اخبار العالمالاخبار

معنى التطبيع مع اسرائيل وما هي مخاطره وما الدول العربية الموقعة اتفاقية سلام مع اسرائيل

الكثير من الناس يسألون عن معنى التطبيع مع إسرائيل، خاصة بعد انتشار الأخبار في الفترة الأخيرة التي تفيد بموافقة دول عربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني، على الرغم من رفض العديد من الدول العربية فكرة التطبيع بشكل عام، وأثارت هذه الأخبار استياء الشعوب العربية التي تعتبر التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية، لأنه يعني التعاون مع الكيان الذي يحتل أراضي فلسطين. في هذا المقال، سنجيب على هذه التساؤلات ونتحدث عن أشكال التطبيع، وأهدافه، ومخاطره على الدول والشعوب العربية.

معنى التطبيع مع اسرائيل

  • من المعروف توتر العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني بسبب احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني وانتهاك حقوق شعبها، والتي تعود إلى القرن التاسع بعد تأسيس الكيان الصهيوني واحتلاله لجزء كبير من تلك الأراضي حتى الآن.
  • منذ بداية هذا الاحتلال، قام الكيان الصهيوني بممارسة أشكال التنكيل والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، بالإضافة إلى هدم منازلهم وتهجيرهم واعتقال الآلاف منهم، مما أدى إلى خلق حالة من العداء بين الكيان الصهيوني وبقية الدول العربية.
  • وعلى الرغم من ذلك، قامت عدة دول عربية بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وزادت عدد الدول العربية التي أقامت علاقات مع الكيان في الفترة الأخيرة.

ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني

  • الهدف من التطبيع هو تجاهل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحرب المستمرة بين الفلسطينيين وجنود ومواطني الكيان الصهيوني، وجعل العلاقات مع هذا الكيان ومسؤوليه أو مؤسساته طبيعية بعدما كانت غير طبيعية سابقا، مما يسمح بإقامة مشاريع ومبادرات مشتركة بينهما محليا أو دوليا.
  • بعد تطبيع العلاقات بهذا الشكل، لا يتم التحدث عن أي تصرفات مشينة يقوم بها الاحتلال الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني، ويتم تجاوز العقبة النفسية التي استمرت لسنوات طويلة بين شعوب ومسؤولي الدول العربية والكيان الصهيوني، ويتعامل مع هذا الأمر كأمر طبيعي ويعترف بالكيان الصهيوني كدولة.
  • يبذل الكيان الصهيوني قصارى جهده من أجل التطبيع مع العديد من الدول العربية لكسب المزيد من الحلفاء والاعتراف به كدولة قائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجعل وجود إسرائيل في فلسطين أمرا طبيعيا ومقبولا.
  • ولكن هذا التطبيع لا يمكن أن يكون طبيعيا لأنه يجب أن يكون بين دولتين، وبسبب أن إسرائيل ليست دولة وإنما مجموعة من التجمعات الاستيطانية التي احتلت الأراضي الفلسطينية وتطالب العالم بالاعتراف بها كدولة.

أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني

يشمل التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني ما يلي:

  • يتم تحقيق السلام بين الدولة والكيان الصهيوني من خلال إقامة المشروعات والأنشطة معهم، بما في ذلك المعارض والمهرجانات مع الصهاينة أو المؤسسات الصهيونية، مع تجاهل حقوق الفلسطينيين وعدم التطرق إليها بأي حال من الأحوال.
  • يتم الموافقة على الاشتراك في مشروعات تنص على رفض حقوق الفلسطينيين، سواء في أراضيهم أو في عودة اللاجئين منهم إلى أراضيهم.
  • الاشتراك في مشروعات تهدف إلى تحريف الحقائق التاريخية وادعاء حق الصهيونيين في الأراضي الفلسطينية والقدس وتهجيرهم منها.
  • قبول المشاركة في مشاريع السلام الزائفة التي تستهدف انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوق ومصالح الصهاينة في الأراضي الفلسطينية، حتى إذا كان هناك طرف ثالث يدعو إليها بخلاف الفلسطينيين الذين هم أصحاب الحق الأصلي والكيان الصهيوني المحتل.
  • توقيع اتفاقيات بين الجانبين فيما يتعلق بالسياحة والاستثمار والتكنولوجيا والبيئة والثقافة والصحة والاتصالات والأمن والرحلات المباشرة وجميع المجالات التي تهدف إلى تبادل المنفعة بين الجانبين.

الدول العربية التي طبعت مع الكيان الصهيوني

على الرغم من العداء الطويل بين الكيان الصهيوني والدول العربية، هناك دول عربية قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني والتعاون معه، وكان الهدف من هذا التطبيع هو تقليل سيطرة الكيان الصهيوني على أراض فلسطينية جديدة ومساعدة الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة خاصة به. والدول العربية التي تطبعت مع الكيان الصهيوني هي:

  • جمهورية مصر العربية: وحدث ذلك عن طريق معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتي تمت في عهد الرئيس السابق محمد أنور السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث تم توقيع تلك المعاهدة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1979، مما جعل مصر تكون واحدة من أولى الدول العربية التي أقامت علاقات مع الكيان الصهيوني.
  • الإمارات العربية المتحدة: وهي الدولة العربية الثانية التي أعلنت عن تطبيع علاقتها مع الكيان الصهيوني ، حيث تم الإعلان عن ذلك في 13 أغسطس 2020.
  • مملكة البحرين: تعد الدولة العربية الثالثة التي تقام تطبيعا لعلاقتها مع الكيان الصهيوني، وأعلنت ذلك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2020.
  • السودان: انضمت السودان إلى الدول العربية التي عقدت علاقتها مع إسرائيل، وتم الإعلان عن هذا التطبيع في 23 أكتوبر 2020، مقابل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتخفيض الديون المستحقة عليها بمليارات الدولارات.

وعلى الرغم من ذلك، هناك العديد من الدول العربية التي عبرت عن رفضها الكامل للتطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبرته خيانة للقضية الفلسطينية وتفريطا في حق الفلسطينيين في أراضيهم.

مخاطر التطبيع مع إسرائيل

ليس التطبيع مع إسرائيل مقتصرا على الجانب السياسي فقط، بل يتنوع في جوانب متعددة تؤثر مباشرة على الدول الموافقة على التطبيع.

هناك العديد من المخاطر التي يتعرض لها العرب نتيجة التطبيع مع إسرائيل، وفي نفس الوقت تعود بالنفع على الكيان الصهيوني، وتتمثل هذه المخاطر فيما يلي:

  • التطبيع مع إسرائيل يعتبر اعترافا ضمنيا بحقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتخليا عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي كافح لسنوات من أجل الحصول عليها.
  • هناك بعض العرب يعتبرون الفلسطينيين سببا للصراع العربي الإسرائيلي، وذلك بناء على اعتقادهم برواية الصهاينة وحقهم في فلسطين.
  • أما بالنسبة للتطبيع مع إسرائيل من الناحية المعرفية، فإنه يؤدي إلى التعامل مع ظاهرة غريبة بأنها مألوفة وطبيعية، والتعامل مع إسرائيل على أنها كيان سياسي طبيعي مثل أي كيان سياسي آخر.
  • من مخاطر التطبيع مع إسرائيل على العرب من الناحية الأخلاقية هو جعلهم يتجاهلون أن هذا الكيان الصهيوني احتل أرضا وقتل شعبها وهجر البعض منهم وهدم منازلهم، وتجاهل أن قوته تأتي من دعم الدول الغربية له.
  • تكمن خطورة التطبيع الثقافي مع إسرائيل في تغير المعتقدات والقيم ونمط الحياة، وتحقيق هزيمة نفسية للعرب وإقناعهم بأن إسرائيل تفوقهم عسكريا بسبب ثقافتهم وحضارتهم وقيمهم الأخلاقية التي يتبنونها، مما يؤدي إلى ظهور دعوات للتقليد لإسرائيل في نظامها السياسي والأسلوب الذي تستخدمه في الإدارة والتنظيم والتكنولوجيا، واستيعاب سلوكياتهم وقيمهم الاجتماعية.
  • يعتبر التطبيع بابا للانفتاح الثقافي والاقتصادي مع إسرائيل، حيث تستطيع من خلالها فرض ثقافتها على المواطن العربي من خلال المنتجات الإسرائيلية التي تصل إليه.
  • من أخطار التطبيع هو تغريب الحياة الاجتماعية في الدول العربية من خلال تطبيع وسائل الإعلام العربية بالطابع التجاري الاستهلاكي الإسرائيلي.
  • يؤدي التوطين إلى إهمال متعمد لتعليم الأجيال الجديدة اللغة العربية وتاريخ الشعوب والحضارات العربية في المنطقة بدعوى متابعة متطلبات العصر الحديث، مما يسهل من تزييف التاريخ العربي لصالح الكيان الصهيوني المحتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى