تعريف الحج أركانه ومقاصده
تعريف الحج أركانه ومقاصده
أولاً: تعريف الحج
الحج هو فريضة على كل مسلم ومسلمة الذين يمتلكون القدرة المادية والقدرة على القيام به. إنه من أركان الإسلام الخمسة ويفرض مرة واحدة في العمر. ومن يقوم به بعد ذلك يحصل على أجر إضافي. إنه الفريضة الوحيدة التي ترتبط بالقدرة سواء كان ذلك بسبب الصحة أو القدرة المادية. يتضمن الحج الذهاب إلى الكعبة المشرفة لأداء الطواف بعد الإحرام، ومن ثم الذهاب إلى منى لرمي الجمرات، ومن ثم أداء طواف الإفاضة، ثم قضاء أيام التشريق في منى، وأخيرا طواف الوداع. تشمل تلك الأمور سلسلة من الطقوس مثل السعي بين الصفا والمروة والذهاب إلى المزدلفة.
من المعروف أن الحج كان من الفروض التي فرضت قبل الإسلام، وكان المؤمنون يحجون إلى بيت الله الحرام، ولكن انتشرت البدع في البلاد ودخلت العبادة للأوثان، وأضلهم الشيطان عن هذه الفريضة، حتى فرضها الله في العام التاسع من الهجرة على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
ثانيًا: أركان الحج
هناك مجموعة من الأركان التي يجب أداؤها لصحة الحج، وتكون على النحو التالي:
الإحرام
يجب البدء بالإحرام كخطوة أولى، وذلك بالاغتسال وتطييب الجسم بالمسك دون الثياب، ثم ارتداء الملابس الحجية المخصصة، وهي عبارة عن رداء أبيض غير مخيط للرجال، أما النساء فلهن حرية اختيار الملابس دون قيود للون، ولكن يجب عليهن تغطية جميع أنحاء الجسم وتجنب ارتداء النقاب. بعد ذلك يجب على الحاج أداء ركعتين صلاة، ثم النية لأداء فريضة الحج بنوعها المفرد أو المقرن أو المتمتع.
بمجرد أن يحرم الشخص نفسه، يجب أن يمتنع عن قص الأظافر أو تقليمها وكذلك إزالة الشعر وممارسة الجماع، ويجب عليه أيضا تجنب استخدام العطور أو الصيد. إذا فعل ذلك بسهو أو بدون علم، فلا عليه إثم أو فدية، ولكن إذا فعلها بنية وعمدا، فعليه دفع فدية.
ثم يقوم الحاج بأداء طواف القدوم، وهو يطوف حول الكعبة سبع مرات، ويكرر قوله “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، الحمد والنعمة لك وحدك والملك لا شريك لك” بصوت مسموع للرجل وبصوت هادئ للمرأة.
التروية أو المبيت في منى
يوم عرفة
هذا هو اليوم الأول من عيد الأضحى في التاسع من شهر ذي الحجة، وفي هذا اليوم يتوجه الحجاج من منى إلى جبل عرفة، حيث يصلون صلاة الظهر والعصر مجتمعتين ومقصرتين، ثم يقف كل حاج على الجبل من صلاة الظهر ليدعو الله بما يريد من أمور الدنيا والآخرة.
ومن الأمور المهمة التي يجب أن نعرفها هي أن عرفة يقال أنها سميت بهذا الاسم لسببين، الأول هو أن الله سبحانه وتعالى جعلها موطنا لتعارف آدم وحواء، والثاني يقال أن سبب التسمية يعود إلى أن جبريل عليه السلام طاف بنبي الله إبراهيم في هذا المكان لشرح مناسك الحج، وكان يسأله “هل تعرف”، فيجيب سيدنا إبراهيم: “نعم تعرفت.
وعن فضل هذا اليوم، حدثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إن الله يفتخر بأهل عرفات أمام سكان السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي الذين جاءوا إلي متسخين ومغبرين”. وأما أفضل الدعاء في يوم عرفة، فهو “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
المزدلفة
عندما يحل وقت الغروب، يتوجه الحجاج إلى المزدلفة لأداء صلاة المغرب والعشاء مجتمعتين مع تأخير، ويكثرون من الدعاء في هذا الوقت، ثم يقضون الليل في المزدلفة استعدادا للانتقال إلى منى في اليوم التالي لرمي الجمرات.
أول أيام عيد الأضحى
يوم 10 من شهر ذي الحجة هو يوم يذهب فيه الحاج إلى منى ليبدأ وقت رمي الجمرات من طلوع الشمس حتى زوالها، وفقا لما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. يسمح أيضا بتأخير ذلك حتى قبل فجر اليوم التالي في حالة وجود عذر ما. يجب على الحاج أن يبدأ رمي الجمرات مع رفع يديه والتكبير قائلا: “بسم الله، والله أكبر، رغما للشيطان وحزبه وإرضاء للرحمن”.
ثم يكون له القدرة على ذبحها وتناولها، وكذلك يتصدق ببعضها، وليس الذبح مقتصرا على هذا اليوم فقط، بل يمكن أن يستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك. بعد ذلك، يجب على المحرم أن يحلق أو يقصر شعره، أما المرأة فلها اختصار شعرها. ثم يجوز له كل شيء محظور عليه، ما عدا الجماع أو الشهوة. في هذه الحالة يمكنه استخدام العطور وارتداء الملابس التي تغطي العورة.
وهنا يأتي طواف الإفاضة، حيث يطوف الحاج حول الكعبة الشريفة سبعة أشواط، بدءا من الحجر الأسود، ويسمح له بالصلاة في مقام إبراهيم وشرب ماء زمزم. وبعد ذلك يقوم بالسعي بين الصفا والمروة، وذلك في حالة كان متمتعا، حيث يلزمه سعي للعمرة وآخر للحج، أما إذا كان مفردا أو قارنا فيلزمه سعي واحد فقط. وللتفصيل بين الأنواع الثلاثة، يرجى الرجوع إلى مقالة أنواع الحج.
بعد أداء السعي بين الصفا والمروة، يتحلل الحاج للتحلل الثاني، حيث يسمح له بالقيام بجميع الأشياء التي كان محرما عليه القيام بها، بما في ذلك الجماع.
أيام التشريق
هذه الأيام الثلاثة هي الأيام التي تلي أول أيام عيد الأضحى المبارك. تبدأ من اليوم الحادي عشر وتنتهي في اليوم الثالث عشر. خلال هذه الأيام، يقوم الحجاج برمي الجمرات بشكل متتابع في كل يوم. يبدأ برمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، وينتهي برمي الجمرة الكبرى، ويكبر عند رمي كل حصاة.
طواف الوداع
بعدما يغادر الحجاج منطقة منى، يعودون إلى الكعبة المشرفة لإكمال مناسك الحج بأداء طواف الوداع، وذلك تقليدا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت”. يعني أنه يجب على الحجاج أن يؤديوا طواف الوداع قبل مغادرة مكة. أما بالنسبة للمرأة الحائض أو النفساء، فليس عليهن أي ضرر في ذلك وليست مطالبة بدفع فدية.