التعليموظائف و تعليم

بحث عن الذوق العام كامل جديد

نقدم لكم في موسوعة بحث عن الذوق العام وهو أحد أهم مظاهر الخلق التي تتصل اتصالا وثيقا مع الخلق الحسن، حيث يظهر أثره الطيب على سلوك الأفراد والمجتمعات في تعاملهم بين بعضهم، وتم تصنيف الذوق العام كواحد من أفضل الخلقيات التي يجب على الجميع فهمها واتباعها والتمسك بها.

العرب البدو اشتهروا بالكرم الشديد حيث كانوا يذبحون الغنم والشاه لضيوفهم ويستقبلونهم بكافة السبل الممكنة. كانوا يستدعون عازف الربابة لاستقبال الضيف وترحيبه بدون أن يسألوه عن حاجته أو سبب زيارته أو اسمه أو قبيلته، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام ليكون الضيف قد استراح من الترحال والسفر.

مقدمة بحث عن الذوق العام

  • الذوق العام هو مجموعة من الصفات الهامة التي يتصف بها الإنسان وتنظم أفعاله وترتقي به لكي يكون محترما وجميلا، ويحبب نفسه للجميع ويحببهم في الاقتراب منه ومصادقته، ومن أبسط مظاهر الذوق هو اختيار الملابس الجميلة والأنيقة.
  • وكما يشير الذوق العام إلى احترام الناس وتقدير اعتقادهم لفهم ما أو اتباعهم لمبدأ معين دون نقدهم أو إبداء الاستياء منهم خاصة إذا كان ذلك المبدأ أو تلك العقيدة لا تتناسب مع الدين والأخلاق السائدة في المجتمع، فمن الواجب أن نتصرف مع الآخرين بأدب واحترام شديدين ونأخذ في الاعتبار أدق التفاصيل سواء كانت تلك التفاصيل تجلب السعادة لهم أو تسبب لهم الضيق والانزعاج.
  • ويجدر بالذكر أن الذوق العام هو أحد فروع الفنون المدروسة والمعروفة بفن الاتيكيت، وهو مصطلح فرنسي يشير إلى الأخلاق والأسلوب اللائق في تناول الطعام والشراب والتعامل مع الآخرين والتحدث معهم، وهو فن وأسلوب يعتمد على مستوى عالمي.

من مظاهر الذوق العام في الحياة الاجتماعية

  • طلب الإذن قبل دخول مكان يملكه شخص آخر: يقول الله تعالى في آية 27 من سورة النور: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)، وهذا يشير إلى أهمية طلب الإذن وأنه يعتبر من الأخلاق المحمودة البارزة.
  • الحفاظ على نظافة المكان والمظهر: من أهم مظاهر الذوق الحفاظ على النظافة العامة والشخصية وتجنب رمي القمامة في الشوارع والأماكن العامة .
  • الحفاظ على شعور الناس وخصوصياتهم: وهي إحدى أشكال الأدب العام إلى جانب الحرص على عدم التطول في النظر إلى وجوه الأشخاص بدون سبب.
  • التحدث بصوت معتدل: من أرقى الصفات الحفاظ على مستوى الصوت المنخفض، وهو يعد من بين مظاهر الذوق العام، حيث أن رفع الصوت بدون سبب غير مقبول اجتماعيا.
  • بشاشة الوجه الإبتسامة: وفي هذا السياق، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (عندما تبتسم لأخيك فهذا تصدق).
  •  إفشاء السلام للجميع: السلام على جميع الأشخاص، حتى الغير معروفين للفرد، ومصافحة الأيدي تعتبر إظهارا للذوق العام وسبيلا لتعزيز المودة والمحبة بين الناس .
  • امتنع عن السخرية من شكل الناس ومظهرهم وملابسهم.
  • الحرص على إبقاء الأماكن العامة نظيفة.
  • الابتسامة في وجه من نتعامل معهم، والتعامل معهم بلطف.

أفكار عن الذوق العام

تتمثل أفكار الذوق العام التي يتحلى بها الشخص في أنه يتمتع بذوق رفيع، كما يلي:

  • جمال التصرفات: يتعلق ذلك بالبيئة المحيطة، من خلال حمايتها والحفاظ عليها، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة الداخلية والمنزل، من خلال تنظيفها وجعلها نظيفة.
  • جمال الشخصية: ويكون ذلك بتجسيد الصفات الحسنة مثل الروح المرحة، الحياء، العفو والتسامح، وبالتواضع.
  • جمال الخلق: وهو ما يميز أقوياء الإيمان بالله، والامتثال لنواهيه وطاعة أوامره، والتمسك بالسلوك الحسن والجميل، ومخالطة الصالحين من الأشخاص.
  • جمال الهيئة: عن طريق الحفاظ على جمال الجسد ونظافته، وممارسة الرياضة، وارتداء الملابس النظيفة الأنيقة، والوقاية من الأمراض، والتسرع في علاجها إن وجد لا سمح الله.

مصادر تعلم الذوق العام

توجد العديد من المصادر التي يمكن من خلالها تعلم الذوق العام واكتساب عاداته وصفاته، ومن أهم تلك المصادر التالية:

  • تطوير الإبداعات الشخصيّة: يشمل هذا التغيير مجال العمل وترتيب المنزل وأساليب الحياة بشكل عام، حيث يؤدي البحث عن الإبداع إلى تطوير الحواس والذوق بشكل طبيعي.
  • الالتزام الدائم بالآداب: وهذا يؤدي إلى تنمية الحس الجمالي بشكل طبيعي وفتح العديد من الفرص أمام الشخص لتطوير ذوقه في معظم جوانب الحياة.
  • تعلم وتفهم المشاعر الإنسانية: أي الاتصال بمفاهيم الجمال الروحي والمادي.
  • معرفة القواعد الضابطة للسلوك البشري الأساسيّة: والاستدراك على الأمور المباحة والأمور غير المباحة، وهذا يتجلى في احترام احتياجات الآخرين واتباع الآداب العامة والظواهر والأشكال التي خلقها الله على هذا النحو.
  • الإلتزام بالقواعد التى تحكم السلوك البشري: من خلال التعرف على ما يجب الاهتمام به وما لا يجب واحترام الآداب واحترام الآخرين.
  •  الاطلاع على فن الإتيكيت: من خلال الكتب العلمية والمجلات التي تتطرق لفنون الإتيكيت والذوق العام في التعامل بين الأشخاص.
  • يوجد تقاليد وعادات في المجتمع يجب الاحتفاظ بها طالما تتوافق مع الأخلاق والذوق الرفيع .
  • دراسة السنة النبوية الشريفة:فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذو خلق عظيم وهو قدوتنا، وقد أمرنا الله سبحانه بأن نقتدي به .
  • قراءة القرآن الكريم: إذ أنها أحد مصادر تعلم الأداب والذوق العام .

الذوق العام في الدين الإسلامي

الذوق يعد أحد أساسيات الخلق التي تعتبر حليا يتزين بها الإنسان ليظهر بأفضل صورة، ويتجلى ذلك في ذوق الإنسان ولباقته وأسلوبه في التحدث مع الآخرين. جاء الدين الإسلامي لتنظيم وإدارة الحياة بين الناس وجعل من بين العبادات الذوق والتأدب الذي ينبغي للمسلم أن يتحلى به.

مظاهر الذوق العام في الإسلام

أشكال الذوق العام التي حثت الشريعة الإسلامية على اتباعها كثيرة، وسنعرض لكم أبرز تلك الأشكال في النقاط التالية:

  • التأدب في التعامل مع الجيران: النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى المسلم بأن يحسن معاملته لجاره المسلم وأن يحسن إليه، وإذا كان أحدهما لديه طعام أو شراب ورأى جاره يشتهيه، فعليه أن يعطيه منه.
  • التماس الأعذار: حث الله تعالى المسلمين على التواصل والزيارات، وأحيانا يخبر الشخص أهله أو أقاربه أو أصدقاءه بنية زيارتهم، ولكنه يجد منهم الاعتذار بسبب انشغالهم أو عدم استقباله، وفي تلك الحالة يجب أن لا يغضب لأن لكل شخص ظروف قد تؤثر عليه في بعض الأوقات.
  • منع الأذى عن الغير: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إزالة الأذى عن الطريق صدقة)، لذلك من أبرز آداب الإسلام تجنب التدخين في الأماكن العامة وعدم رمي النفايات في الطرق.
  • خفض الصوت في الطرقات: ومن مظاهر الحفاظ على الذوق العام هو تجنب إحداث الضوضاء والإزعاج للآخرين، اتباع آداب الطريق، وتقليل استخدام أبواق السيارات قدر الإمكان.

حديث شريف عن الذوق العام

تمجيد الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث وصفه بأنه صاحب الذوق العام والخلق العظيم، وفي ذلك قال الله في سورة القلم الآية 4: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وكما ورد الحث على اتباع الذوق العام وتطبيقه والتحلي به في السنة النبوية، ومن الأحاديث النبوية التي تدل على ذلك ما يلي ذكره:

  • مدح الحبيب المصطفى أصحاب الخلق العظيم في قوله: (من أحبكم وأقربكم إلي مجلسا يوم القيامة هم أفضلكم أخلاقا، ومن أبغضكم وأبعدكم عني في يوم القيامة هم الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقون؟ قال: هم المتكبرون.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني في مجلس يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني في يوم القيامة هم الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون”، قالوا: يا رسول الله، لقد علمنا معنى الثرثارين والمتشدقين، فما المتفيهقين؟ قال: المتكبرين.

وفي نهاية ما قدمناه من معلومات وأفكار حول الذوق العام ، نود أن نشير إلى ما يحصده الإنسان من الاستمتاع بالذوق ، حيث يحصل على رضا الله في الدنيا ودخول جناته في الآخرة ، ويحقق السكينة والطمأنينة في العلاقات الإنسانية ، ويعيش في بيئة جميلة ونظيفة تحقق التوازن النفسي وتعزز الروابط الاجتماعية بين الأفراد الذين يعيشون فيها.

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى