجب على الحكومة الالتزام بهذه المبادئ أمام الشعب لتستحق الثقة التي منحها الشعب لها .
  • بالإضافة إلى الالتزام بالمسؤولية الكاملة في تلبية مطالب الشعب مثل توفير الخدمات في مختلف القطاعات مثل القطاع الصحي.

أهداف الديمقراطية

تشتمل الديمقراطية على مجموعة من المبادئ والأهداف التي تشير إلى نجاح تطبيقها وتتمثل في ما يلي:

  • التخلص من النظام الاستبدادي والحكم المركزي الذي يقم على قمع الحريات وحرمان الحقوق وانتشار الفساد السياسي والإداري.
  • تحقيق العدالة الاجتماعية بين طبقات المجتمع.
  • تحقيق الحكم الغالبية يعني أن الشعب لديه السلطة العليا والسيادة الكاملة عن طريق انتخاب شخص يمثله في رئاسة الدولة ومجلس الشعب.
  • حفظ حقوق وحريات أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم المختلفة.

مباديء الديمقراطية

  • الإيمان بالسلطة المشتركة، وهي السلطة التي يشارك فيها أفراد الشعب دون أن تكون حكرا على الحكومة فقط.
  • يجب أن يؤمن جميع أفراد المجتمع بالتطور والعقل وأن التغيير والتقدم في الدولة أمر ضروري يجب أن يعمل عليه الجميع بالتعاون مع الحكومة.
  • الإيمان بالتعايش المجتمعي من خلال تكاتف الأفراد وتوحدهم من أجل تنمية المجتمع، وهذا يساهم في قبول اختلافات الآخرين والتصدي للفتن التي تسبب الاضطراب الداخلي للدول.
  • الاعتقاد بأهمية مشاركة الفرد بفعالية في تطوير المجتمع.

أهمية الديمقراطية

النظام الديمقراطي هو النظام السائد في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا، وتبرز أهمية هذا النظام في:

  • الهدف هو التخلص من الديكتاتورية وتركيز السلطة، حيث يهدف النظام الديمقراطي إلى تغيير رئيس الدولة وانتخاب رئيس جديد بانتظام، فهناك دول تجري انتخابات رئاسية كل 4 سنوات مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
  • يشجع النظام الديمقراطي تنمية أفراد المجتمع والسعي للتغيير نحو الأفضل، من خلال دعم التميز والابتكار، وتوعية الأفراد بقضايا المجتمع وإدراكهم لحقوقهم وواجباتهم.
  • يعمل الحكم الديمقراطي على منح الحقوق والحريات للجميع سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، دون النظر إلى التفاوت العرقي أو الديني.
  • تشكيل حكومة مؤلفة من وزارات مختلفة تحمل مسئولية كاملة، تعمل على تحسين الخدمات ورفعها، وتسعى لتلبية احتياجات المواطنين.
  • يمنح النظام الديمقراطي الفرصة للشعب للتصويت على القرارات التي يرون أنها ليست في صالحهم العام وقد تؤدي إلى إيذائهم وتضر بمصالحهم.

مساوي الديمقراطية

على الرغم من انتشار النظام الديمقراطي في الدول المتقدمة والامتيازات الكثيرة التي يتمتع بها المواطنون، فإنه يعاني من المشاكل التالية:

  • من الممكن أن يؤدي انتخاب الشعب إلى اختيار أشخاص غير جديرين بالثقة والمسئولية الكاملة، وقد يؤدي ذلك إلى فشل الحكومة في تحقيق مطالب الشعب، فضلا عن إساءة استخدام بعضهم للسلطة في نشر الفساد، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انتهاك حقوق وحريات الأفراد.
  • تحتاج عملية التصويت إلى وقت طويل للوصول إلى قرار يتم الاتفاق عليه من الشعب.
  • يستغل بعض المرشحين الانتخابات في القيام بأعمال مخالفة للمبادئ والقيم والأخلاق، مثل دفع الرشاوى من أجل الحصول على أكبر عدد من المرشحين أو التزوير في الانتخابات في بعض اللجان.
  • قد يتسبب النظام الديمقراطي في بعض الأحيان في عدم اهتمام الحكومة بتطوير الخدمات التي تقدمها للمواطنين.
  • : “في بعض الأحيان لا يتحقق أو يطبق الحكم الديمقراطي المبادئ والأهداف المطلوبة مثل المساواة بين طبقات الشعب وعدم التحيز لفئة دون الاهتمام بالفئات الأخرى.

الفرق بين الديمقراطية والحرية

يعتقد الكثيرون أن الديمقراطية والحرية هما جانبان لعملة واحدة ولهما نفس المعنى، ولكن الحقيقة أن الحرية هي جزء من مبادئ الديمقراطية وأحد أبرز مبادئها، وأن مصطلح الديمقراطية هو مصطلح عام في حين أن الحرية هي مصطلح خاص يعبر عن حق الفرد في التعبير عن آرائه وأفكاره دون قيود ودون تعرضه للقمع من أجل قمع هذا الحق.

مراجع

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى