الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

عدد مراتب الايمان بالقدر

إليك يا عزيزي القارئ عدد مراتب الإيمان بالقدر في حياة المسلم، إذ أنه من أركان الإيمان بالله التي أمرنا الله تعالى بأن نؤمن بها، فإن في الإيمان بالقدر خيره وشره لخير العبد الصالح الذي يتدبر قول الله تعالى في سورة الأحزاب في الآية 38 “وكان أمر الله قدرا مقدورا”، فإن في تفويض الله الأمر كله خير للمسلم وراحة للقلب والعقل والجسم من شرور القلق والخوف مما هو قادم.

فإن الخير بأكمله بيد الله، حيث يمكنه أن يعطي ويمنع حسب مشيئته، ولكل الأمور والتدابير التي يقوم بها الله سبحانه وتعالى حكمة لا يعلمها سوى هو، لذا نستعرض في مقالنا في موسوعة مراتب الإيمان بالقدر مع الأدلة المدعمة، فتابعونا.

عدد مراتب الايمان بالقدر

يجب عليك أيها القارئ العزيز أن تدرك مراتب الإيمان بالقدر، سواء كان خيرا أم شرا، وأن تفوض الأمور لله عز وجل، حتى تظهر لك قيمة الإيمان بالقدر وتفويض الأمور لله، كما ورد عن سيدنا جبريل عندما نزل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسأله عن المعنى الحقيقي للإيمان، فأجابه بأن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث. وسأله أيضا عن المعنى الحقيقي للإسلام، فأجابه بأن الإسلام هو أن تعبد الله وحده ولا تشرك به أي شيء. ولذلك، فإن الإيمان بالله هو من أركان الإيمان، وفيما يلي سنستعرض تلك المراتب من خلال السطور التالية

  • الإيمان بالقدر يتنوع في مستوياته، حيث تصل مستويات الإيمان إلى أربعة مستويات، وهي: مستوى المعرفة، ومستوى الخلق والإرادة والكتابة. وفيما يلي تفسير كل هذه المستويات الإيمانية وطبيعتها، مع الأمثلة.
  • ووفقا لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه مع سيدنا جبريل، فإنه قال: “لا يؤمن العبد حتى يؤمن بالقدر وما فيه من خير وشر من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه”، وقد رواه الترمذي وصححه الألباني.

مراتب الإيمان بالقدر مع الأدلة

نقدم لكم أيها القراء الأعزاء مراتب الإيمان مع الأدلة في السطور التالية، حيث تتعدد هذه المراتب إلى أربعة، ونشرحها بالأدلة والأمثلة الحياتية التي تسهل فهمها وتقربها.

مرتبة العلم

  • يجب على المسلم أن يدرك أن الله وحده يعلم الغيب، إذ أنه وحده يعرف ما كان وما سيكون بأمره، وفي الوقت نفسه لا يجبر الإنسان على فعل شيء لا يرغب فيه، ويمكننا أن نأخذ مثالا على ذلك في الحياة الدنيوية حيث يعرف الطبيب حالة المرضى ومن يمكنه العيش لفترة طويلة ومن يمكنه الوفاة في غضون أيام قليلة، وذلك وفقا لحالتهم الصحية وتاريخهم المرضي، ولا يجبر الطبيب أحدا على إنهاء حياته أو الشفاء السريع، بينما يعلم الله تعالى ما يقوم به العباد منذ زمن بعيد وقبل أن يخلقهم.
  • يجب على المسلم أن يسلم بأمر الله ومشيئته وعلمه، حيث هو القادر الوحيد والذي لا يمكن أن يقدر عليه، وتسليم الأمر لله وتفويضه هو حكم المولى العزيز.

مرتبة المشيئة

  • ”ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن” هذا الدعاء هو واحد من الأدعية التي تشير إلى أن المولى عز وجل هو الوحيد الذي يمتلك كل الأمور ويقرر ماذا يفعل وماذا لا يتم.
  • المشيئة الإلهية هي التي تحدث بدون أسباب واضحة للعقل، ولكن الله وحده يعلم الهدف وراء هذا الحدث أو الفعل الذي يمكن أن يشعر به الإنسان كأنه غير مرغوب فيه، أو يشعر بالألم لفقدان شخص عزيز عليه. ومع ذلك، يعوض الله الإنسان بخير. كما قال الشيخ متولي الشعراوي، يمكن لله أن يمنع الطالب المجتهد والمتفوق من الذهاب لامتحان العلوم ويكتب له الرسوب. ولو كان له خير، لما أراد الله له أن يرسب في الامتحان. فقد يغتر أو يتباهى بعلمه ودرجاته العالية. فإن في أمر الله كل حكمة وسبحانه.
  • لو أراد الله تعالى أن يمنع إبليس من الخروج عن طاعته، لما تركه يعصي ويتجاوز. لكنه سبحانه أراد أن يختبر عبادته به ويقيم أفعالهم، ويعلم من بينهم من يضل ومن يطيع أمر الله.
  • إن الأمر كله للمولى عز وجل، فهو يمنح من يشاء ويمنع من يشاء، ويدير الأمور كلها بأمره، فإنه ملكوته وما يحدث في الكون كله.
  • مثال على إرادة الله تعالى ومشيئته، فهو يترك المجرم يفعل ما يشاء، يمكننا تصور ذلك كترك السلطات شخصا فاسدا يتقاضى رشوة من الآخرين، وهي تعلم أنه يقوم بهذا الفعل المخالف للشرف والدين والأمانة، بينما يتركونه ليقع في الفخ ويتم القبض عليه ليعاقب.

مرتبة الخلق

  • يعتقد المسلم أن الله تعالى هو الخالق الواحد للكائنات، وأنه الحق والصواب والأول والأخير وبيده كل شيء.
  • يجب على المسلم أن يدرك أن المولى عز وجل هو الواحد الذي يخلق الجميع، ولم يخلق، فهو لم يلد ولم يتولد، وقادر على كتابة حياة وموت الخلق وكل شيء بتوقيت محدد.
  • بينما تختلف المذاهب في تعريف ترتيب الخلق في مراتب الإيمان بالقدر؛ يروي مذهب الاعتزال أن الأفعال تكون خالقة للعبد أو غير مخلوقة، ولا يعتبر الأمر الأخير مرجحا.
  • فيما يعتقده البعض أن الموجودات تختلف بين الخالق والمخلوق.
  • تؤكد مرتبة الخلق أن العبد وأعماله هي مخلوقة للمولى عز وجل.
  • وفيما يتفق الرأي السابق مع ما يراه الأشاعرة أن فعل الإنسان ليس إلا مخلوقا لله عز وجل، إذ أنها جاءت من العدم فلذلك فهي موجودة وأصبحت على ما هي عليه، فظهرت من بعد العدم، ومن هذا التفسير يمكن أن نفهم أن الفعل وجد بعدما لم يكن موجودا في الأصل، ولذلك لا يمكنه أن يخلق نفسه، فهو بالتأكيد من صنع وخلق الله تعالى.

مرتبة الكتابة

  • هذه المرتبة هي الرابعة من مراتب الإيمان بالله تعالى، حيث إن المولى عز وجل قد كتب كل الأمور قبل خلق الأرض وسماءها وما عليها من العباد .
  • فقد كتب الله تعالى مصير العباد في لوح محفوظ، ولكن ذلك لا يعني أنهم مجبرون على القيام بأفعال لا تعكس شخصيتهم.

قدمنا في مقالنا عرضا لعدد مراتب الإيمان بالقدر كما ورد في المراجع الدينية، ويجب أن نشير إلى أن الله تعالى يكتب الأمر بإذنه من أفعال وأقوال، فعلينا أن نطيع أمر الله ومشيئته وألا ننزعج أو نفقد صبرنا وألا نشعر بالحزن على ما فاتنا.

إن شاء الله سيجعلها لنا وإن لم يشأ سيمنعها عن العبد، ويجب على المسلم أن يصل إلى تلك المراتب الأربعة في إيمان بالله كما حثنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

يمكن لك عزيزي القارئ المتابعة للمزيد من المعلومات عبر الموسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى