قصة قصيرة معبرة عن الحياة والحكمة المستفادة منها
إليك أيها القارئ العزيز في الفقرات التالية أجمل قصة قصيرة تعبر عن الحياة، ففي حياتنا يوجد العديد من القصص المؤثرة التي يمكن أن نستفيد منها عبرة وعظة، وقد تكون تلك القصص حقيقية وحدثت لأشخاص حقيقيين، أو قصص تراثية تم تناقلها عبر الأجيال حتى وصلت إلينا اليوم، والهدف منها هو استخلاص العبرة والحكمة، واستخلاص المعاني السامية، ويفضل العديد من الأشخاص مشاركة تلك القصص مع الآخرين في التجمعات، ويقوم المعلمون بسرد تلك القصص للطلاب لزرع القيم الجميلة فيهم، ولذلك سنعرض لكم من خلال الفقرات التالية مجموعة رائعة من القصص القصيرة التي تحمل العبرة والحكمة، فتابعونا.
قصة قصيرة معبرة عن الحياة
قصص قصيرة مؤثرة
في يوم من الأيام، كان هناك شيخ يدرس مجموعة من الطلاب، وأراد الشيخ أن يعلمهم درسا هاما، فقام بجلب أربع تفاحات، وأعطى كل طالب تفاحة، وطلب منهم أن يأكلوا تلك التفاحة في مكان لا يراهم فيه أحد، وفعل كل طالب ذلك، وبعد وقت طويل عاد الطلاب إلى الشيخ، فسألهم عن التفاحة التي أمرهم بأكلها دون أن يراهم أحد.
أجاب التلميذ الأول قائلا (لقد سرت كثيرا حتى وصلت إلى الصحراء، وتأكدت من عدم وجود أي شخص حولي، ثم أكلت التفاحة)، وقال التلميذ الثاني (أما أنا، فقد دخلت إلى غرفتي وأغلقت الباب بإحكام، وتأكدت من عدم وجود أي شخص آخر في الغرفة سواي، وأكلت التفاحة)، وأجاب التلميذ الثالث قائلا (وأنا ركبت القارب وأبحرت به حتى وصلت إلى منتصف البحر، وبعد التأكد من أنني الوحيد في المكان، أكلت التفاحة)، ووقف التلميذ الرابع ينظر إلى معلمه وينظر إلى باقي التلاميذ، ثم مد يده نحو المعلم وكانت التفاحة في المكان من دون أن يتناولها، فسأله المعلم (لماذا لم تأكل التفاحة كما أمرتك؟)، رد التلميذ الرابع قائلا (لقد ذهبت إلى كل مكان، ذهبت إلى الصحراء، وأبحرت في البحر، وأغلقت كل الأبواب، ولكن في كل مكان كنت أدرك أن الله يراني، فلم أستطع أن آكلها).
الحكمة المستفادة من القصة
يجب على المؤمن أن يشعر بوجود الله في كل مكان، فإنه سبحانه وتعالى يراقب عباده في كل وقت وحين، ويعلم نواياهم وما في قلوبهم، وهذه القيمة الجميلة يجب أن تزرع في نفوس الأطفال منذ صغرهم، ليعلموا أن الله معنا ويعلم أعمالنا.
قصص عن الحياة الدنيا
في أحد الأيام، كان هناك رجل يتجول في الغابة ويستمتع بالمناظر الخلابة المحيطة به، ثم سمع صوت زئير يأتي من خلفه، فرأى أسدا يقف وراءه، ثم ركض الأسد فجأة يتجه نحو الرجل ويأكله، ولكن الرجل قام بالركض بسرعة في محاولة للهروب من الأسد، وفي تلك اللحظة رأى بئرا أمامه، فقفز فيهذا البئر، ثم أمسك بالحبل الذي يستخدم لسحب المياه، وتعلق بهذا الحبل، فكان الرجل متعلقا في البئر ومتمسكا بالحبل، والأسد ينتظره خارج البئر، ثم سمع الرجل صوت خفيف، فنظر إلى الأسفل ليرى ثعبانا، فشعر بالخوف والذعر، فكيف يتخلص من الأسد الذي يقف فوقه والثعبان الذي يكون تحته.
ثم رأى الرجل فرأى اثنين يقومان بسحب الحبل الذي معلق به، فحاول الرجل تبعيد الفئران حتى لا يسقط الحبل على الأفعى، ولكن في هذه اللحظة وجد خلية نحل على جدران البئر، فمد يده وأخذ قليلا من العسل وتذوقه، ووجده لذيذ المذاق، فبدأ الرجل يأكل العسل بشهية حتى نسي الأسد، ونسي الأفعى، ونسي الحبل، ونسي الفئران، ثم استيقظ الرجل ليجد أنه كان يحلم، وفي اليوم التالي ذهب إلى مفسر الأحلام ليفسر له تفسير رؤيته.
عندما سمع المفسر الرؤية، قال له إن الأسد في الحلم يمثل عزرائيل ملك الموت، والثعبان في البئر يمثل القبر، والحبل في البئر يمثل العمر، والفأران تشيران إلى الليل والنهار الذين يقلصون من عمرك كل يوم، والعسل يمثل الحياة الدنيا التي تجعلك تنسى الآخرة والقبر والحساب.
الحكمة المستفادة من القصة
تجعل أحداث الدنيا المرء ينسى أن هناك أخرة وحساب وقبر ينتظرونه، فلا تدع متاعب الدنيا تحجب عنك ما ينتظرك في الآخرة، فالحياة الدنيا هي اختبار للعباد، فمن نجح في هذا الاختبار ولم ينسى الله سبحانه وتعالى، فقد اكتسب رضا المولى والجنة في الآخرة، أما من نسي الله ونسي الآخرة، فقد خاب وخسر.
قصص عن غرور الدنيا
ذهب ولد إلى أبيه في يوم ما، وقال له يا أبي، هناك فتاة أرغب في الزواج منها، وأريدك أن تأتي معي لنذهب لها ونطلب يدها، فوافق الأب وذهب مع ابنه لرؤية تلك الفتاة والتحدث معها. وفي ذلك الوقت، شاهد الأب فتاة جميلة جدا، فقال لابنه، يا بني، هذه الفتاة جميلة جدا وتحتاج إلى رجل مسؤول جدا، وأنت لست مناسب لها. لذا، أنا سأتزوجها لأنني أستحقها”. في تلك اللحظة، غضب الابن من الأب وبدأ شجار حاد بينهما. ذهبوا إلى مركز الشرطة ليحكم الضابط بينهم، ورووا له القصة كاملة. طلب الضابط أن يحضروا الفتاة ليسألها عن رأيها في الشخص الذي ترغب في الزواج منه، وهل تفضل الأب أم الابن؟.
عندما حضرت الفتاة ورأى الضابط إياها، استغرب من جمالها وقال إنها فتاة ذات مقام عال ولا ينبغي لأحد أن يتزوجها إلا ضابطا، وطلب يدها للزواج. حدثت مشادة كلامية بين الأب والابن والضابط، وذهبوا جميعا إلى الوزير وأخبروه بالقصة بالتفصيل. عندما رأى الوزير الفتاة، قال إنها لن تتزوج أحدا غيره وطلب يدها للزواج. تشاجروا جميعا مرة أخرى وقرروا الذهاب إلى حاكم البلاد ليحكم بينهم بالعدل.
ذهب الأب والابن والضابط والوزير والفتاة إلى الحاكم، وعندما سمع القصة ورأى الفتاة، قال الحاكم برد: “تلك الفتاة تستحق أن تكون أميرة ويجب أن تتزوج أميرا يشبهها، لذا سأتزوجها أنا”. ثم تشاجروا جميعا مرة أخرى، فردت الفتاة قائلة: “أنا سأجري وتلك الذين يلحقون بي ويمسكونني هم من يستحقونني وسيتزوجونني”. وبالفعل، بدأت الفتاة بالركض وتبعها الأب والابن والضابط والوزير والأمير، وفجأة سقطوا جميعا في حفرة كبيرة.
فالتفتت الفتاة إليهم قائلة (هل عرفتم الآن من أنا؟، أنا الدنيا، تركضون جميعا خلفي، وتنسون أنفسكم، ولا تعلمون أن نهايتكم ستكون في القبر، وأنني زائلة ولن أبقى لأي أحد).
الحكمة المستفادة من القصة
تلهينا الحياة بأحداثها، وتثير رغبتنا في الوصول إلى المراتب العليا، وجمع الثروات، والتنافس مع الآخرين، حتى ننسى الحياة الآخرة، وأن هناك حسابا ينتظرنا، فمهما طال عمر الإنسان، ومهما وصل إلى أعلى موقع، سوف يدرك أن نهايته ستكون في القبر، وأن الحياة لن تستمر له.
قصص مؤثرة
كانت هناك فتاة جميلة تخرج كل يوم بعد شروق الشمس لتجلس على البحيرة وتستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، وتراقب الطيور والأشجار المحيطة بها، وتنظر إلى المياه النقية التي تعكس صورتها، وتستمر في التأمل في صورتها المنعكسة على المياه، ثم تبدأ في تصفيف شعرها وهي تغني بصوت جميل وعذب.
في يوم ما، أخذت أخوها معها إلى البحيرة، وفي حين كانت تجلس تمشط شعرها وتنظر إلى صورتها في الماء وتغني بصوت جميل، قام أخوها برمي حجر في البحيرة، فبدأ الماء يتموج وصورتها الانعكاسية أصبحت غير واضحة، فغضبت كثيرا من فعله، وبدأت تضع يدها في الماء لتحاول تهدئة تلك الموجات واستعادة صورتها الأصلية، ولكن كلما وضعت يدها، زاد اضطراب الماء، وزاد غضبها واستياءها.
مر عليها رجل كبير وهي تبكي وسألها عن سبب بكائها بصوت عال، وعن سبب وضع يدها في الماء ومحاولتها أن تمسك الأمواج، فأخبرته أنها تحاول أن تعيد السكون للماء كما كانت من قبل، فقال لها الرجل سأوجهك إلى الحل، فقالت له دلني عليه، ومهما كلفني الأمر سأقوم به، رد عليها الرجل قائلا (اتركي الماء وحده حتى يهدأ ويسكن).
الحكمة المستفادة من القصة
هناك العديد من الأمور في حياتنا التي تحتاج إلى الحكمة والهدوء في التصرف، والصبر في انتظار النتيجة المطلوبة، فالإسراع والغضب وعدم التفكير قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة دون حلها.
قصص قصيرة معبرة عن الأمل
كان هناك إمام مسجد يؤدي صلاة الجمعة ويخرج بابنه بعدها لتوزيع كتب دينية، تدعو الناس لعبادة الله والاقتراب منه. تلتزم هذه العادة الإمام مع ابنه البالغ من العمر الحادية عشرة عاما، في ليلة ماطرة وبرد قارس، قرر الأب أنهما لن يخرجا ولن يوزعا الكتب هذا الأسبوع، لكن الابن رفض وأصر على أهمية تقديم الكتب. شعر الأب بالإرهاق واقترح على ابنه أن يخرج وحده لتوزيع الكتب بينما يستلقي في المنزل للاسترخاء والاستمتاع بالدفء.
في الواقع، لبس الابن العديد من الملابس الثقيلة لحمايته من برودة الجو، وبدأ بالتجول في الشوارع وتوزيع الكتب على الناس، وفي نهاية اليوم، بقي لديه كتاب واحد فقط في حقيبته، ولكنه لم ير أي شخص في الشارع، لذا كانت الشوارع فارغة من المارة، واستمر الفتى في التجول في الشوارع لفترة طويلة، حتى رأى منزلا أمامه، فقرر أن يطرق باب هذا المنزل ويعطي الكتاب لصاحبه.
ذهب الفتى ودق الباب، لكنه لم يفتح له. انتظر دقيقة ثم دق مرة أخرى. في تلك المرة، فتحت امرأة الباب له وكانت تبكي. قام الولد بابتسامته وقال: “مساء الخير يا سيدتي، جئت لأقدم لك هذا الكتاب وأقول لك أن الله معنا في كل وقت وحين ومطلع على ما في قلوبنا.” ثم أعطاها الفتى الكتاب ورحل.
في الجمعة التالية بعد انتهاء الإمام من الصلاة، تقدمت امرأة بين الحضور وهي تبكي وترغب في أن تحكي قصتها، وقالت إنها في الجمعة الماضية كانت غير مسلمة، وكانت تعاني من اليأس وفقدان الأمل، وقررت الانتحار وإنهاء حياتها، فصعدت إلى الطابق العلوي وعلقت حبلا من السقف، ووضعت كرسيا تحته، وقررت أن تشنق نفسها لتنتحر.
في ذلك الوقت، توقفت عن الرد على الباب عندما دق، ولكن الباب دق مرة أخرى، كأن هناك شخص مصر على مقابلتي، فنزلت من الكرسي وفتحت الباب لأجد هذا الصبي الصغير يجلس في الصف الأول ويمد يده ليعطيني هذا الكتاب الصغير، فأخذت الكتاب ودخلت إلى المنزل، ثم بدأت في القراءة وعرفت أن الله أرسل هذا الصبي لإخراجي من الظلام واليأس وإلى نور الإيمان والأمل، فأعلنت أنا آمنت بالله وبقدره، ونزل الشيخ من المنبر واحتضن ابنه وهو يبكي فخرا به.
الحكمة المستفادة من القصة
قد تكون هناك بعض الأعمال البسيطة في نظرك، والتي تعتقد أنها لا تجعل فرقا كبيرا بين الأشخاص، ولكن هذا غير صحيح، فمهما كانت الأعمال الصالحة وأعمال الخير بسيطة، فقد تكون سببا في النجاة لشخص آخر.
قصص عن الأمل وعدم اليأس
كان هناك رجل لديه خمس بنات، وزوجته متوفاة، وترعرعت بناته وتقدم أربعة رجال للزواج منهن، لكن البنت الكبيرة رفضت الزواج وقالت إنها لن تتزوج وتترك أبيها بدون رعاية، فقرر الأب تزويج البنات الأربعة وبقيت الكبيرة معه في نفس المنزل لتعتني به، حتى توفي الأب، ثم اجتمعوا معا لفتح الوصية واكتشفوا أن الأب كتب فيها (لا تبيعوا هذا المنزل حتى تتزوج أختكم الكبيرة)، لكن الفتيات غضبن وقرروا بيع المنزل ليأخذ كل واحدة منهن حقها فيه، دون أن يفكروا في أختهم الكبيرة وأنها ستبقى دون منزل وزواج، ولكن الفتيات أصروا على هذا القرار.
وفعلا، تم بيع هذا البيت إلى رجل ثري، واستلمت كل امرأة حصتها من المال، وانتقلت إلى منزلها بسعادة، فاتصلت الابنة الكبرى بالرجل الذي اشترى البيت، وروت له قصتها، وقالت له (أرغب في أن أطلب منك طلبا، وهو أن تتركني في هذا البيت لبضعة أيام حتى أجد مأوى لي، وأعدك بالرحيل فورا عندما أجده حتى تأتي وتستلم منزلك)، أجاب الرجل أنه لا داعي للقلق، ويمكنها البقاء كما تشاء.
بعد مرور شهر، تلقت الفتاة اتصالا من صاحب البيت، مما أثار توترها وقلقها من أن يطلب منها أن تخرج من البيت، إلا أنه عندما ردت، أخبرها الرجل أن هناك ردا قادما من المحكمة قريبا، حيث تم نقل ملكية البيت من الرجل إليها وتم كتابته بإسمها، وقال لها: “أتقدم بالبيت كمهر لك، فإن أردتي ووافقتي على أن تكوني زوجتي، سأكون ممتنا لك، وإن رفضتي، فهذا قرارك الذي سأحترمه، وفي كلا الحالتين سيكون البيت من نصيبك، فأنت هي الابنة الأفضل، وأعلم أنك ستكونين الزوجة الأفضل”، وفي ذلك الوقت بكت الفتاة كثيرا، بعد أن علمت أن الله لن يضيع أجرها أبدا.
الدروس المستفادة من القصة
لا يضيع الله أجر من عمل حسن، ومن أحسن معاملة أهل بيته وأكرمهم وعاملهم بطريقة حسنة، فإن الله سيرزقه بالخير كمكافأة لما فعل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (أحسنكم أحسنكم لأهله).
وللمزيد من القصص يمكنكم الاطلاع على: