الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها متى يجوز تأخير الزكاة للضرورة

دعنا نعرف معنى تأخير الزكاة عن وقت وجوبها فهو أحد الاستفسارات التي اشتغلت بها محركات البحث بشكل واضح، والزكاة هي فريضة من فرائض الله على المسلمين فهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، لذا يجب على كل من يستوفي شروط فرض الزكاة أن يؤديها وليستوفي الحقوق الشرعية. سنناقش معكم كافة التفاصيل المتعلقة بالزكاة وصلاحيات تأخيرها وعلى من تجب عليها من خلال سطورنا التالية على موسوعة.

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها

قبل أن نشرح حكم تأجيل الزكاة عن موعدها، يجب علينا أن نذكر أن الزكاة هي من فروض الإسلام، وتخلي عنها يعتبر تخليا عن أحد أركان الإسلام. فإذا لم يؤدي الفرد الزكاة عمدا، فإن إسلامه يكون ناقصا. وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”. وبالتالي، الزكاة هي فرض من الفرائض التي لا يجوز للشخص تركها.

ديننا هو دين التسامح والرأفة، والدليل على ذلك هو وجود بعض الاستثناءات التي فرضها الله عز وجل علينا، فعلى الرغم من وجوب تقديم الزكاة لمن يستوفون الشروط، فإنه في بعض الحالات يجوز تأخير دفع الزكاة. دعونا نتعرف على هذه الحالات الاستثنائية من خلال سطورنا التالية.

حكم تأخير الزكاة عن وقتها

الزكاة تزيد الأموال ولا تنقصها، وهي عملية تطهير للأموال والنفوس، وتساعد في زيادة بركة الأموال، فالمسلم ينفق في الزكاة الأموال التي تزيد عن حاجته للفقراء والمساكين، فيزيد الله عز وجل ماله بالبركة، فالصدقات لا تنقص الأموال بل تزيدها، ويمكن أن نستشهد في حديثنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”، رواه أبو هريرة.

على الرغم من أنه يجب صرف الزكاة في أوقاتها المحددة للمسلم، إلا أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يجوز فيها تأخير دفع الزكاة عن موعدها الصحيح، وسنتعرف على هذه الحالات في الفقرة التالية.

متى يجوز تأخير الزكاة للضرورة

الزكاة واجبة ويجب على المسلم أن يدفعها عند وجوبها ولكن يمكن تأخيرها في بعض الحالات ومن هذه الحالات:

  • يجوز للشخص تأجيل الزكاة إذا غاب المال الخاص به عنه.
  • في حالة الخوف من وقوع أي ضرر بسبب إخراج الزكاة، سواء بأمواله الخاصة أو بأموال آخرين.
  • إذا لم يجد المسلم مستحقا للزكاة في نهاية السنة المالية من بين المستحقين المحددين من قبل الله، يسمح له بتأجيلها حتى يجد مستحقا لها.
  • في حالة عدم قدرة الشخص على توصيل الزكاة لمستحقيها عندما يكون واجبا.

يجب الإشارة إلى أن الله عز وجل حدد لنا أماكن استخراج الزكاة الصحيحة في قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ۖ فريضة من الله ۗ والله عليم حكيم)، لذا ينبغي على المسلم عند إخراج الزكاة أن يستهدف هذه الفئة من الإنفاق فهم أولى الناس بالزكاة.

حكم تأخير الزكاة لعدم وجود سيولة مالية

أوضح الكثير من العلماء أنه يجوز للمسلم تأجيل دفع الزكاة في بعض الحالات، مثل عدم توفر السيولة المالية لديه عند حلول نهاية السنة المالية، وهذا هو محورنا في هذه الفقرة، وبناء على ذلك، يمكن للمسلم تأجيل دفع الزكاة عن موعدها في حالة عدم توفر المال.

يجب أن نذكر أن تأخير الزكاة غير مسموح به إلا لأسباب شرعية محددة من قبل العلماء والفقهاء، وفي حالة قدرة الشخص على الدفع، فإنه غير مسموح له بالتأخير وإذا فعل ذلك فإنه يرتكب خطيئة، ولكن في حالة وجود سبب شرعي، يجب تقديمه في أسرع وقت.

حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

يجب على المسلم أن يدفع زكاة ما يجب عليه في الوقت المحدد لها دون تأجيل أو تأخير، فإنها من شروط الإسلام، ولا شك أن تأجيلها دون وجود سبب شرعي يعرض الفرد للمشاكل في المستقبل، فقد أمرنا الله تعالى في القرآن المبارك بإعطاء الزكاة للفقراء والمساكين، ومن بين الآيات التي تتحدث عن الزكاة هي قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد) [البقرة].

كما ذكرت الكثير من الآيات القرآنية التي توضح أهمية إخراج الزكاة سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة. ومن بين تلك الآيات قول الله: “والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما”، وكذلك قوله: “لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم

وهناك العديد من الآيات في القرآن تحذر المسلمين من العاقبة السيئة التي سيواجهونها إذا لم ينفقوا في سبيل الله. ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون”. وتشير هذه الآيات إلى أن الأشخاص الذين يبخلون بأموالهم ولا ينفقونها في سبيل الله سيعاقبون بعذاب عظيم.

حكم تعجيل إخراج الزكاة

يجوز للمسلم أن يقدم الزكاة قبل حلول الحول إذا رأى في ذلك خدمة لمصلحة الفقراء؛ إذ سأل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إخراج الزكاة قبل وقتها، وأذن له، ولكن يجب أن نذكر أن تقديم الزكاة في وقتها المحدد جائز لمن تتوفر لديهم الشروط التالية:

  • لكي يتمكن الشخص من تقديم زكاته في الوقت المناسب، يجب أن يمتلك النصاب الواجب تقديمه.
  • يجوز للشخص تقديم الزكاة مبكرا لعام واحد فقط، ولا يجوز تقديمها مبكرا لأكثر من عام.
  • يجب أن يكون المالك متأكدا من أهليته لدفع الزكاة حتى نهاية الحول، أي بعد مرور سنة على امتلاك المال، ويجب أن يظل المالك للنصاب حتى نهاية الحول.

من المهم أن أذكر أن أفضل وقت لإخراج الزكاة هو شهر رمضان، فهو أفضل الشهور عند الله، وفيه تتضاعف الأعمال الصالحة ويزداد الأجر.

شروط وجوب الزكاة في الإسلام

الزكاة واجبة على من تتوافر فيهم الشروط التالية:

الملكية التامة

يشير المقصود بالملكية التامة هنا إلى حرية الشخص في التصرف في المال الذي يمتلكه، وليس المقصود من ذلك الملكية الحقيقية، حيث أن المالك الحقيقي لجميع الأشياء، بما في ذلك المال، هو الله عز وجل، ونستند في هذا الأمر إلى قوله تعالى: “وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير” وكذلك قوله “وآتوهم من مال الله الذي آتاكم”، حيث منح الله عز وجل عباده حرية التصرف في الأموال التي يمنحها لهم.

بلوغ النصاب

النصاب هو المبلغ الشرعي المحدد، وعندما تصل أموال الشخص إلى هذا المبلغ، يجب عليه أداء الزكاة، ويجب الإشارة إلى أن قيمة النصاب تحدد وفقا لنوع الزكاة المطلوبة، فلكل نوع من الزكاة مبلغ شرعي محدد.

النماء

لكي يكون الزكاة مفروضة، يجب أن يكون المال قابلا للزيادة ولا يقتصر النمو على عمل الفرد على زيادته، بل يكفي أن يكون المال قابلا للنمو. ويعتبر النمو شرطا من شروط وجوب الزكاة، ونستند في هذه الحقيقة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم “ليس على المسلم في عبده، ولا في فرسه صدقة.” [رواه أبو هريرة]، ومن أمثلة المال الذي لا يمكن زيادته المديونية التي لا يمكن تحصيلها، والمال الذي يستحيل استرجاعه

مرور عام على امتلاك المال

يجب دفع الزكاة عند مرور اثنتي عشرة شهرا على ممتلكاتك. يجب أن يتم الإشارة إلى أن هذا الشرط ينطبق على النقود والماشية والتجارة. أما الزكاة المتعلقة بالأراضي مثل الزراعة والعسل، فيتم دفعها عند حصاد المحصول ولا يلزم أن يمر اثنتي عشرة شهرا.

الزيادة عن الحوائج الأصلية

تجب الزكاة عندما تغطي ممتلكات الشخص احتياجاته واحتياجات أسرته، وبعد ذلك يتم توزيع الفائض لتغطية احتياجات الفقراء، ويستند هذا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن كان لديك فائض فلأهلك، وإن كان لديك فائض عن أهلك فلأقربائك، وإن كان لديك فائض عن قرابتك فهكذا وهكذا”

عدم وجود دين

ليكون مطالبا بدفع الزكاة، يجب ألا يكون المرء مديونا لأي شخص، فالديون تنقص المال عن النصاب، وبالتالي لا يجب دفع الزكاة على ذلك المال.

تناولنا مقالا مفصلا عن حكم تأجيل الزكاة عن موعدها المحدد، واستدعينا في ذلك آيات قرآنية وأحاديث نبوية لتوضيح صحة المعلومات. وبهذا وصلنا إلى نهاية مقالنا، نأمل أن نكون قدمنا لكم محتوى مفيدا وواضحا بخصوص استفساركم ونشكركم على متابعتكم لنا وندعوكم لقراءة المزيد في عالم الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى