أسأل الخبراءالمراجع

قائمة المنتجات التركية في السعودية تفاصيل المقاطعة وتطوراتها

تتساءل الكثير من السعوديين عن قائمة المنتجات التركية في السعودية التي يتم استيرادها بعد انتشار دعوات لمقاطعة المنتجات التركية، بالإضافة إلى التساؤل عن الأسباب التي أدت إلى هذه الدعوة للمقاطعة، حيث تزايدت حدة توتر العلاقات السياسية بين السعودية وتركيا في الفترة الأخيرة، وتمتد هذه التوترات إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

لا تعد مقاطعة المنتجات التركية في المملكة حدثا جديدا، حيث حدثت حملة مماثلة في العام الماضي وأدت إلى انخفاض نسبة السياح السعوديين في تركيا بنسبة 40٪. وسنشرح في السطور التالية على موسوعتنا أسباب تلك الحملة والمنتجات المراد مقاطعتها، بالإضافة إلى تأثيرها على الاقتصاد التركي.

أسباب الدعوة إلى مقاطعة المنتجات التركية

قام رئيس الغرفة التجارية السعودية عجلان العجلان بإطلاق الحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات التركية والتي دعا فيها جميع الشركات السعودية إلى وقف استيراد المنتجات التركية، بالإضافة إلى دعوة المواطنين لوقف شراء مختلف المنتجات التركية من المتاجر والأسواق.

تم إصدار هذه الدعوة في بداية الشهر الحالي استجابة لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أعلن أن وجود القوات التركية في قطر يهدف للحفاظ على أمن الخليج العربي. كما أعلن أيضا أنه سيستمر في رفع علم القوات التركية في منطقة الخليج العربي إلى الأبد. تسببت هذه التصريحات في إثارة استفزاز المسئولين في السعودية، حيث اعتبروها تدخلا في شؤون الخليج.

وحث العجلان في تغريدة له على تويتر على ضرورة مقاطعة كل ما هو تركي، وليس الأمر مقتصرا على المنتجات فقط، بل في قطاع السياحة والاستثمار أيضا.

كدعم لهذه الحملة، أشار الأمير عبد الرحمن بن مساعد آل سعود إلى أن هذه الحملة تأتي كرد فعل على تصريحات الرئيس التركي التي تشير إلى التدخل في الشؤون الداخلية، وأوضح أن السعوديين ليس لديهم مشكلة مع الأتراك في الأصل، فالمشكلة تكمن في تصريحات الرئيس التركي التي زادت من تفاقم الأزمة السياسية بين البلدين.

قائمة المنتجات التركية في السعودية

هناك العديد من المنتجات التي يتم استيرادها من تركيا، وقد تركزت الحملة على وقف شراء أو استيراد هذه المنتجات بشكل خاص وهي:

  • المواد الكيميائية.
  • الحبوب الغذائية.
  • السجاد.
  • الأثاث.
  • الصلب.
  • المنسوجات.
  • الأغذية المعلبة.
  • الخضروات والفواكه.

ما مدى استجابة السعوديين للحملة ؟

مع انتشار حملة مقاطعة المنتجات التركية، بدأت العديد من المتاجر السعودية في الاستجابة لهذه الحملة من خلال وقف استيراد المنتجات التركية وإزالتها من رفوف المتاجر، بما في ذلك المعلبات الغذائية والأجبان. ومن بين هذه المتاجر التي أعلنت رسميا عن استجابتها للحملة، متاجر باندا والتميمي، بالإضافة إلى متجر عبد الله العثيم الذي أعلن في بيان رسمي أنه سيتوقف عن استيراد المنتجات التركية استجابة لهذه الحملة، مؤكدا احترامهم الكامل للشعب التركي وعدم المساس بالقيادة السعودية.

في منصات التواصل الاجتماعي، حظيت الحملة بتفاعل كبير وتأثير واسع بين السعوديين، حيث شارك آلاف المستخدمين على تويتر في وسم “#الحملة_الشعبية_لمقاطعة_تركيا”، ليصبح هذا الوسم الأكثر انتشارا في تويتر. وطالب بعض السعوديين بفرض ضريبة الواردات على المنتجات التركية، كما غرد البعض بأنه بإمكانهم التعرف بسهولة على المنتجات التركية من خلال الباركود الذي يحمل أرقاما تبدأ بـ869.

أعلن وليد آل إبراهيم، مدير مجموعة قنوات MBC، في التلفزيون السعودي أنه سيتم وقف بث المسلسلات التركية على القنوات، حيث تعتبر قناة MBC من أشهر القنوات السعودية التي كانت تعرض العديد من المسلسلات التركية.

تأثير الحملة على الاستثمار السعودي في تركيا

تلقت حملة مقاطعة المنتجات التركية استجابة من المستثمرين السعوديين في تركيا، حيث تبلغ قيمة استثماراتهم الإجمالية حوالي 19 مليار دولار. يعني ذلك أن الاستثمار السعودي في تركيا له أهمية كبيرة في تنمية القطاع الاقتصادي. تشير الإحصائيات إلى أن عدد الشركات الاستثمارية السعودية في تركيا يتجاوز 1000 شركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك العقارات والسيارات والنسيج.

تشكل الاستثمارات السعودية في تركيا 9.4% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية، وتحتل السعودية المركز الثالث كأكبر دولة مستثمرة في تركيا، ودعا العديد من المستثمرين السعوديين إلى التوقف عن الاستثمار في تركيا، مما سيؤثر سلبا على الاقتصاد العام.

نسبة واردات المنتجات التركية في السعودية

أفادت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن نسبة الواردات التركية شهدت تراجعا واضحا في السنوات الأخيرة، حيث بلغت قيمة الواردات في عام 2016 ما يقرب من 12.06 مليار دولار وهي قيمة منخفضة مقارنة بقيمة الواردات في عام 2015 التي بلغت نحو 12.74 مليار دولار.

في عام 2017، وصلت قيمة الوردات إلى حوالي 11.31 مليار دولار، وفي عام 2018 استمرت قيمة الواردات في الانخفاض الملحوظ حيث بلغت حوالي 10.04 مليار دولار، وفي عام 2019 بلغت قيمة الواردات حوالي 9.47 مليار دولار.

ومن المرتقب أن تؤثر الحملة الشعبية في تركيا بشكل كبير على التراجع الكبير في الاحتياطي النقدي التركي في الجانب الاقتصادي، حيث انخفض من 102.5 مليار دولار في بداية العام إلى 86.53 مليار دولار في منتصف العام. من المتوقع أن تتسبب هذه الحملة في خسائر اقتصادية فادحة لتركيا بقيمة تصل إلى 70 مليار دولار. يجب الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 5 مليارات دولار.

ومن بين المدن التركية التي تأثرت بشكل كبير من هذه الحملة هي مدينة غازي عنتاب، والتي تصدر عدة منتجات للمملكة العربية السعودية، وأبرزها السجاد والأغذية، وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة في قائمة أكبر الدول المستوردة من مدينة غازي عنتاب، وشهدت تراجعا في حجم الصادرات من تلك المدينة هذا العام، حيث بلغت قيمتها أكثر من 209 مليون دولار، بينما في العام الماضي تجاوزت قيمة الصادرات 255 مليون دولار.

موقف تركيا من حملة المقاطعة

ردا على حملة المقاطعة السعودية، صرح إسماعيل غل رئيس مجلس المصدرين التركيين بأن هذه الحملة هي أداة تجارية لتحقيق أهداف سياسية، وأشار إلى أن السعودية هي إحدى الدول الرئيسية التي لها تأثير كبير على الاقتصاد التركي، حيث تعتبر السعودية واحدة من أبرز الدول المستوردة للأحجار الطبيعية.

أشار أحد المعارضين التركيين محمد غوزلمانصور إلى خطورة هذه الحملة على الاقتصاد التركي وقد تشمل بعض الدول الحليفة لتركيا في الجوار، في ظل تأثيرات سلبية تواجهها تركيا في القطاع الاقتصادي بسبب أزمة كورونا.

وفي الجانب الآخر، أشار المحلل السياسي التركي حمزة تكين إلى أن هذه الحملة لا تشكل خطرا على الاقتصاد التركي لأن أهم منتجات تركيا تصدرها الدولة إلى دول أخرى بشكل أساسي غير السعودية.

في ختام هذا المقال، قد شرحنا لكم “قائمة المنتجات التركية في السعودية”، إلى جانب الأسباب التي دعت إلى إطلاق حملة مقاطعة السعوديين، واستجابة السعوديين للحملة، وتأثيرها على الاقتصاد التركي والاستثمار السعودي في تركيا، بالإضافة إلى توضيح موقف تركيا من هذه الحملة.

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى