الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

فضل قراءة سورة الجاثية

سنعرض لكم في هذا المقال من موسوعة فضل قراءة سورة الجاثية التي تعتبر واحدة من أبرز السور التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتأتي في المرتبة الخامسة والأربعين في القرآن الكريم بعد سورة الدخان، وتحتوي على 37 آية.

واسم السورة يشير إلى أحد أبرز أسماء يوم القيامة وهو الجاثية، وهو اسم يصف حالة الخلق عند الحساب بعد البعث يوم تقوم الساعة. وهو مشتق من فعل “جثو” أي الجلوس على الركبتين. وقد وصف الله ذلك في الآية 28 من نفس السورة حيث قال تعالى “ترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون”. يشير العلماء في تفسير جثو الخلق في يوم القيامة إلى أنه يعكس الشعور بالخوف والرعب من رعب هذا اليوم. ونزلت هذه السورة قبل هجرة الرسول صلى اللهعليه وسلم إلى المدينة المنورة

فضل قراءة سورة الجاثية

  • فضل قراءة سورة الجاثية يكمن في فضل قراءة سور القرآن الكريم بشكل عام، حيث يتم الحصول على الأجر والثواب المضاعف، وذلك وفقا لما ذكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف وميم حرف.
  • سبب من أسباب السكينة والاطمئنان، وذلك وفقا لما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”.
  • قراءة سورة الجاثية والمواظبة على قراءة سور القرآن الكريم هما سببان للحصول على أعلى الدرجات في الحياة الآخرة. كما أنهما سببان للحصول على الشفاعة في يوم القيامة، وفقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن فإنه سيأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.

مضامين سورة الجاثية

تمحورت سورة الجاثية حول 3 موضوعات أساسية: وهي تتعلق بالوحدانية والبعث والجزاء والرسالة النبوية، وتتمثل مضامين السورة فيما يلي:

  • توضح أهمية القرآن الكريم كونه نزل من الله عز وجل.
  • تعد قدرة الله على خلق السماء والأرض والرياح من معجزات الكون التي يؤمن بها أولئك الذين لهم فهم وعقلية صحيحة، وتعد ذلك من أقوى الدلائل على أن الله وحده هو خالق هذا الكون.
  • التذكير والتحذير لمن ينكر آيات الله في الكون ويستهزئ بها، فجزاؤه أن يعاقب في النار.
  • نشكر الله على تذكيره لعباده بفضله، حيث جعل البحر متاحا للسفن لتسييرها، وجعل لهم الاستفادة من كل ما في السماء والأرض من شمس وقمر ونجوم وحيوانات. وهذا يخاطب العقول الرشيدة التي تتأمل في آيات الله، عسى أن يكونوا من الشاكرين لنعمة الله.
  • يوم القيامة، سيكون هناك عدل من الله في حساب المؤمنين والكافرين، حيث لن يكونوا سواسية، فجزاء الكافرين هو دخولهم النار وجزاء المؤمنين هو دخولهم الجنة.
  • تذكر الأمم الأخرى التي كفرت بنعم الله وطغت مثل قوم بني إسرائيل، الذين وهبهم الله الحكم والنبوة والكتاب.
  • يوم القيامة هو اليوم الذي سيقوم فيه الناس بالنهوض من قبورهم للحساب، وسيكونون خائفين ومذعورين. في هذا اليوم، سيتلقى الكافرون عقابهم بعد أن كانوا يستكبرون على آيات الله، ولن يكون لهم معين من الله.
  • التحذير من الانحراف عن الطريق المستقيم عن طريق اتباع الشهوات والهوى، فهذا يفتح باب الضلالة ويمنع من الهداية بعد أن يعمي الإنسان بصيرته ويختم على سمعه.

أسباب نزول سورة الجاثية

سبب نزول الآية الرابعة عشر

عن أبو إسحاق الثعالبي قال: قال الحسن بن محمد بن عبد الله: حدثنا موسى بن محمد بن علي: حدثنا الحسن بن علويه: حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار: حدثنا محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهر، عن ابن عباس قال: عندما نزلت هذه الآية: “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا” قال اليهودي في المدينة المعروف بـ “فنحاص”، احتاج رب محمد. فلما سمع عمر ذلك، استلهم سيفه.

عندما خرج في طلبه، جاء جبريل – عليه السلام – إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال له: إن ربك يقول لك: “قل للذين آمنوا أن يغفروا للذين لا يرجون أيام الله”. وكان عمر يحمل سيفه وخرج في طلب اليهودي، فبعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للبحث عنه، وعندما جاء قال له: “يا عمر، ضع سيفك”. فقال عمر: صدقت يا رسول الله، أشهد أنك أرسلت بالحق. فقال له: “إن ربك يقول: قل للذين آمنوا أن يغفروا للذين لا يرجون أيام الله”. فقال عمر: بالتأكيد، والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.

سبب نزول الآية الثالثة والعشرون

ذكر أن أبا جهل زار البيت في إحدى الليالي وكان برفقته الوليد بن المغيرة، وتحدثا عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو جهل: بالله، أعلم أنه صادق. فسأله الوليد: وما هو السبب؟ فأجاب: يا أبا عبد شمس، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، وعندما نشأ وكبر، أصبحنا نسميه الكذاب الخائن، وبالله، أعلم أنه صادق. فقال الوليد: فلماذا لا تصدقه وتؤمن به؟ فأجاب: لا أحب أن يقول عني أفراد قريش أنني أتبعت يتيم أبي طالب من أجل مصلحة شخصية، ولا أتبعه أبدا. فنزلت الآية: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى